
طالعنا الإعلام السعودي بالأمس أن السلطة الشرعية في المملكة الموقرة أصدرت حكماً بالإعدام على بعض الخارجين عن نظام العدل الإسلامي والمحرضين على الإرهاب والأعمال التخريبية .
المجرمون هم من أبناء منطقة القطيف الخارجة على القانون . وجريمتهم كما أوردنا أنهم يحرّضون على الأعمال الإرهابية التي تمس أمن المملكة والمواطنين داخلها ، فهل هي الحقيقة أم أن هناك ما كان مخفياً .
منذ بدايات الاصطفاف المذهبي الذي بدا واضحا منذ ما يقرب الخمسة عشر عاماً والذي لأجل تغذيته استعمل بعض الغرب ومن ورائهم بعض العرب، والتاريخ يشهد، كل الوسائل الممكنة لإشعال نار الفتنة بغية إحراق المنطقة بأكملها بتنوعها الاسلامي السني- الشيعي(طبعاً دون المساس بكراسيهم وعروشهم) من اقتتال في سوريا والعراق ونشوء اعش واخواتها وقبلها مجموعة ابو سياف وايضاً جماعة التكفير والهجرة وأيضاً جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل تلك الشرارات حتى تستمر نيران الفتنة مستعرة ويبقى الحكم بأيدي ولاة الأمر وعلى رأسهم الملك المبجل خادم الحرمين الشريفين .
إلا أن العقلاء في كل تلك الدول ثاروا على ما هو ظلم ومحاولات تفرقة ولم يتركوا وسيلة سلمية الا وحاولوا عبرها إيصال صرخاتهم لأرباب الحكم، ولكن للأسف تلك الآذان الصماء بقيت رافضة الاستماع لك لتلك الصرخات الموجوعة والمحقة والتي لم توفر وسيلة للحفاظ على أوطانها .
الرد كان دائماً بالنار والقتل والتحريض عبر الترويج بأن هؤلاء الشيعة الروافض ومن خلفهم الحاكم الصفوي الفارسي يسعون لإخضاع بلاد النبي العربي، إلى حكم فارسي . لا تزال دماء البحرينيين ودماء الشيخ نمر النمر شاهداً على تجدد الثورة التي قامت سنة ٦١ للهجرة، ثورة الحق ضد الباطل، ولا يزال أحفاد الشمر وعمر ابن سعد وكل طواغيت ذلك العصر يسعون لإطفاء تلك الاصوات، طبعاً باختلاف الحاكم، فبعد أن كان متمثلاً في ذلك الزمان بيزيد ابن معاوية، بات اليوم متمثلاًبترامب ونتنياهو الذين يفاخرون اليوم بعلاقاتهم المميزة مع العرب، طبعاً ضد العدو الإيراني والحقيقة أن هذه العلاقة اليوم هي علاقة التابع للمتبوع والمحكوم للحاكم، والتاريخ ايضاً يشهد فمنذ أربعة عقود كان الحليف الوحيد في المنطقة لأولئك الحكام القابعين وراء جدران البيت الابيض، حينها كان العرب رمز التخلف والبداوة وشر بحليب الجمال، دونما اعتبار آخر . كانوا التابعين دونما دور واليوم هم التابعين ولكن مع دور مهم، هو التحريض واشعال نيران الفتن الطائفية والمذهبية الحقيرة .
استفيقوا أيها المخدرون، ليس الخوف من ذلك الجار الفارسي لأنه لم يحتل أرضكم ولم يقسّمها باتفاقيات سايكس بيكو ولم يكن يوماً من الايام الا نصيراً لكل قضاياكم التي كنتم تقاتلون من أجلها والقدس وقضيتها تشهد، عودوا لعروبتكم إن بقي منها شيء، عدوكم ليس شعبكم الذي بنى تلك البلاد وتعب وقدم الكثير من أجلها، عدوكم من يعتبركم البقرة الحلوب التي تدر عليه المليارات عبر نفطكم وخيركم المنهوب .
الرحمة كل الرحمة لأولئك الشهداء الذين لحقوا من سبقهم على مذبح التضحية فداءاً لأنبل وأسمى قضية، قضية الوطن، وإلى يزيديي عصرنا نقول ورؤوسنا شامخة:” لا تسقني ماء الحياة بذلة، بل فاسقني بالعز كأس الحنظل” .
حمزة العطار