سياسة

نائب رئيس لجنة السياسة الاعلامية في مجلس الدوما الروسي الدكتور الكسندر يوشينكو: روسيا وايران حليفان استراتيجيين بمواجهة الأطماع الامريكية

نائب رئيس لجنة السياسة الاعلامية في مجلس الدوما الروسي
الدكتور الكسندر يوشينكو :
– إسرائيل هي محمية أمريكية
– روسيا وايران حليفان استراتيجيين بمواجهة الأطماع الامريكية


1- كيف تقيمون سياسة الولايات المتحدة الاميركية في المنطقة والعالم من حيث سياستها في فرض العقوبات والتهديد بالحرب ؟
من المعروف أن إسرائيل هي محمية أمريكية، وهي من يسير الأمور في الشرق الأوسط وتحديداً في ما يخص إيران. وتصرفات واشنطن لا بد من تقييمها عبر منظور تل أبيب.
من هنا فإن سياسة واشنطن حول العقوبات الاقتصادية وغيرها مما يعرقل تطور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في جميع الاتجاهات.
وحتى ما يحدث في سوريا والاعمال الاستفزازية تجاه دمشق من غارات وتحركات الغرض منها إضعاف إيران بقدر الإمكان.
ولهذا فإن التحالف الاستراتيجي بين روسيا الاتحادية والجمهورية الإسلامية الإيرانية يعرقل تحقيق المطامع الأمريكية، تجاه طهران.

2- إلى اي مدى تعتقدون أن إسرائيل لها علاقة بما يحصل في المنطقة خاصة من جهة ايرن ؟ والى اي مدى تساهم بعض الانظمة العربية في هذا الدور ؟
بالطبع في تل أبيب مهتمون بإضعاف الصف العربي، ومن مصلحة إسرائيل وضع اسفين بين البلاد العربية، فالهدف الاستراتيجي للدولة الإسرائيلية في المنطقة هو التحكم الكامل من خلال التباينات بين الدول العربية.

3- هل استطاعت دمشق ان تتخطى المشروع الارهابي المعدّ لها ؟ وما هو دور امريكا في هذا المشروع؟
من المعروف أن دمشق، والسيد الرئيس بشار الأسد، أحرزوا نجاحات باهرة في مكافحة الإرهاب والقوى الرجعية في المنطقة مما يدل على فشل المطامع الامريكية ومع ذلك تستمر محاولات واشنطن اليائسة لإسقاط النظام الشرعي في دمشق، والصراع مستمر.
من هنا تقوم الولايات المتحدة بالإعلان عن مكافحتها للإرهاب على مرأى من العالم بينما تقوم بالخفاء بدعم الإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط.
وقدمت السلطات السورية وأكثر من مرة للمجتمع الدولي الأدلة القاطعة التي تبين التورط الأمريكي بتمويل الإرهاب وتسليحه وتقديم الدعم السياسي له.
عندي انطباعاتي الشخصية حول ما يجرى في سوريا والتطورات هناك منذ عام 2012 وحتى الآن، وقد زرت دمشق سبع مرات على أقل تقدير. وفي مجلس الشعب الروسي أنا عضو في مجموعة الصداقة البرلمانية الروسية السورية، وكذلك عضو في لجنة حماية التراث المسيحي. وأنا أتذكر جيداً عندما ذهبنا لأول مرة في يناير من عام 2014 وفي فبراير من عام 2015عندما كان الوضع كارثياً، وكانت دمشق محاصرة من قبل الفصائل الإرهابية. والجاليات الروسية المقيمة في سوريا في ذل الوقت كانت معنوياتها منخفضة جداً كانوا مستعدين للرحيل من سوريا، ولكن بعد نوفمبر من عام 2015 حيث بدأت العمليات التي تحثتم عنها ارتفعت المعنويات بشكل ملحوظ والجو تغير جذرياً وتحسنت الأوضاع وصولاً إلى وقتنا اليوم.
وأتذكر جيداً كيف تلقينا خطابات الشكر عندما كنا في حلب المحررة، وكيف رحب أهلها بنا بعد إتمام العمليات العسكرية بالمساعدة الروسية هناك. الحكومة الشرعية في سوريا تسيطر تماماً على أغلب الأراضي السورية عدا بعض المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، وهذا مالايروق للولايات المتحدة الأمريكية المؤجج الفعلي ـ حسب رأيي ـ لهذه العمليات ضد سوريا. ولذلك تقوم اليوم بالحرب في سوريا بالوكالة من خلال حلفائها الإقليميين…

4- من تقصدون بالحلفاء الاقليميين ؟
حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة تغيروا مع تغير المراحل، ولكن بالدرجة الرئيسية إسرائيل الحليف الأول التي تتدخل ولكن ليس بشكل مباشر ، تحركاتهم حول الجمهورية العربية السورية، سياسياً لايمكن وصفها بالتحركات الندية بل بالعدوانية.


5- تركيا والسعودية اين يكمن دورهما ؟
شركاء الظل طيلة الأزمة لتحقيق الأهداف الأمريكية كانت بكل تأكيد المملكة العربية السعودية، وإن تحدثنا عن بداية الأزمة السورية والهجمات الإرهابية والتحركات ضد الدولة السورية فلا يمكن إغفال الدور التركي السلبي، ولذلك تعمل تركيا على تحقيق مطامحها السياسية في المنطقة، ولعبت دوراً محدداً وكبيراً في بداية هذه الأزمة. ولتقارب المواقف بين القيادتين الروسية والتركية حالياً تم التمكن من تقويم بعض التوجهات والتحركات التركية، علماً أني سأكون حذراً في تقييم السياسة التركية بشكل إيجابي. ومن الدول المهتمة بوحدة الأراضي السورية وهدوء المنطقة هي بالطبع الحكومة الشرعية السورية وكذلك الجهورية الإسلامية الإيرانية.
لتركيا مصالحها في هذه المنطقة، فهي مهتمة بالتحكم الكامل بالحدود السورية التركية، وهذا الاهتمام دفع إلى دعم تركيا للعديد من الجماعات الإرهابية ضد السلطة الشرعية للجمهورية العربية السورية، وللأتراك أهتمامات فيما يتعلق بالمسألة الكردية ولذلك فإنهم يتخذون تلك الإجراءات التي تنطلق من مصالحهم الخاصة. فيما يتعلق بروسيا وتركيا فهذه خطوات سياسية سليمة لحل هذه المسألة، ولكن من جهة أخرى نحن نفهم أنه إن لم يتم التوقف عن دعم الجماعات الإرهابية في إدلب، ومالم تتوقف الاستفزازات عن طريق ما يسمى بالخوذ البيضاء والجمعيات المدنية فسيكون من الصعب بمكان التوصل إلى السلام الحقيقي، ولذلك يمكن القول بأن الخطوات السياسية المتخذة الآن لوقف إطلاق النار هي خطوات أولى صحيحة. وبكل الأحوال فإن أي خطوات استفزازية من قبل الإرهابيين، أو أي إطلاق للنار ستكون موجهة لاتهام الدول الضامنة بخرق هذه الاتفاقات.

6- اليوم بعد مرور ما يقارب 8 سنوات على المؤامرة ضد سورية ، هل نستطيع ان نقول ان سورية انتصرت ؟
التوجه العام ـ برأيي الشخصي ـ إيجابي جداً الحكومة السورية تعمل كل ما بوسعها للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ولنشر السلام عليها، كما تعمل على إعادة بناء المدن المدمرة والحياة المدنية السلمية… وأريد أن أوضح أمراً مهماً، للمجتمع الدولي وللولايات المتحدة الأمريكية الذين يتحملون مسؤولية ما يجري الآن في سورية، عليهم أن يتذكروا أن الحضارة بدأت في الشرق الأوسط وقد يضع الشرق الأوسط نهاية الحضارة، ولذلك يجب توخي الحذر في السياسة المتعلقة بالشرق الأوسط لكي لا تفجر الاستفزازات حرباً عالمية ثالثة.


7- تنتهج الولايات المتحدة الامريكية سياسة العقوبات الاقتصادية بوجه كل من يعارضها ، الى متى سيبقى العالم متفرجاً ازاء هذه السياسة ؟ وما هو البديل عندكم ؟
اليوم سياسة الهيمنة المالية الأمريكية بشكل عام كانت السبب وراء الأزمة الاقتصادية العالمية، الدين الخارجي للولايات المتحدة الأمريكية يبلغ اليوم أكثر من 20 تريليون دولار. ولكي تتمسك بالقشة ولإصلاح الوضع فيتوجب على الولايات المتحدة إعادة هذا الدين عبر حرب إقليمية استفزازية، أو بتوسيع سياسة العقوبات بالنسبة لدول أخرى باستخدام اتهامات مفبركة. تستمر الحرب التجارية العنيفة بين الاقتصاد الصيني المتطور باطراد والولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك فإن العالم يفكر بشكل أكبر حول عملة احتياطية لتكون بديلاً عن الدولار، ما سيشكل كارثة للولايات المتحدة ولذلك فإن جميع التحركات الهستيرية الأمريكية ضد بعض البلدان توضح الطبيعة الحساسة لهذه السياسة الأمريكية.
بطبيعة الحال كما في أي اتحاد كما بريكس يجب أن يتطور باتجاه الصين والهند التي تشكل أكثر من ثلاثة مليارات إنسان، ولذلك إن ضممنا إليهما البرازيل أو حتى أمريكا الجنوبية وروسيا، ستصبح تمثيلاً ضخماً للمجتمع الدولي لإنشاء محورا اقتصادياً بديلاً للاقتصاد الذي تمثله الولايات المتحدة الأمريكية، التي تخشى من هذا الاتحاد الاستراتيجي ولهذا يمكن فهم تحركها تجاه تغيير السلطة في أمريكا اللاتينية، مثل البرازيل والهجمة على فنزويلا، ودول أمريكا اللاتينية الأخرى.

8- فخامة الرئيس بوتين اعلن ان العلاقة مع امريكا تتدهور من سيء الى اسوء ، ما هي خلفية هذا التصريح ؟
بداية هذا القرار ليس قرارنا، فنحن ننطلق من الواقع، وهذا ما تحدث عنه الرئيس بوتن. روسيا مهتمة بعلاقات صريحة ونزيهة وشراكة طبيعية بين البلدان، وونحن منفتحون للحوار مع الولايات المتحدة ولكنها ليست مستعدة بعد للحوار معنا.هناك حوارات مفتوحة وبناءة بين قيادات بلدنا والصين، فعلى سبيل المثال المنتدى الاقتصادي الذي عقد في سانت بطرسبوغ والذي حضره الزعيم الصيني شي جين بينغ. وأعتقد بأنه كانت خطوة مرحباً بها لو قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالحضور إلى هذا المنتدى، ولكنهم لم يتخذوا هذه الخطوة.
9- منذ فترة ظهرت عمليات تخريبية في الخليج ادت الى احتراق ناقلات نفط وتم توجيه الاتهام نحو ايران ، ما هي قراءتكم لهذه الاحداث ؟
أنا مقتنع تماماً بأن لا شيء يمكن أن يحدث في الخليج العربي حيث يتحكم الأسطول الأمريكي بشكل تام دون علم واشنطن، فالوجود الأمريكي في الخليج العربي لا يسمح لفأر أن يمر في هذه المنطقة.

10- هل لديكم دليل ؟
أنا أنطلق من الوقائع الموجودة والتي تسمح بالتوصل إلى النتائج بشكل منطقي.

11- هل نفهم ان هناك طرف مستفيد من هذه الاعمال او تقصدون ان امريكا او احد عملائها قاموا بهذا ؟
بالمنطق هو هكذا. ولذلك فإن أي عملية تخريب أو استفزاز تملك هدفاً سياسياً، ومغزى سياسياً. ليتم استخدام هذا التحرك أو ذلك لتحقيق المصالح، وهذا ما يحدث دوماً في الشرق الأوسط. فعلى سبيل المثال الهجمات الكيماوية المزعومة في حلب والتي القي باللوم بتنفيذها على الحكومة السورية، ويمكن أن أذكر (عبوة كولن باول) التي قال بأنها دليل على تصنيع السلاح الكيماوي في العراق، والنتيجة واحدة دوماً، تدخل الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق مصالح دول أخرى.

12- يحكى الكثير عن التحالف بين روسيا وايران ، ما هي حقيقة العلاقة مع ايران ؟ وكيف يمكن تعزيزها وتطويرها ؟
التحالف الاستراتيجي الروسي الإيراني أظهر نجاعته في الحرب ضد الإرهاب في الشرق الأوسط على الأراضي السورية. الحرب ضد الإرهاب في سوريا هي اهتمام روسي مباشر لأنها حرب ضد الإرهاب على مشارف بعيدة من الحدود الروسية، وهذه الاهتمامات هي الاهتمامات الإيرانية كذلك. وروسيا وإيران تقعان تحت العقوبات الأمريكية، وتحديداً هذه المواجهة مع سياسية العقوبات الأمريكية وضغطها الاقتصادي تعتبر النقطة الجوهرية التي توحد المصالح الاستراتيجية المشتركة بين ببلدينا. أي علاقات تعاون بين البلدان تعتمد على المصالح المشتركة لهذه البلدان تجاه مسألة محددة.


13- حسب معلوماتي انكم من خريخي الكلية لحربية وقد خدمتم في الجيش الروسي ، هل تملك امريكا القدرة العسكرية لشن حرب على ايران ؟
أنتم على حق فدراستي الأولى كانت في معهد ماجايسك للهندسة الفضائية العسكرية. أما ما يتعلق بإمكانية مغامرة حرب بين الولايات المتحدة وإيران، فهذه مغامرة خطرة، وقد يكون لها نتائجها التي لا يمكن تغييرها، في العهد النووي هذه المغامرة خطرة جداً حيث يمكن أن تؤدي ـ كما قلت سابقاً ـ إلى نهاية الحضارة. فإن بقي بعض من عقل لدى إدارة الولايات المتحدة فعليهم أن يفكروا ملياً، بل وحتى أن لا يفكروا بهذه الخطوة.

14- انتم نائب رئيس لجنة السياسة الاعلامية في مجلس الدوما ، ما هي توجهاتكم او معايير تغطياتكم للاحداث في المنطقة كاليمن مثلا ؟
اليوم أرضية تغطية الأحداث في الشرق الأوسط في بلدنا تتمحور بالدرجة الرئيسية حول الوضع في سوريا، ولكن بما أننا لانستطيع أن نفصل بين الوضع في اليمن وفي سوريا، فهما حلقتان في سلسلة واحدة، فوسائل الإعلام الروسية تبدي اهتماماً ملحوظاً بالأحداث في اليمن ولكن على ظلال ما يجري في سوريا

15- ما هو موقفكم من الحرب على اليمن ؟
موقف الخارجية الروسية يكمن في ضرورة التوصل إلى المصالحة الوطنية بين اليمنيين على أن يتم وقف إطلاق النار بدون شروط، وهذه الكرة ألقيت عملياً في الملعب السعودي

16- في ذكرى اليوم الوطني لروسيا ، ماذا حققت روسيا خلال فترة رئاسة الرئيس بوتين ؟
لا أحد يمكن أن يشكك بذلك، فقد أعلنت روسيا عن موقعها في السياسة الدولية، أو بالأصح تم إعادة إحياء موقعها كخليفة للاتحاد السوفييتي بدءاً من كلمة فلاديمير بوتن في ميونخ لعام 2007، ومن ثم الخطوات الكبيرة في هذا الاتجاه، والموقف الروسي بدعم الحكومة الشرعية في سوريا، والنتائج الواضحة للحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط أظهر ما تم تحقيقه في ظل القيادة الحالية. القيادة والرئيس بوتن فعلوا الكثير لكي يتم الحديث مع روسيا على مستوى واحد وليس بفوقية، كما ربت كلينتون على كتف يلتسين في وقت سابق. نحن نقف مع أعراف القانون الدولي الموضوع بعد فوز الشعب السوفييتي في الحرب العالمية الثانية، وأسس الأمم المتحدة التي وضعت حينها.


_____________________________________________
حسب وجهة نظري فإن إسرائيل تعتبر استمراراً لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وهذه السياسة هي سياسة الهيمنة سياسة الديكتاتورية ومن الواضح أن السياسة الموضوعة لإسرائيل لن تمكنها من الحصول على دعم العالم العربي وخصوصاً في هذا الخلاف الذي تشعله إسرائيل في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى