فادي بودية / رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية
– نظام عالمي جديد يؤرّق أمريكا ويقوي إيران
– موت سريري أوروبي والدفن لاحقاً
– لململة الاقتصاد المنهوب أمريكياً
منذ خطاب ميونيخ عام ٢٠٠٧ أوضح الرئيس بوتين أن النظام العالمي الأحادي لم يعد لائقاً بمجتمع دولي يحترم قدراته وإمكانياته وقدرته على إحلال السلام بدل الفوضى العبثية الإرهابية حينا والإسرائيلية حينا آخر.
لولا استحفال عداء حكومة كييف تجاه روسيا ومواطنيها وتاريخها وثقافتها، ولولا المخطط الناتوي الأميركي واضح المعالم والأسس حيث وصل إلى الحدود البرية مع روسيا والحدود البحرية في البحر الأسود لما اتخذت روسيا قراراً بهذه العملية العسكرية التي تهدف تنفيذ أوكرانيا التزاماتها بحضور فرنسا وألمانيا في ما يعرف برباعية النورماندي وتنفيذ اتفاقيات مينسك.
أمريكا تعتبر نفسها ورّطت روسيا في هذه الحرب لكنها تدرك تماماً أن روسيا استطاعت أن تعيد بهجمة مرتدة واحدة كل عقوبات أمريكا وأوروبا بسلاح الغاز والطاقة الذي اركع أوروبا وافقدها السيطرة على الكثير من الملفات الداخلية المعيشية والاقتصادية ولاسيما في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبولندا وفنلندا ومقدونيا الشمالية وبلجيكا حيث باتوا يواجهون غضب الشارع لعدم الرضوخ إلى الأوامر الأمريكية.
على المستوى الدولي برزت حاجة أمريكا إلى توقيع اتفاق نووي سريع لتعوض عن هزيمتها السياسية أمام روسيا لكنها اصطدمت برؤية إيرانية صلبة وسيادية خيّبت آمال بايدن وكذا الصين والهند والعديد من الدول وأبرزها تركيا.
اقتصادياً لم تنجح أمريكا بالقضاء على روسيا ولعل سعر صرف الروبل وارتفاع المؤشر الاقتصادي بنسبة 37.2 % وحجم التبادل التجاري بين الشركات العالمية الخاصة مع روسيا ملتفين على العقوبات الأميركية الأوروبية شاهد على حاجة العالم إلى روسيا التي تسعى إلى إعادة التوازن في العالم.
عسكرياً؛ خصصت أمريكا وأوربا مليارات ومليارات المساعدات العسكرية التسليحية ووضعوا أكثر من 50 قمراً صناعياَ في خدمة القوات الأوكرانية إضافة إلى شحنات تسليحية على شكل قروض لأوكرانيا، ولكن الأخطر من ذلك كان إدخال المجموع