تطرق الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين
الذي اغتيلت ابنته داريا بتفجير سيارتها مؤخراً بضواحي موسكو، إلى مظاهر تغير روسيا في العقدين الأخيرين، وكان ذلك في مقابلة مع RT قبل ثلاث سنوات.
وأشار دوغين أثناء استضافته في برنامج ” أبعاد روسية” إلى أن “جميع المصطلحات التي نلاحظها في مبادئ السياسة الخارجية الروسية لا تتناقض مع بعضها، بل هي تشكل جوانب مختلفة لعملية واحدة بدأت منذ أكثر من 20 عاماً”.
ولفت هذا المفكر الروسي الذي يتزعم الحركة الأوراسية الدولية، إلى أنه “بوصول بوتين أصبحت روسيا تعود إلى التاريخ، وعلى مدار السنوات العشر الماضية اصبح ذلك جليا وواضحا لدرجة أن هذا الأمر شكّل تحديا للنموذج العالمي أحادي القطب في التسعينيات، وأعلن الرئيس بوتين نيته إعادة روسيا الى قائمة الدول العظمى في العالم، وقد حقق ذلك خلال 20 عاماً وعبر مجرى السنوات العشر الأولى حاول بوتين رسم نهج ليصبح البلد قطبا للتكتل الجديد المستقل والعسكري والجيوسياسي.
أما الأعوام الأخرى فقد تخطت روسيا نقطة بلا رجعة، إذا ما نظرنا الى أوائل الألفين حيث كان تحديث روسيا نفسها يتعلق بإعلان الطموحات، فطوال السنوات العشر الماضية أصبح هذا الأمر معترفاً به ومنصوصا عليه قي مبادئ السياسة الخارجية الروسية”.
وخلال تلك المقابلة أعرب دوغين عن قناعته بأنه “حين وصل الرئيس بوتين إلى السلطة اتضح الأمر بالنسبة لي ولغيري من الناس، أنه إذا استمرت روسيا في تطورها صوب الاتجاه الغربي كما كان الأمر في التسعينيات فسوف تنزلق الدولة إلى الهاوية وإلى التفكك والانهيار، واتخذ مثل هذا الموقف رئيسنا (بوتين) وكانت مهمته تتجلى في تحويل أوراسيا من هدف للسياسة الخارجية إلى موضوع للسياسة الجديدة، وكسر نظام أحادية القطب ورسم أرضية لعالم متعدد الأقطاب، حيث ستكون أوراسيا واحدا من الأقطاب.
وإذا نظرنا إلى تصريح أُدلي به (بوتين) قبل 19 عاماً، وكان بتفاؤله وتشاؤمه يدل مباشرة على الوضع الذي مرّت به روسيا آنذاك، تظهر الأعوام العشرة الماضية مدى دقة ذلك التكهن بشأن فكرة أوراسيا التي لم يثق بها أحد، إذ أن هذه الفكرة كانت مثبتة في المفهوم، وقد تطلبت روسيا 10 أعوام لتحويل أوراسيا من حالة الهدف إلى حالة الموضوع، وعودة روسيا إلى الساحة الدولية”.
وأوضح المفكر والفيلسوف الروسي الكسند دوغين أن “فكرة أوراسيا التي كان يرحب بها بعض المثقفين والوطنيين في التسعينيات أصبحت أساسا لسياستنا الخارجية، وقد أنجز ذلك بوتين والشعب أيضاً، وتحققت جميع المشاريع الأوراسية بشكل كامل. وأعتقد أن هذا إنجاز كبير يعود الفضل فيه إلى أقلية كانت تفكر طوال 19 عاماً بطريقة كالتي أفكر بها، ومن حسن الحظ، كان في صفوف تلك الأقلية رئيسنا (بوتين)”.
في 20 أغسطس 2022، انفجرت سيارة ألكسندر دوغين في ضواحي موسكو. وكانت داريا ابنته تقود السيارة وتوفيت فوراً
الرواية الرئيسة تقول إن ما جرى محاولة لقتل الفيلسوف نفسه، لكن بالصدفة التامة كان في ذلك الوقت يقود سيارة أخرى.
#مرايا_الدولية