#خاص #إسراء جدوع
تسيطر مصادر الطاقة الروسية على الجانب الأكبر من الحرب الدائرة في شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا،
كونها تمثل المصدر الرئيسي للقارة الأوروبية.
وتستورد أوروبا نحو 40% من إمداداتها من الغاز الطبيعي من روسيا، بينما تذهب حوالي نصف صادرات روسيا من الخام البالغة 4.7 مليون برميل يوميا إلى الاتحاد الأوروبي.
الدول التي تعتمد حصرياً أو بشكل شبه تام على الغاز الروسي
تعتمد بعض الدول الأوروبية بشكل حصري على الغاز الروسي، ويبرز في هذا الجانب: جمهورية شمال مقدونيا والبوسنة والهرسك ومولدوفا. كما أن الاعتماد على إمدادات الغاز الروسي، بلغ نسبة تجاوزت الـ 90 في المائة بالنسبة لفنلندا ولاتفيا بينما وصل إلى 89 في المائة بالنسبة لصربيا. وفقًا لأحدث البيانات المتاحة في هذا المضمار. أما بلجيكا فبلغت نسبة تبعيتها للغاز الروسي، 77%، ألمانيا 49%، إيطاليا 46%، بولندا 40%، وأما فرنسا فوصلت النسبة إلى 24 %.
الدول ذات الاعتماد المنخفض على إمدادات الغاز الروسي
من خلال الجدول، يمكن ملاحظة الاعتماد المنخفض لإمدادات الغاز الروسي في هولندا 11% ورومانيا 10%، في حين بلغت نسبة إمدادات الغاز الروسي لجورجيا 6%.
أما الدولتان اللتان لا تعتمدان نهائيا على الغاز الروسي فهما إيرلندا وأوكرانيا التي تشتري الغاز الطبيعي من الاتحاد الأوروبي منذ عام 2015 بعد نزاع مسلح سابق مع روسيا بسبب ضم الأخيرة لشبه جزيرة القرم في 2014.
ألمانيا أكبر مستورد للغاز من روسيا
كانت ألمانيا إلى حد بعيد أكبر مستورد للغاز من روسيا. حيث استحوذت وحدها على ما يقرب من ثلث واردات دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين من الغاز الروسي . في عام 2020، استوردت ألمانيا ضعف ما تلقته إيطاليا من إمدادات الغاز الروسي تقريبًا وأكثر بثلاثة أضعاف حجم ما استوردته هولندا.
ما هي البدائل التي تمتلكها أوروبا لتعويض إمدادت الغاز الروسي؟
أعلن الاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو يتوقع أن تكون لها “عواقب وخيمة” لكنه لم يصل إلى حد الحظر الروسي على النفط أو الغاز في الوقت الحالي.
وكانت واشنطن طلبت من الدوحة تزويد أوروبا بالغاز القطري، حال انقطاع إمدادات الغاز من روسيا بسبب الأزمة في أوكرانيا، لكنّ قطر والدول المنتجة الأخرى تؤكد على عدم وجود احتياطات كبيرة يمكن تحويلها إلى أوروبا، كما أنها خطوة من شأنها أن تحلق أزمات بالكثير من المستوردين الحاليين للغاز القطري، كما أوضحت قطر أن لديها قدرة محدودة أو حتى شبه معدومة في تحقيق إنتاج إضافي من الغاز الطبيعي المسال، متحدّثة عن قيود على الكميات التي يمكن تغيير وجهتها، و تسعى ألمانيا إلى تغيير الموردين تدريجيًا من خلال تطوير بناء محطات للغاز الطبيعي للحصول على الغاز المسال عبر البحر، من قطر أو الولايات المتحدة أو كندا.
الدول التي قبلت بدفع ثمن الغاز الطبيعي بالروبل
قبلت الدولتان الأوروبيتان النمسا وهنغاريا بسداد ثمن الغاز الطبيعي الروسي المورد إليهما بناء على الآلية التي طرحتها موسكو، أي عبر “غازبروم بنك”.
وأكد وزير الخارجية الهنغاري أن بلاده ستدفع ثمن الغاز الروسي المورد إليها بناء على الآلية التي طرحتها موسكو، مؤكداً أن إمدادات الغاز الروسي إلى هنغاريا عبر بلغاريا تتم بشكل طبيعي.
من جهته، أعلن المستشار النمساوي كارل نهامر، أن النمسا وشركة الطاقة النمساوية “أو أم في” قبلتا شروط الدفع مقابل الغاز الروسي بالعملة الروسية الروبل.
وقال المستشار النمساوي، إنه تمت الموافقة على الشروط الروسية من خلال فتح حساب مناسب لدى أحد البنوك الروسية، في إشارة إلى “غازبروم بنك”.
وفي السياق نفسه، أعلنت ألمانيا استعدادها للدفع بالروبل مقابل إمدادات الغاز الروسية، بعد أن أوقفت روسيا تدفق الغاز.
و قالت شركة الطاقة الألمانية “يونيبر” إن خطة الدفع بالروبل لروسيا “لا تتعارض مع العقوبات” المفروضة على موسكو ردا على عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ورفضت الهند السير في ركب العقوبات الغربية المفروضة ضد روسيا بذريعة العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس واتخذت قرارها باعتماد الروبل في التبادل التجاري مع موسكو والذي شكل مفاجأة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة.
وأفادت مصادر مطلعة إن شركة الطاقة الإيطالية العملاقة إيني تستعد لفتح حسابات مصرفية بالروبل الروسي في مصرف جازبروم بنك الروسي، حتى تستطيع سداد قيمة مشترياتها من الغاز الطبيعي الروسي بالعملة الروسية تنفيذاً لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الدول التي رفضت التعامل بالروبل الروسي
وفقاً للمعلومات التي وردت في وسائل إعلام أجنبية، أنه بولندا وبلغاريا رفضتا دفع ثمن الغاز الروسي بموجب الآلية التي طرحتها موسكو، وبالتالي ستواجه مشاكل في توريد الغاز من روسيا.
وبعد فرض الدول الغربية عقوبات على روسيا، طال التحفظ على جزء من احتياطيات روسيا الدولية، حتى أعلنت موسكو عن تحويل مدفوعات الغاز بالنسبة للدول غير الصديقة إلى الروبل، وذلك لضمان استلام ثمن الغاز المورد.