سياسة

لماذا قرار ترامب؟.. دعوة لتنشيط الذاكرة

أيها السادة.. من القمة إلى القاعدة وبالعكس أيضاً .. من المحيط إلى الخليج وفي كل مكان من هذه البسيطة الرحبة وقد أعلنتم غضبكم ضد دونالد ترامب .. مارأيكم بأن نهدأ و نتحدث بلغة العقل و الشكيمة .. لماذا؟

كل ما قيل وما سيقال في بيانا الشجب والاستنكار ومسيرات حرق الصور والاعلام ومهرجانات التصفيق وترديد الشعارات لن يغني ولن يسمن جوع ولن يفل الحديد (الصهيو – أمريكي) الرجعي.. نقول ذلك عن خبرة وفهم دقيق بعيداً عن المنازعات النفسية والنقدية لكل ما حولنا وفيما نحن فيه اليوم.

ما يجري الآن يستند إلى ما مضى و يرسم لما هو آت (صهيونياً) وأمبرياليا و رجعيا فعلام الاستغراب و الغضب الاجوف على خطوة محسوبة ومتوقعة في الزمان والمكان المحددين؟

رئيس (الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو) يصف قرار ترامب باليوم التاريخي.. وزير الزراعة الصهيوني أوري أرئيل يقول (إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واقع جديد انتظرناه 70 عاماً).

 

صحيفة (إسرائيل اليوم) ترى أنه (إعلان تاريخي وخطوة اولى نحو حل الصراع: الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة (لإسرائيل) ويتعين الاستعداد لنقل السفارات).

 

موقع (تيك ديبكا الصهيوني) يشير إلى أن (الرئيس ترامب يوفد نائبه مايك بينس إلى الشرق الأوسط بعد اعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة (لإسرائيل) لشرح السياسة الأمريكية الجديدة).. بالمقابل من يجرؤ منا على الكلام و الفعل معاً صاحب الشأن محمود عباس (ابو مازن) يضع الخط الأحمر (ترامب مس بالقدس.. و(إسرائيل) هي التي ستدفع الثمن.. اللغم السياسي القادم طرح قانون القدس الموحدة للتصويت في الكنيست).. فصائل المقاومة الفلسطينية تهدد بالرد و تختلف مع السلطة الفلسطينية على الاستراتيجياً..

 

إذن الفلسطينيون في دائرة (حيص بيص ).. والعرب في دوامة (ربيعهم ).. والمسلمون في العالم يتكؤون على اللاشيء.. والدول الأجنبية بين مرحبة و متأسفة ومحذرة.. والجميع يتحدثون بلغة الشجب والاستنكار ويمتطون صهوة الانتظار على المديين القريب والبعيد. الأدراج مليئة بالبيانات و القرارات على الأوراق وهي في عرف شذاذ الآفاق نكتة ( بايخة ) بينما طبختهم تستوي على نار هادئة تارة وحامية تارة أخرى حسب المقتضى وفيما هو مخطط ومدروس بنكهات متعددة كلها من أجل تطييب نكهة المشروع (الصهيوني) في المنطقة والعالم .

 

كل ما سلف كان دعوة لتنشيط الذاكرة ، علماً أن الأمر واضح والحقيقة بينة وأن عديداً من الرسميات العربية أطلعت على القرار الترامبي وساندت في العلن والسر.. على الباقيات من الكرامات العربية يعول الأقصى والقدس .. تعول فلسطين ، الأرض والإنسان .. ولا يفل الحديد إلا الحديد .. فهل وصلت الرسالة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى