لبنان

حول الهجوم الإرهابي الأخير في إيران..

احتجاجات منتظمة يتم تنظيمها على مبدأ "الثورات الملونة".

الكاتب والمحلل السياسي عباس جمعة

في الوقت الذي لم تنته فيه إزالة آثار جريمة الاغتيال التي نفذتها  طائرة إسرائيلية بدون طيار وأسفرت عن مقتل الرجل الثاني في حركة حماس، ونائب رئيس مكتبها السياسي الشيخ صالح العاروري ، أحد الشخصيات الرئيسية في حماس، دوى انفجار إرهابي جديد، ولكن هذه المرة في مدينة كرمان الإيرانية، وقع الحادث أثناء الاحتفال بالذكرى الرابعة لاستشهاد  البطل القومي الإيراني قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قتله  الأمريكان في العراق .

وبحسب نائب محافظ كرمان، فقد تم زرع عبوتين ناسفتين في أكياس بالقرب من الضريح، والى تاريخ كتابة هذا التقرير، بلغ عدد القتلى من الهجوم 103 أشخاص، وأصيب 188 آخرون.

هل توجد بصمات إسرائيلية  وراء هذا التفجير الإرهابي؟ طبعا في إسرائيل نفسها، وإن كان بشكل غير رسمي، ما زالوا ينأون بأنفسهم عن الانفجار في إيران.

ووفقاً لأحد المصادر المرتبطة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية: “إن الانفجارات القريبة من المقبرة التي دفن فيها سليماني هي من عمل منظمات المقاومة المحلية، و إسرائيل لا تضرب من أجل الضرب، بل من أجل منع التهديد

وبمثل هذا التصريح بالضبط قال مستشار نتنياهو في مقابلة مع شبكة MSNBC) الإخبارية، بأن إسرائيل لا تتحمل المسؤولية عن الانفجار الذي وقع جنوب العاصمة اللبنانية، وبنفس الوقت لمَّح بأن الهجوم لم يكن موجهاً ضد الحكومة اللبنانية أو ضد حزب الله  بل يستهدف تلك الشخصية القيادية في حركة حماس بالذات.

في إيران الكثيرون، ابتداء من المستخدمين العاديين لشبكات التواصل الاجتماعي ومروراً بالصحفيين والإعلاميين وانتهاء بالسياسيين، كلهم واثقون من أنه في كرمان، كما هو الحال في بيروت، كان للموساد الإسرائيلي دور واضحاً في هذا الهجوم الإرهابي.

أياً كان من نفذ هذا الهجوم ومن كان خلفه، فمن الواضح أن الهجوم الإرهابي تم الإعداد له في تاريخ محدد، وهو ذكرى استشهاد الجنرال الإيراني قاسم سليماني. ومن الممكن أن يكون هناك ارتباط بين اغتيال زعيم حركة حماس صالح العاروري والانفجار الذي وقع في كرمان.

بطريقة أو بأخرى، الإرهاب هو الوسيلة الرئيسية لمحاربة إيران بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون المواجهة المباشرة مع الجمهورية الإسلامية، إن الشيء الرئيسي على مدى سنوات، هو أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقومان بدعم المعارضة الإيرانية وتوفير المنصات القانونية والإعلامية  لها من واشنطن، وتوفير الملاذ الآمن لكل أولئك الذين أعلنتهم إيران إرهابيين، وتحفيز الجريمة داخل البلاد، وتهريب المخدرات و العمل على الانفصال. الهدف هو تفكيك المجتمع الإيراني من الداخل قدرالإمكان، طبع كل هذا، إلى جانب العقوبات، يجلب الكثير من الاستياء للشعب الإيراني.

والنتيجة هي احتجاجات منتظمة يتم تنظيمها على مبدأ “الثورات الملونة”. وكانت موجة الاضطرابات الأخيرة، التي اندلعت على خلفية فضيحة الحجاب ومقتل المرأة الإيرانية (مهسا أميني)، التي زُعم أنها قتلت على يد قوات الأمن بسبب ارتدائها حجاباً بشكل غير صحيح، قد هددت  بالانتقال إلى ثورة شاملة مناهضة للإسلام، كل هذه المساعي فشلت، ولكن المعارضين في إيران لا يزالون مستمرين في محاولاتهم البائسة .

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى