روسيا

لافروف يهنئ بمناسبة يوم الموظف الدبلوماسي

لافروف: روسيا تقف اليوم في طليعة التحولات السريعة

زملاء المحترمون!

على وفق التقاليد الجيدة التي رسخت لدينا، نحتفل في فبراير بعيدنا المهني،

الذي يوحد كل أولئك الذين يدافعون عن روسيا على مسار السياسة الخارجية. وأينما كنتم تعملون – في المبنى المركزي لوزارة الخارجية في ساحة سمولينسكايا، أو في الممثليات الإقليمية بمناطق روسيا الاتحادية أو في المؤسسات الروسية في الدول الأجنبية – في كل مكان تحافظون بقدسية على القيم الأصيلة للدبلوماسية الوطنية: الولاء للوطن الأم، والوطنية، ونكران الذات والفهم الدقيق للمصالح الوطنية.

أود أن أشكركم جميعا بصدق على عملكم بإخلاص ونكران ذات، وعلى الجهود التي تبذلونها يوميا، والتي غالبا ما تكون غير ظاهرة، ولكن هذا لا يجعلها أقل أهمية، وعلى الجهود المطلوبة لإنجاز المهام الموضوعة أمامكم.

لقد تغيرت الحقب التاريخية والأنماط الاجتماعية والاقتصادية، لكن الدبلوماسيين الروس ظلوا دائما في مناصبهم وبذلوا قصارى جهدهم لتعزيز مصالح البلاد على الساحة الدولية. وتم إدراج أسماء العديد منهم في السجل المجيد للدولة الروسية: إيفان ميخائيلوفيتش فيسكوفاتي وألكسندر بيتروفتش بستوجيف – ريومين، وألكسندر ميخائيلوفيتش غورشاكوف، وغيورغي فاسيلوفيتش شيشيرين، و فياتشسلاف.ميخائيلوفيتش مولوتوف، وأندريه أندرييفيتش جروميكو وغيرهم الكثير. ونحن نفتخر بحق بإنجازاتهم الجلية، وأعمالهم العبقرية والحكيمة. ونقتدي بها ونسعى لأن نكون مماثلين لهم. ‎

وفي هذا اليوم، نقدر بحق موظفي مفوضية الشعب للشؤون الخارجية، الذين دافعوا عن استقلال وطننا الأم والسلاح في أيديهم خلال السنوات القاسية للحرب الوطنية العظمى. واليوم، عندما تواجه روسيا مرة أخرى أخطر التهديدات الأمنية، فإن مأثرتهم تكون بمنزلة معيار رفيع المستوى لمشاركة الدبلوماسيين في مصير الشعب برمته. ويتردد في قلوبنا اليوم، صدى معاناة الشعب الروسي في دونباس ونوفوروسيا، ضحايا نظام فلاديمير زيلينسكي اللاإنساني البانديري الجديد. وفي ظروف العدوان الهجيني الذي أطلقه “الغرب الجماعي”، تساهم خدمة السياسة الخارجية في الدعم الدبلوماسي لعملية عسكرية خاصة وتحقيق أهدافها، نعم، قد يكون الأمر صعبا بالنسبة لنا في بعض الأحيان، حيث يستخدم الخصوم مناهج جرى تطويرها على مدى قرون والهادفة لشيطنة روسيا، ولا يتورعون حتى من القيام بهجمات موجهة شخصيا على الكثير منكم. وكان هذا هو الحال دائما عندما نهضت روسيا للدفاع بحزم عن مصالحها ومصالح حلفائها. وقد تميز أفضل ممثلي مهنتنا بالاستقرار النفسي والثقة وفي صحة عملهم. وحينها قال سلفي العظيم، فياتشسلاف مولوتوف، ردا على السؤال عن سبب التنديد به كثيرا في وسائل الإعلام الغربية، لاحظ بدقة: “سيكون الأمر أسوأ إذا أشادوا بي” ينبغي أن نسترشد اليوم بهذا. ‎

نحن على قناعة راسخة بصحة وصواب نهج السياسة الخارجية الذي حدده الرئيس فلاديمير بوتين. وبفضل الجهود الدبلوماسية يتيسر وإلى حد كبير ليس فقط وقف محاولات عزل بلدنا دوليا، بل وأيضا رفع العلاقات إلى مستوى نوعي جديد مع تلك الدول التي تظهر اهتماما بناءً للتعاون مع روسيا. هؤلاء أولا وقبل كل شيء، أصدقائنا وذوي التفكير المماثل في الخارج القريب منا جغرافيا، وبلدان الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة شنغهاي للتعاون، وبريكس، وعلى نطاق أوسع، في فضاء جنوب وشرق العالم. ‎

ونحل معهم سوية مسائل واسعة النطاق لضمان استقرار الاقتصاد الوطني في مواجهة ضغوط العقوبات الخارجية، وإنشاء شراكات أمنية جديدة، وتشكيل الإطار السياسي والقانوني للعلاقات الدولية التي دخلت عصر التعددية القطبية.

إن روسيا تقف اليوم في طليعة التحولات السريعة. وفي نواح كثيرة، نحن الذين نحدد اتجاهها وموضوعاتها. وهذا يعني أن علينا جميعا، ومن دون استثناء، أن نُبقي إصبعنا على النبض باستمرار، ونتطلع إلى الأمام، ونبقى متقدمين بخطوة على من يضمرون لنا العداء، و العمل على تغيير أسلوبنا بنشاط وإبداع في ظل الظروف المتغيرة باستمرار، لتعزيز المبادئ الثابتة لسياستنا الخارجية: الاستقلال والتركيز على النتائج والانفتاح والتنوع.

وقريبا، وحرفيا بعد شهر، ستنتخب روسيا بأسرها رئيس الدولة. وفي هذه اللحظة التاريخية الصعبة التي تمر بها البلاد، ينبغي على كل واحد منا أن يقوم بواجبه المدني. أنا واثق من أن جميع ممثليات روسيا في الدول الأجنبية ستنظم بشكل مناسب اقتراع الروس في الخارج. ويتم اتخاذ كافة الخطوات اللازمة لذلك.

وفي الختام، أود مرة أخرى أن أهنئكم جميعاً وأفراد أسرتكم وأقاربكم وأصدقائكم الذين يشاطرونكم عبء أنشطتكم المهنية في يوم العمال الدبلوماسي. ‎

أود أيضاً أن أقول بشكل خاص كلمات طيبة لقدامى السلك الدبلوماسي ومربي الشباب: أنا سعيد لأن الكثير منكم وكالسابق ما زالوا في الخدمة ويواصلون المساهمة في القضية المشتركة. ‎

أتمنى للجميع الصحة الجيدة والسعادة والإنجازات الجديدة لمصلحة الوطن

والنجاحات والتوفيق. ‎

مرة أخرى أهنئكم بمناسبة العيد!‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى