سياسة

هل ستسير السعودية ومصر والأردن على خطى ترامب ؟

 

الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي ليس بالأمر الجديد فقد أقر الكونغرس في عام 1995 قانونا ينص على (وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل)، ويطالب بنقل السفارة إليها.

 

إلا أن الرؤساء الأميركيين المتعاقبين لم يقدموا على هذه الخطوة، ووقعوا قرارات عدة لتأجيل تطبيق قرار الكونغرس لأسباب قالوا إنها تتعلق بالأمن القومي.

 

حتى جاء الوقت الذي ترى فيه واشنطن الفرصة الأمثل لهذا الاعلان والاعتراف الخطير في ظل التشرذم الذي يعيشه العرب، وانشغال بعض الدول العربية التي كانت تحمل لواء القضية الفلسطينية بأزماتها الداخلية وبمحاربة الارهاب.

 

خرج ترامب مبتسماً واثقاً ليعلن اعتراف بلاده بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي ، الامر الذي سيستتبع معه نقل السفارة الأمريكية إليها لكونها العاصمة، لكن ماذا عن الدول العربية التي تربطها علاقات دبلوماسية متينة مع دولة الاحتلال ؟

أولاً _ مصر :

هي أول دولة عربية تربطها علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني، فبعد حرب تشرين 1973 ، قامت بتوقيع معاهدة سلام مع دولة الاحتلال في 1979، وبعدها بعام فتحت سفارة لدولة الاحتلال في القاهرة، والتي فتحت الطريق حينها لرسم السياسات الصهيونية في المنطقة العربية.

 

ثانياً _ الأردن :

هي الأخرى كشقيقتها المصرية، تربطها علاقات رسمية، ووطيدة بدولة الاحتلال الاسرائيلي، مع وجود سفارة إسرائيلية داخل العاصمة عمان، إذ إن أول علاقات دبلوماسية رسمية بين الأردن والكيان الغاصب كانت منذ عام 1994 حين وقعت معاهدة السلام ( وادي عربة ) بين البلدين.

 

ومنذ ذلك الحين اتفق الطرفان على إقامة علاقات دبلوماسية وقنصلية كاملة، وتبادل السفراء المقيمين، وذلك في خلال مدة شهر من تاريخ تبادل وثائق التصديق على هذه المعاهدة، واستثمار العلاقات الاقتصادية والثقافية.

 

ثالثاً _ موريتانيا :

كان افتتاح أول سفارة للعدو الاسرائيلي في العاصمة نواكشوط عام 1999، لتصبح موريتانيا ثالث دولة عربية، بعد مصر والأردن تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع دولة الاحتلال، وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل ذلك بتعيين (غابيرل أزولاي) مكلفا بالأعمال في مكتب دولة الاحتلال الموجود في سفارة إسبانيا بنواكشوط حينها .

 

رابعاً _ الإمارات :

خرجت العلاقات الاماراتية مع الكيان الصهيوني إلى العلن خلال السنوات الماضية، وتحديدا عقب الحرب الأولى على غزة 2008-2009، حينما منحت لاعب تنس صهيوني تأشيرة دخول للمشاركة في بطولة في دبي، كما رفع علم دولة الاحتلال للمرة الأولى في أبوظبي خلال اجتماع للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في حضور مسئولين صهاينة.

 

وفي نوفمبر 2015 أعلنت وزارة الخارجية لدولة الاحتلال افتتاح ممثلية دبلوماسية لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة (إيرينا) التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، الخطوة التي رأى فيها مراقبون تجسيداً لعلاقات سرية كانت ولاتزال قائمة إلى يومنا هذا.

 

خامساً _ قطر :

بدأت قطر العلاقة مع دولة الاحتلال الاسرائيلي عند زيارة الرئيس الصهيوني السابق (شمعون بيريز) لقطر عام 1996  وافتتاحه (المكتب التجاري الإسرائيلي ) في الدوحة، وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لدولة الاحتلال، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في (تل أبيب).

 

سادساً _ سلطنة عمان :

في أيار من عام 1996 ، فتحت دولة الاحتلال الصهيوني مكتبا للتمثيل التجاري في سلطنة عمان لتطوير العلاقات الاقتصادية والعملية والتجارية، إلا أنه بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر 2000 ، تم إغلاقه.

 

سابعاً _ المغرب :

فتحت دولة الاحتلال مكتب ارتباط في العاصمة المغربية الرباط في نوفمبر / تشرين الثاني 1994 ، وفتح المغرب مكتبه في فلسطين المحتلة بعد ذلك بأربعة أشهر، مما أدى إلى إقامة علاقات دبلوماسية ثنائية، ولكن تم إغلاقه عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

 

ثامناً _ تونس :

وفي إبريل / نيسان  1996 ، فتحت دولة الاحتلال الاسرائيلي مكتبًا لرعاية المصالح في تونس، وردت تونس بخطوة مماثلة بعد ذلك بستة أسابيع في مايو / أيار 1996، لكنها اتخذت موقفا مثل المغرب بإغلاقه؛ بفعل الأحداث التي جرت داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة مطلع الانتفاضة الثانية.

 

تاسعاً _ السعودية :

تاريخ طويل من العلاقات السرية بين حكومة آل سعود ودولة الاحتلال الاسرائيلي إلا أنه بدأ في الآونة الأخيرة يفقد خجله ويطفوا نحو السطح ، ليبرز الحديث عن تطبيع العلاقات بين الطرفين بشكل كبير في الآونة الأخيرة، خصيصاً بعد تأكيد مسؤولين صهاينة رفيعي المستوى لوكالة فرانس بريس زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تل أبيب واجتماعه مع مسؤولين صهاينة رفيعي المستوى.

 

فهل ستسير مصر والأردن والسعودية على خطى ترامب ؟ وهل ستقوم باقي الحكومات ( العربية ) ممن تربطها علاقات تجارية واقتصادية بدولة الاحتلال بنقل مصالحها ومكاتبها إلى القدس في حال استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية انتزاع اعتراف أممي بقرارها ؟

 

أم ستكون إرادة الشعوب العربية الرافضة لهذا القرار والمتمسكة بالقضية الفلسطينية أقوى من إرادة ملوكها وحكوماتها ؟ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى