وفاء دريبي مرايا_الدولية
وفد إيراني زار دمشق مؤخراً برئاسة السيد مجتبى ذو النوري، رئيس لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني،
لبحث سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة.
استغرقت الجولة ثلاثة أيام، واختُتمت بزيارة الوفد الإيراني للرئيس بشار الأسد، اليوم، ووفقاً للبيان الصادر عن رئاسة الجمهورية السورية،
فإن اللقاء تناول آخر التطورات التي شهدتها المنطقة، حيث أكد الجانبان على استمرار التعاون والتنسيق في مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه بما ينعكس إيجابا على أمن واستقرار دول المنطقة بأكملها.
كما بحث اللقاء سبل تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادي.
وأوضح الرئيس الأسد خلال اللقاء أن أهم عناصر قوة محور مكافحة الإرهاب هو تمسكه بالثوابت والمبادئ التي لا يمكن أن تتغير،
مشدداً على أن صراعنا نحن وأصدقاؤنا مستمر في مواجهة أطماع الغرب ودوله الاستعمارية عبر ضرب عملائه ومرتزقته الذين بدؤوا بالاندحار في أكثر من مكان.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن سورية تدعم أي مساع تهدف لإيجاد حل للوضع في سورية، إلا أن هناك محاولات تجري حالياً للإيحاء بأن الحل للحرب
يمكن أن يحصل من خلال اللجنة الدستورية وهذا غير صحيح لأن الحرب في سورية لم تنشأ بسبب خلاف أو انقسام على الدستور بل بدأت لأن هناك إرهاباً بدأ بالقتل والترهيب والتخريب، فالحرب تنتهي فقط عندما ينتهي الإرهاب.
من جانبه، هنّأ ذو النوري سورية قيادةً وشعباً بالانتصارات التي تحققت حتى الآن ضد الإرهاب، مؤكداً أن ما يجمع بين إيران وسورية هو أبعد من قضايا تكتيكية على الأرض بل هو مصير واحد،
وتاريخ مشترك مشرّف، مشيراً إلى أن الحرب التي يخوضها السوريون اليوم مرّت فيها إيران منذ ثورتها، وقد انتصرت حينها رغم تعدد جبهاتها، وسورية ستنتصر أيضاً رغم كل ما تواجهه من صعوبات..
وفي إطار الجولة أيضاً، التقى رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس مع ذو النوري، والوفد المرافق له، وبحثوا آفاق التعاون الجديدة وتعزيزها خلال المرحلة القادمة، وأهمية استثمار خبرات القطاع الخاص بين الجانبين لتنشيط التبادل التجاري وتوسيع الاستثمارات الاقتصادية المشتركة.
المهندس خميس، أكد أن العلاقات السورية الإيرانية تزداد رسوخاً في كل المجالات، ولا سيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي، من خلال تبادل الزيارات بين الوفود الحكومية، وتشكيل لجان متابعة مشتركة لتنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها، وفتح الباب أمام اتفاقيات جديدة تعود بالفائدة على البلدين الصديقين.
وبيّن المهندس خميس أن الفترة الحالية تشهد تكثيفاً للجهود الحكومية لاستثمار الموارد المحلية بالشكل الأمثل واستنهاض المقدرات البشرية والمادية للتخفيف من آثار الحرب على الواقع المعيشي للمواطنين بالتوازي مع وضع خطط استراتيجية لتحصين الاقتصاد الوطني خلال المرحلة القادمة.
من جانبه، أوضح ذو النوري أن الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب زادت من عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الصديقين والتي ستستمر بعد تحقيق سورية الانتصار الكامل في حربها على الإرهاب، لافتاً إلى رغبة بلاده في تبادل الخبرات والتجارب الناجحة مع الجانب السوري في مرحلة إعادة الإعمار،
وخصوصاً في مجالات الطاقة والزراعة وتطوير البنية التحتية والطرق والصناعات الاستراتيجية.
وفي إطار علاقات التعاون القائمة بين مجلسي الشعب السوري والشورى الإيراني، أجرى الوفد زيارة لمجلس الشعب السوري والتقى برئيس مجلس الشعب حموده صباغ وبعض من أعضاء المجلس،
ليشير صباغ إلى أن العلاقات السورية الإيرانية متجذرة ومتجددة وأن دماء الشهداء من البلدين امتزجت على الأرض السورية خلال مكافحة الإرهاب، وأن التنسيق قائم
على كل المستويات ولا سيما في المحافل الدولية، مؤكداً التضامن التام مع الشعب الإيراني الشقيق وقيادته في وجه التهديدات العدوانية المتكررة.
بدوره ذو النوري أكد أن العلاقات الإيرانية السورية قديمة وراسخة في مواجهة ما يتعرض له البلدان من مخاطر، مبيناً أن مجلس الشورى الإيراني كان داعماً قوياً لسورية المقاومة
ولن يوفر أي جهد لمساعدتها في عملية إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن زيارته سورية تهدف إلى تعزيز التواصل وتعميق أواصر الأخوة بين الشعبين في البلدين.
كما تخلل الجولة اجتماع لجنتا الأمن الوطني والشؤون العربية والخارجية والمغتربين في مجلس الشعب مع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني لبحث سبل تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين السوري والإيراني.
وأكد أعضاء اللجان ضرورة تكثيف الزيارات البرلمانية وتبادل الخبرات والتنسيق المشترك وتوحيد المواقف ووضع خطط بعيدة المدى وآليات عمل ملائمة بما ينعكس إيجاباً على تعزيز أمن واستقرار سورية وإيران وكل ما من شأنه مساعدة ح
كومتي البلدين على تحقيق تعاون اقتصادي وتجاري وفي مختلف المجالات.
وأشار أعضاء اللجان إلى أنه يوجد على عاتق اللجان البرلمانية مسؤولية ودور مهم لمواجهة الضغوط والتحديات التي يتعرض لها البلدان اللذان يخوضان معركة واحدة في مواجهة الإرهاب وقوى الهيمنة العالمية والعدو الإسرائيلي.
وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني مجتبى ذو النوري
استعداد مجلس الشورى ومؤسسات الدولة المختلفة في إيران لتقديم العون والمساعدة والخبرات اللازمة لسورية للمساهمة بإعادة الإعمار والتعافي وعودتها أفضل مما كانت.
#مرايا_الدولية