بدأ الجيش الإسرائيلي صباح الخميس تنفيذ انسحاب تدريجي من قطاع غزة، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه ليلاً من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متضمناً المصادقة على المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، غادرت القوات اللوجستية التي شاركت في عملية “مركبات جدعون ب'” مدينة غزة، بعد فشل العملية في تحقيق أهدافها العسكرية، حيث توقفت القوات قبل اقتحام الأحياء المستهدفة.
تشير مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن الجيش يقوم حالياً بتفكيك مواقع عسكرية كبيرة وإعادتها إلى داخل إسرائيل، مع تقليص عدد القوات غير المقاتلة. ومن المتوقع أن تكتمل عملية الانسحاب خلال نهاية الأسبوع، وتشمل أيضاً القوات المقاتلة، مع تسريح آلاف جنود الاحتياط الأسبوع المقبل.
في المرحلة التالية، يُتوقع انسحاب إضافي من محاور الفصل جنوب القطاع، خاصة في منطقة خان يونس، مع إعادة تموضع القوات على خطوط دفاعية جديدة أعمق من “الشريط الأمني” الحالي، بانتظار استكمال المفاوضات المتعلقة بإطلاق سراح الرهائن.
مصادر عسكرية وصفت نسب السيطرة الإسرائيلية في القطاع بأنها “وهم سياسي”، مؤكدة أن حماس ستستعيد السيطرة على معظم المناطق، لا سيما الحضرية منها، فور دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وستبقى السيطرة الأمنية الإسرائيلية محصورة في مناطق مدمرة مثل جنوب رفح وأطراف بيت حانون والشجاعية.
الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى تحسباً لهجمات محتملة من حماس قبل بدء تنفيذ الاتفاق، بما في ذلك إطلاق صواريخ أو محاولات اختطاف. وقد تم تقليص الأنشطة الإدارية داخل القطاع لهذا السبب، مع تنفيذ ضربات استكمالية على أهداف تم تحديدها مؤخراً.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أكد أن القوات بدأت استعدادات عملياتية للانتقال إلى خطوط انتشار معدلة، مع الحفاظ على الجاهزية لأي تطور ميداني. كما أُصدر توجيه بالاستعداد لقيادة عملية إعادة الأسرى بحساسية ومهنية.
وفي رسالة موجهة لسكان غزة، حذر المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي من العودة إلى شمال القطاع، مؤكداً أن المنطقة لا تزال تُعرَّف كميدان قتال خطير، وأن العودة إليها تشكل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين.
#مرايا_الدولية
