سياسة

لبنان في قلب العاصفة

نستميح العذر من البيك وليد جنبلاط لنسأل سؤالا مشروعاً، بل أوجب من كل واجب في أيامنا السوداء التي تشهدها ساحات لبنان . لبنان إلى أين ؟؟
منذ تسعينيات القرن المنصرم وبعدما شارفت الحرب القاتلة على وضع أوزارها بدأت عجلة البناء وإعادة الاعمار عبر رئيس الحكومة حينها والذي أتى لينهض بلبنان من جديد، عمل الرئيس الشهيد رفيق الحريري على إعادة الإعمار بشكل يعيد للوطن رونقه، وقد بذل الكثير من الجهدفي منطقة وسط بيروت لتكون قبلة سياحية واقتصادية وحتى ثقافية للبنانيين بل ولكل العرب، وقد تحقق له ما أراد، فبتنا نرى منطقةالاسواق التجارية من أرقى وأغلى المناطق اللبنانية بل وربما العربية .
ظلت تلك الايقونة منارة ومزاراً للكثيرين الذين رأوا جمال لبنان فيجمال وسطه التجاري .
واليوم تتحول تلك اللوحة إلى منظر بشع، مقزز، وغير حضاري من تكسير وتظاهر وتضارب مع القوى الأمنية، والآتي ربما أعظم .
يتساءل كل من يتساءل، ماذا يجري وماذا سيجري؟ وهل المطلوب إرجاع لبنان إلى عام ١٩٧٥ أم هناك سيناريو آخر وما هو الدور الأميركي الغير بريء من كل ما يجري ؟
اذا عدنا قليلا إلى الوراء وتحديداً لأشهر قليلة منصرمة، يتبين لنا أن حوالي ٤٠٠٠ شخص تمّ تدريبهم لقيادة حراك يبدأ مدني ويتحول إلى شغب وعصيان(وهو موضوع تناقلته الكثير من وسائل الإعلام العالمية)، وبدأنا نلمس كل ذلك خلال التظاهرات التي بدأت سلمية .
وفي نفس الوقت كان هناك مشروع سحب العملات الصعبة، الدولار تحديداً، لرفع سعر التصريف مقابل الليرة اللبنانية وهو أمر يخلق إرباكاً في ساحات لبنان الاقتصادية المرتبطة بالدولار بشكل شبه كامل .
بالتزامن، كان هناك مشروع مدسوس أيضاً عبر أعمال عسكرية تخريبية تصل إلى حد اغتيالات قد تكون من طرفي أركان الحكم في لبنان، موالاة ومعارضة، وهو أمر تم اكتشافه منذ حوالي ثلاثة أسابيع(وبقي
في دوائر التكتم الأمني السوري وأمن المقاومة) عبر اعتقال ثلاثة
ً
مسلحين سوريين داخل الأراضي السورية، تحديداً في ريف حلب في منطقة تُسمى تقاطع باشكوي_حندرات، وكانت وجهة المسلحين هي الداخل اللبناني للقيام بأعمال عسكرية في أماكن مختلفة من لبنان .
ناهيك عن تصريحات لم تختبىء، بل صدرت واضحة للعلن بأن لبنان لن يهدأ في القريب القادم من الأيام وأفاضوا وقاحة وتصريحاً بأن المسبب هو جهة وحيدة، طبعاً أقصد حزب الله .
إذن الهدف المعلن واضح هو إقحام حزب الله في القمامة الداخليةوإيهام الجميع بأنه – حزب الله – متستر على اللصوص إن لم يكن اللص الاكبر، أما في خبايا الأحداث ففتشوا عن البلوك رقم ٩، وما أدراك ماهي خيراته، خيرات تفتح شهية القناص الأميركي على اقتناص تلك المخزونات طوعاً أو قسراً إسوة بحقوقه التي يعتبرها حصراً له كالنفط الخليجي .
إذن تتقاطع المصالح الاميركية، الإسرائيلية وحتى الخليجية، السعوديةتحديداً . المعركة لم تكن معركة مطلبية ولا محاربة للفساد، ولن تكون، المعركة أهدافها باتت واضحة وتجلت منذ ما بعد بدايات الحراك، وهي أهداف لفت النظر إليها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرا لله فيكثير من خطاباته. معركة قاسية، صعبة، تحتاج للكثير الكثير من الصبر والبصيرة، معركة تعودنا أن يخوضها حزب المقاومة كمثيلاتها منالحروب، وكان بالفعل من يتحكم بخواتيمها، خواتيم سعيدة، كما عوّدتنا المقاومة وكما عوّدت شعبها وجمهورها، معركة قد تطول وربما لنتنتهي في القادم من الأيام، وحتى تلك النهاية، لنرقب وننتظر الخواتيم السعيدة التي لم نعتد يوماً إلا أن تكتبها المقاومة بحروف نصر وعزةوكرامة .
حمى ا لله لبنان، وأعانه على كل الدسائس والمؤمرات ولنرقب لحظة انتصار ولحظة تحول تاريخي لن تقتصر على نصر عسكري، بلانتصارات سياسية واقتصادية وأمجاد سيتغنى بها حتى من رفضوا ويرفضون مبدأ المقاومة، نصر سيُهدى لكل اللبنانيين أشبه بنصر أيارعام ٢٠٠٠ وربما يكون وقعه أكبر، حينها فقط نعرف لبنان إلى أين؟.

حمزة العطار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى