سياسة

معالي مستشار الأمن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي الأستاذ فالح الفياض خلال حديث أجرته مجلة مرايا الدولية: • لاحياة ولا كرامة ولا سيادة لمن لا يوطن نفسه على الموت والتضحية من أجل ذلك

هو رجل المهامات الصعبة في الاوقات الحرجة… الرجل الذي حمل العراق رسالة ووجداناً وعزيمة… فكان الحافظ للامن والمقاوم في ساحات الميدان… رفيق المجاهدين… مستشار الامن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي الاستاذ فالح فياض في حوار مع مجلة مرايا الدولية:

العراق وطن الحضارات الانسانية ومهبط الرسالات السماوية، لكنها لم تعرف إستقراراً منذ سنوات طويلة بمشاريع استعمارية تارة، وتقسيمية فتنوية تارة أخرى، ماذا يُراد للمنطقة برأيكم؟ ومن المستفيد من كل هذه الفوضى؟

المنطقة تعرضت الى هجمة متعددة الوجوه فبالاضافة لظروف المنطقة غير المستقرة من خلال الصراع العربي-الإسرائيلي لعقود وتأثير المخططات الاستعمارية التاريخية ضد دولها، شهدت المنطقة تغير خطير متمثل بما يعرف بالربيع العربي الذي حاولت جهات كثيرة توظيفه بطريقة اجرامية لمصالحها فكانت الهجمة الإرهابية ضد العراق وسورية ولاحقاً مصر وليبيا وغيرها من الدول، والمراد اخضاع المنطقة لمصالح الدول العضمى وكذلك تأجيج الصراعات وأبرزها الصراع الطائفي لمصلحة اسرائيل وأمنها.

سؤال يراود الجميع، كيف سقطت المدن العراقية بيد داعش بهذه السرعة؟ وما هو حجم التهديد الذي تعرّض له العراق؟ هل أصبتم بخيبة أمل من الدول العربية التي تخلت عن العراق؟

واجه العراق الهجمة الإرهابية متمثلةً بالقاعدة وأخواتها منذ عام 2004 ولكن بعناوين مختلفة غطى على قسم من تلك الاعمال الإرهابية وجود القوات الأمريكية المحتلة للعراق.

فكان هناك تعمد لخلط الأوراق بين مقاومة الاحتلال وبين العمليات الإرهابية ضد المدنيين والمنشات الحيوية بجرائم يندى لها الجبين.

ومع الأسف كان الإرهاب يدعم بشكل سافر من قبل المحيط العربي من خلال تأجيج الصراع الطائفي ومحاولة تفتيت ها البلد الخارج من سلسلة حروب صدام وبعدها الاحتلال وتبعاته، فلم يجد العراق إلا الدعم من نفس الأطراف ومنها الجمهورية الاسلامية وثم مواجهته بموجة عداء غير مسبوقة حتى من حلفاء الأمريكان اللذين كانوا محتلين للبلد.

كل هذه الظروف مضافاً إليها الانقسام الداخلي والوضع الخاص لأقليم كردستان وتأجيج المشاعر الطائفية لدى جمهور المناطق الغربية تحت ما عرف بالاعتصامات، لكن ذلك أسهم بسرعة تقدم داعش القادمة من سورية مدعومة بحواضنها وخلاياها النائمة ومن كل اعداء العملية السياسية الذين راهنوا رهاناً خاسراً على دخول داعش.

كيف تشكّلت فكرة تأسيس الحشد الشعبي؟ ومن هي المكونات العراقية التي شاركت في تشكيله؟

سبق تشكيل الحشد قضية الاستفادة من بعض المجموعات الجهادية لمواجهة الهجمات على محيط بغداد، وبعد سقوط الموصل وصدور فتوى الجهاد الكفائي لسماحة المرجع السيد السيستاني هذه الفتوى التي قلبت شعور المرارة والانكسار والأحباط الى شعور التحدي والمقاومة والفعل المضاد لكل ما أفرزته الهزيمة بالموصل،

تغير المزاج الشعبي بشكل انقلابي واستجابت جموع المتطوعين بالتهافت على مقرات جهاز الامن الوطني ومراكز المحافظات وباشرت الحكومة والسيد رئيس الوزراء المالكي آنذاك إلى البحث عن شكل مؤسسي لهذا الكيان، فكان الاسم الأول والذي أعلنته من خلال أول مؤتمر صحفي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء عن قرار الحكومة مديرية الحشد الشعبي بموجب الأمر الديواني الخاص، وتنسب أن أكون مشرفاً ورئيساً لها، ولاحقاً تم تعديل القرار ليكون «هيئة حشد شعبي».

أسهمت المجموعات الجهادية بوضع حجر الأساس لهذا التشكيل وتقدم مئات الآلاف من المتطوعين الذين عجزنا عن استيعابهم فبدأنا نؤجل قسماً منهم، ونأخذ من لديه سلاح، وهكذا بدأت تشكيل ملامح هذا الكيان المبارك الذي نتشرف أن نكون من مؤسسيه والمدافعين عنه من ظروف كان هو المنقذ للبلد والمدافع الاول عن وجوده وحرماته ومواطنيه.

الدول الاستعمارية تلعب على وتر الفتنة الطائفية والمذهبية في العراق، هل استطاع الحشد الشعبي أن يسقط هذه الفتنة؟

أهمية الحشد الشعبي أهمية وجود بالنسبة للعراق كدولة وكنظام، بالحشد تم إحباط المؤامرة الكبرى وبالحشد تم حفظ البلد، الحشد جعل أعداء العراق والأمة يستشعرون اليأس بإسقاط الحكومات وهزيمة الجيوش، وكل ما خططوا له لا يصمد أمام الشعب إذا ما اختار طريق الجهاد والمقاومة والتصدي الشعبي هو ضمان مستقبل وكرامة واستقرار أي بلد، وهو القوة التي لا تقهر، كذلك أسقط الحشد الشعبي المؤامرة، ووحد الشعب تحت راية مقاومة الغزو الإرهابي، وساهم بتحرر المدن وقبلها الإنسان، وسم معادلة المشاركة والتعايش من خلال شراكة الدم والتضحية ولا يوجد أعمق من هذه الشراكة.

ما هي أهمية إقرار قانون الحشد الشعبي في البرلمان؟ وهل يضمن ذلك استمراريته؟

إن قانون الحشد الشعبي هو وفاء الدولة لطليعتها المضحية بتكريس وجودهم المستقبلي على شكل مؤسسة رسمية وأيضاً الحرص على سلامة الوطن يتطلب حفظ هذه الطاقات والخبرات وقبل ذلك هذه القوى ذات بعد معنوي ثوري، وأيضاً لأداء حق الدولة وأن تكون كل القوى المسلجة مؤطرة قانونياً ودستورياً.

ما مدى التنسيق الأمني والميداني بين العراق وسورية؟

التنسيق الأمني مع سورية رسمياً من خلال المركز الرباعي للتنسيق المشترك، ومن خلال التواصل المباشر بين القوات الأمنية والأجهزة الاستخبارية، وكذلك اللقاءات السياسية على أعلى المستويات لكونها تتعلق بمواجهة عدوّ مشترك يتطلب التنسيق بين البلدين، نعم ابتعاد القوات العراقية والسورية عن الحدود أثر في طبيعة هذا التنسيق، ولكنه مع توسع المساحات الحدودية المحررة طبعاً سيكون هنالك تنسيق وتكامل في محاربة داعش وبلا حدود.

الكل يراهن على مستقبل الحشد الشعبي في العراق بعد تحرير الأرض من داعش. ما هو مستقبل الحشد الشعبي في العراق؟ وهل سيقاتل الوجود الأمريكي إذا بقي على الأرض العراقية؟

مستقبل الحشد هو مستقبل العراق، هم أبنائه وهم حماته فلا بلد بلا حماية، فهم المستقبل لهذا البلد والعراق هو مستقبل الحشد وهدفه بالخدمة، ولم يعد الموضوع بحثاً نظرياً، وأيضاً لا كلام ولا نقاش حول الوجود المستقبلي للحشد، وقد تأطر بقانون ومحمي بحب العراقيين وشعورهم بالعرفان لأبنائه المضحين، وهذا الحشد مثلما نازل داعش بمنازلة تاريخية فهو المدافع عن العراق ضد أي عدوان أياً، كان وحامي سيادته واستقلاله.

ما هي رسالتكم للعراقيين؟ ورسالتكم للدول التي رعت الإرهاب؟

الرسالة للعراقيين… لاحياة ولا كرامة ولا سيادة لمن لا يوطن نفسه على الموت والتضحية من أجل ذلك، والسلاح الأقوى والفتاك والذي لايهزم هو استعداد الشعب للمقاومة ومنازلة الأعداء، وبذلك يحل البأس بالعدو مهما كان إذا أدرك أنه ينازل أمة حية مستعدة للقتال والتضحية…

والرسالة لمن رعى ودعم داعش…. خاب سعيكم وسقط مشروعكم تحت أقدام مجاهدي الحشد والقوات المسلحة العراقية، وقبل ذلك سقط مشروعكم تحت أقدام الامة التي تثأر لكرامتهاا فعودوا إلى رشدكم واختاروا سبيلاً آخر، وإن عدتم عدنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى