روسيا

إعلان التعبئة الجزئية.. حاجة عسكرية أم استفتاء شعبي؟؟

بودية: لاتجربوا المجرّب..

فادي بودية رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية

لقد حدّد الرئيس الروسي بوتين أسباب ودوافع إعلان التعبئة الجزئية في روسيا غامزاً منها إلى قناة تذكير أميركا وحلف الناتو أن المخططات المرسومة لتدمير روسيا باتت مكشوفة وعلنية، وأن الصراع في أوكرانيا هو صراع بالوكالة سينتهي حتماً بنصر روسيا.

لقد عمل الغرب كثيراً على خلق الفوضى في داخل الشارع الروسي الشعبي لكنه غالباً ما اصطدم بالقومية والوطنية العالية لدى هذا الشعب الذي واجه النازية والناتوية بكل صلابة.

بالعودة إلى إعلان التعبئة: روسيا بدأت مرحلة جديدة من صراعها بوجه الغرب وتظهير ملامح النظام العالمي الجديد مما يستدعي تكاتفاً شعبياً واشراكاً له في هذه العملية ويقطع الطريق أمام الأيادي الظلامية الغربية.

بالإضافة إلى الربط الجدلي مع الاستفتاء الذي سيضم دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيه مما يؤسس إلى ترسيخ فكرة الاتحاد الروسي أو الاوراسية جغرافياً وسياسياً.

فضلاً أن التعبئة العامة تساهم بشكل كبير في تثبيت النقاط الخلفية التي يحررها الجيش الروسي وهذا يدل أن التصعيد العسكري قائم إلى مرحلة تحقيق انتصارات كبيرة تحتاج إلى تثبيت مواقع مع الإشارة ووفقاً للمرسوم السابق الصادر في 17 نوفمبر 2017، كان قوام القوات المسلحة الروسية هو 1،902،758، بما في ذلك 1،013،628عسكرياً.

ينص المرسوم الجديد على “تحديد قوام القوات المسلحة للاتحاد الروسي بـ 2039758، بما في ذلك 1150628 فرداً عسكرياً”.

من الواضح أننا أمام مرحلة دقيقة وخطيرة وضع فيها بوتين النووي على طاولة التهديد بثلاثية الأبعاد العسكرية والسياسية والاقتصادية…

التعبئة العسكرية الجزئية تحوّلت إلى استفتاء شعبي حول مكانة روسيا ومستقبلها تماماً كما أعلنت التعبئة العامة في الحرب العالمية الثانية وخاض السوفيات معركة ستالينغراد :” فلا تجربوا المجرّب”.

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى