
#غفران_المقداد #مرايا_الدولية
احتفلت روسيا اليوم بـ”الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية”، باستعراض عسكري ضخم في الساحة الحمراء بموسكو، بحضور الرئيس بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ وأكثر من 20 زعيماً ورئيس دولة من مختلف أنحاء العالم، وما يعلمه الكثيرون أنه قبل استسلام ألمانيا، تم التوقيع على بروتوكول أولي ليلة الثامن من مايو/أيار عام 1945، بين الاتحاد السوفياتي وألمانيا، ينص على وقف الجيش الألماني عملياته العسكرية على كافة الجبهات اعتباراً من ذلك التاريخ، ورغم توقيع اتفاقية الاستسلام في هذا التاريخ إلا أن توقيت موسكو كان قد دخل يوم 9 مايو لذلك تحتفل روسيا في هذا اليوم.

عيد النصر الروسي ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل يحمل طابعاً وطنياً وروحياً عميقاً، إذ يُجسد تضحيات الملايين من الجنود والمدنيين الذين قاتلوا وساهموا في تحقيق النصر على النازية، وهو مناسبة لتكريم قدامى المحاربين وتذكير الأجيال القادمة بفظائع الحرب وأهمية السلام، ولم يشع استخدام “الحرب الوطنية” خارج حدود الاتحاد السوفيتي لأنه داخل حدود الاتحاد السوفيتي كانت بالفعل حرباً وطنية، أي حرباً لتحرير أرضهم واستقلال وطنهم.

يُعد هذا اليوم مناسبة وطنية لا مثيل لها، فعيد “النصر على النازية” قد يكون المناسبة الوحيدة التي تجمع عليها كل مكونات الشعب الروسي، بقومياته المتعددة وتوجهاته المختلفة، ويكتسب الاحتفال هذا العام أهمية خاصة للجيش الروسي حيث يأتي في ظل حرب مع أوكرانيا.
موكب يوم النصر في موسكو
ووصف المسؤولون الروس الاحتفالات هذا العام بأنها “الأكبر على الإطلاق”، في إحياءٍ مهيب لـ”ذكرى النصر التاريخي”، وشهد العرض العسكري مشاركة أكثر من 11,500 جندي من القوات الروسية وأجهزة الأمن، بالإضافة إلى 1,500 عسكري من وحدات العرض الخاص، تحت قيادة الجنرال أوليغ ساليكوف، كما حلقت طائرات القوات الجوية الروسية في سماء الساحة الحمراء، مستعرضةً قدراتها القتالية، كما تم عرض أكثر من 125 قطعة من المعدات العسكرية الحديثة، بما في ذلك دبابات “تي-90” وصواريخ “إسكندر” التكتيكية.

وشاركت في الموكب وفود عسكرية من دول عدة بما في ذلك أذربيجان وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، إضافة إلى وحدات من فيتنام ولاوس ومنغوليا وميانمار، وظهر جنود من قوات الشرطة العسكرية المصرية وهي إحدى تشكيلات وزارة الدفاع المصرية داخل القوات المسلحة، وهم يشاركون في العرض العسكري الخاص بعيد النصر على النازية.

كما حضرت فرقة من حرس الشرف الصيني، في إشارة إلى تعميق العلاقات العسكرية بين موسكو وبكين.
وأكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم أن روسيا تواصل السعي لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، مشدداً على أن “الحقيقة والعدالة في صفنا” في الصراع القائم، وأضاف في كلمته خلال احتفالات عيد النصر: “جيشنا يواصل خوض المعارك الحاسمة على كافة الجبهات”.

وتابع: “إننا نتذكر دروس الحرب العالمية الثانية، ولن نوافق أبدا على تحريف أحداثها، ومحاولات تبرير الجلادين، وتشويه صورة المنتصرين الحقيقيين”، وأشار إلى أن “روسيا بأكملها تدعم العملية العسكرية في أوكرانيا”، مؤكداً أن “الشعب الروسي متماسك في مواجهة التحديات”.
وشدد على أن “البلاد برمتها، مجتمعاً وشعباً، تدعم المشاركين في العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا”، لافتاً إلى أن “روسيا كانت وستبقى سداً منيعاً ضد النازية ورهاب روسيا ومعاداة السامية”، وختم قائلاً: “دائماً نعتمد على وحدتنا في الحرب والسلم، للوصول إلى أهدافنا الاستراتيجية، باسم ولمصلحة روسيا العظيمة. المجد للشعوب المنتصرة”.

ومن جهته أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد محادثاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو ضرورة أن تكون العلاقات بين بلاده وروسيا متينة كالفولاذ، ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن شي قوله: “علينا أن نحافظ على هذه الصداقة جيلاً بعد جيل، وأن نكون أصدقاء حقيقيين”.
هذا والتقى بوتين بقوات من كوريا الشمالية في ختام عرض يوم النصر بموسكو.
وتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد انتهاء مراسم العرض العسكري الاحتفالي لعيد النصر على النازية، مع عدد من الزعماء العالميين، لوضع أكاليل الزهور على ضريح الجندي المجهول

وتوسط الرئيس بوتين الزعماء، الذين كانوا يحملون باقات الورود الحمراء، ووقف الجميع بداية أمام الضريح ذو شعلة اللهب، ريثما يتم عزف النشيد الوطني الروسي، وبعد ذلك تقدم الجميع بضع خطوات ووضعوا باقات الزهور.
و هنّأ رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية الإعلامي فـادي بـوديـة

روسيا شعباً وقيادةً بمناسبة عيد النصر حيث قال، بإجلال واحترام وقداسة كبيرة أقف أمام هذا الشعب الذي قدّم الملايين من دمائه لتحرير أرضه؛ فقدّستهم الدولة وخلّدتهم في ذاكرة الشعوب في زمن تريد بعض الأنظمة أن تطمس بطولات مقاومينا وشعبنا خدمة لأجندات خارجية .
وتبقى أجواء هذا العام مستمرة لسابقتها؛ والسبب الأزمة الأوكرانية التي تتواصل فصولها في العملية العسكرية التي أعلنها الرئيس بوتين للقضاء على النازيين الجدد المدعومين من قبل أمريكا والناتو لتنفيذ سياسة عدائية تجاه موسكو مما يهدد الأمن القومي لروسيا؛ خاصة بعد المجازر الدموية التي نفذتها هذه الجماعات النازية بحق إقليم دونباس منذ عام 2014.
رسالة سياسية إلى الغرب
وفي السنوات الأخيرة، أصبح عيد النصر مناسبة أيضاً لعرض القوة العسكرية الروسية، ويُنظر إليه أحياناً كرسالة سياسية إلى الغرب، خاصة في ظل التوترات الدولية.

روسيا تتخذ “كل التدابير الضرورية” لتأمين احتفالات يوم النصر
أكدت الرئاسة الروسية اليوم الأربعاء أنها اتخذت “كل التدابير الضرورية” لضمان الأمن خلال احتفالات “يوم النصر”، بما في ذلك فرض قيود على الإنترنت في موسكو إثر تهديدات أوكرانية.
وكانت موسكو قد هددت في وقت سابق بـ”محو” كييف من الخارطة إذا شنت هجوماً على موسكو أثناء الاحتفالات.
وأوضح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن القادة الذين سيحضرون الاحتفال هم من أذربيجان، وأرمينيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان، وأبخازيا، والبوسنة والهرسك، والبرازيل، وبوركينا فاسو، وفنزويلا، وفيتنام، وغينيا بيساو، ومصر، وزيمبابوي، والصين، والكونغو، وكوبا، ولاوس، ومنغوليا، وميانمار، وفلسطين، وصربيا، وسلوفاكيا، وغينيا الاستوائية، وإثيوبيا، وأوسيتيا الجنوبية.
أبرز رموز عيد النصر

• شريط القديس جورجي ”البرتقالي والأسود“: يرمز إلى النصر والبطولة.
• زهور القرنفل الحمراء: حيث ترمز إلى الاحترام والذكرى.
• وسام النصر: يُمنح لمن ساهم في تحقيق النصر خلال الحرب.

تحتفل روسيا بعيد النصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى منذ 80 عاماً، وهذا العيد يعتبر الأهم في البلاد، الذي يصادف إعلان الاتحاد السوفييتي استسلام برلين في حرب أصبحت رمزاً للإرادة الصلبة للشعب في الدفاع عن أرضه.
