روسيا

أبرز العادات والتقاليد بعيد الفصح في روسيا

عيد القيامة يرمز إلى قيامة السيد المسيح وانتصاره على الموت

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعيد الفصح أو عيد القيامة فى بداية الربيع،

وتُقيم الكنائس الأرثوذكسية في هذا اليوم طقوس الصلاة الاحتفالية ويستقبل الروس بعضهم البعض بعبارة “قام المسيح”، التي عادة ما تكون الإجابة عليها بعبارة “حقًا قام”، ويحتفل به بعد إنتهاء صوماً يستمر لمدة 40 يوماً (الصوم الكبير)، يقوم الروس بجميع الأعمال التي كانوا يقومون بها قبل عيد الفصح خلال الإسبوع الأخير قبل العطلة، والذي يعرف أيضًا بإسم إسبوع الآلام، يلونون البيض ويزينونه في يوم السبت، ويقوم الجميع بطهي طعام عيد الفصح، ولا يُسمح لأولئك الذين يصومون بتذوقه أثناء الطهي، ومن الشائع أيضًا أن يبارك الطعام في الكنيسة أثناء الخدمة الليلية من قبل الكهنة.

نبذة تاريخية دينية:
عيد الفصح أو عيد القيامة المجيد هو واحداً من أهم الأعياد الدينيّة لدى المسيحيين،وهو احتفال بذكرى”قيامة السيد المسيح”،حسب العهد الجديد لكتاب المسيحيين المقدس، يحتفل به المسيحيون على حسب إعتقادهم وإيمانهم أنّه اليوم الذي قام به نبي الله عيسى عليه السلام من الموت بعد صلبه بثلاثة أيام من قبل الرومان،حيث يُعتقد أنّه توفي يوم الجمعة السابقة لعيد الفصح وهي ما يُطلق عليها الجمعة العظيمة،ثمّ قام يوم الأحد، ويُعدّ أحد الفصح أكثر أيام العام توهجاً للكنائس،وأداء الصلوات فيه يعتبر فرحةً من المسيحيين بقيام نبي الله عيسى عليه السلام، فيُعتقد بأنّ صلبه وموته وقيامه دلالة على أنّه قد تحمّل الخطيئة عن المؤمنين به،وبذلك قد اشترى لهم الغفران، وأيضاً لأن جوهر العقيدة المسيحية كله يكمن في موت المسيح وقيامته.

يرمز عيد القيامة إلى قيامة السيد المسيح وانتصاره على الموت وهو ما يمثل للمؤمنين انتصاراً للخير على الشر عبر معاني الإخاء والتسامح والوفاء والسلام.

إضاءة الشموع فى الكنائس الروسية بالنار المقدسة:

ومن بين مظاهر عيد الفصح فى روسيا عميلة إضاءة الشموع فى الكنائس بالنار المقدسة، فكما يُعتقد فى الديانة المسيحية أن عشية عيد الفصح تحدث المعجزة الرئيسية للعالم المسيحي، وهى إنبثاق النار المقدسة من القبر المقدس في كنيسة القيامة في القدس،ويتم إرسال جزء من هذه النار المقدسة إلى روسيا على متن طائرة خاصة، ومن ثم تضاء بها كنائس المدن الكبرى في منتصف الليل، وينقل التليفزيون الروسي على الهواء مباشرة مراحل إنتقال النار المقدسة من القدس إلى روسيا، ومن ثم إلى الكنائس، وتشهد الكاتدرائية الأرثوذكسية الرئيسية الروسية فى موسكو كاتدرائية المسيح المخلص،قداساً إلهياً يترأسه بطريرك موسكو وسائر روسيا” كيريل”، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى عدد من الساسة والنشطاء الاجتماعيين الآخرين، كما يشارك في قداس هذه المناسبة آلاف المسيحيين الروس، وهم يحملون الشموع التي أضيئت بالنارالمقدسة التي تنبثق سنوياّ داخل كنيسة القيامة في مدينة القدس.

قداس أحد الفصح عند منتصف الليل :

عادة ما يكون إحتفالًا رائعًا فى روسيا مع أضواء الشموع والهتافات الليتورجية، والتي يحضرها حتى أولئك الذين لا يحضرون كثيرًا إلى الكنيسة،ثم يبدأ بعد ذلك قداس أحد الفصح عند منتصف الليل بتجمّع المصلين خارج الكنيسة لإنشاء الترانيم قبل دخولهم إلى قُدّاس بهيج، وبعدما يُمنح المصلون البركة والغفران، ويبدأون المراسم الاحتفالية بموكب حول الكنيسة وتقرع أجراس الكنائس للإعلان عن قيامة السيد المسيح ، ويقول الكاهن”المسيح قام”، ومن المفترض أن يرد عليه المصلين “لقد قام حقاً ”، ثم يدخل جميع المشاركين في الموكب إلى الكنسية، حيث تستمر الهتافات الإلهية حتى الصباح.

ومن العادات والتقاليد ألأكثر شعبية فى روسيا خلال عيد الفصح هى الرسم على البيض المسلوق وتلوينه وزخرفته بإستعمال الألوان الطبيعية، ثم تبادله مع الأهل والأقارب والجيران، ذلك يرمز إلى القيامة والحياة الجديدة والمحبة ،وكذلك يأكلون “خبز كوليتش”كما يطلق عليه بالروسية أو خبز عيد الفصح، هذا الخبز الذي يرفع من الخميرة غني بالبيض والزبدة، مرصع بالفواكه المجففة، مزين بزبيب،لوز،فانيلا و فواكه مسكرة، وجوزة الطيب،والزعفران،والجبن، وله شكل هرمي وأحياناً دائرى، وهو بمثابة إشارة احتفالية لمعنى آخر فى عيد الفصح وهو الإعلان عن نهاية الصوم الكبير أربعين يومًا من الصيام يمتنع خلالها الصائمون عن تناول كل منتجات الألبان أو اللحوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى