فادي بودية رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية
تطوّرت العلاقة بين روسيا وحزب الله بشكل كبير ومتداخل خلال فترة محاربة التنظيمات الارهابية في سورية حيث لعب الجانبان الإيراني والسوري دوراً مؤثراً على صعيد التنسيق العسكري .
وبدأ مسار ” تعزيز الثقة ” بين الطرفين يشتدّ ويقوى بفعل التواصل السياسي من خلال اللقاءات المباشرة والمتبادلة بين حزب الله ومسؤولين روس لاسيما لقاءات المبعوث الخاص للرئيس بوتين إلى الشرق الاوسط الدكتور ميخائيل بوغدانوف الذي التقى أكثر من مرة السيد نصرالله وكذلك زيارة وفد حزب الله برئاسة الحاج محمد رعد إلى موسكو في ظل اهتمام لافت يحمل دلالات اهمية الزائر ومكانته.
على خطٍ موازٍ لعبت الإرادة المشتركة بين روسيا وإيران دوراً كبيراً في تعزيز الشراكة المتبادلة بينهما تجسّدت في الزيارات المكثّفة بين مسؤولي البلدين وصولاً إلى قمّة ” المصحف ” الذي يحمل دلالات عميقة قدّمها الرئيس بوتين إلى المرشد الأعلى السيد الخامنئي حيث توسّعت رقعة التعاون بين البلدين ليشمل المستوى الديني في ظل وجود ما يقارب ثلاثين مليون مسلم في روسيا .
العامل الاقتصادي أيضاً لعب دوراً مهماً في تعزيز العلاقة بين إيران وروسيا نظراً للحاجة المتبادلة في القفز على العقوبات الأميركية والأوروبية ومواجهة التحديات مما ساهم في دعم مسارات التواصل على كافة الأصعدة من رأس الهرم الى القاعدة.
مع بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وكشف مخطط الغرب في محاصرة روسيا بل القضاء عليها كان لافتاً موقف إيران وحزب الله على وجه الخصوص في التقاطع على مواجهة المشروع الاميركي الغربي في استعمار وسرقة إرادة الشعوب وثرواتها حتى ذهب بعض مجانين التحليل السياسي الى وضع فرضية ” هل يذهب حزب الله الى اوكرانيا ؟ ” .
لاشك أن الإطار العام للمحور الذي يواجه أميركا يتسع يوماً بعد يوم وتكبر معه التحديات في العالم عامة وفي الشرق الاوسط على وجه الخصوص الذي يعدّ فيه حزب الله لاعباً اساسياً لا يمكن لأحد تجاوزه .
لو صنّفنا في جدول نقاط الالتقاء والاختلاف على المستوى الاستراتيجي بين حزب الله وروسيا لوجدنا أن القضية الفلسطينية وحدها التي تحتاج إلى نقاش بين الطرفين في مقابل ساحة كبيرة من نقاط الالتقاء بل الضرورة إلى لقاء يجمع بين سيّد المقاومة التي اسقطت المشاريع الأميركية والرئيس الروسي بوتين الذي رفع البطاقة الحمراء عالياً لاسقاط الأحادية الأميركية بكل ما تحمل من موبقات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وانتهاك للأديان .
برأيي لا شيء يمنع من لقاء بين الرئيس بوتين والسيد نصرالله في دمشق أو في طهران ربما بل بات يشكّل حاجة ضرورية استراتيجية وربما يكون اللقاء في أحد البلدين عندما تتهيأ الظروف الإقليمية والدولية.
#مرايا_الدولية
