غنوة السمرة|مرايا الدوليّة
أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية،اليوم في بيان لها، عن دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى مدينة منبج بريف حلب ورفع العلم السوري فيها.
تضمن البيان
“انطلاقاَ من الالتزام الكامل للجيش والقوات المسلحة بتحمل مسؤولياته الوطنية في فرض سيادة الدولة على كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية، واستجابة لنداء الأهالي في منطقة منبج، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها.
إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ تؤكد على أهمية تضافر جهود جميع أبناء الوطن في صون السيادة الوطنية، تجدد تأكيدها وإصرارها على سحق الإرهاب ودحر كل الغزاة والمحتلين عن تراب سورية الطاهر، وتضمن القوات المسلحة السورية الأمن الكامل لجميع المواطنين السوريين وغيرهم المتواجدين في المنطقة
إلى ذلك لاقى الإعلان ضجيجاً إعلاميّاً وردود فعل دولية رفيعة المستوى إزاء دخول الجيش العربي السوري مدينة منبج وكان أبرزها
إيران
ما قاله لمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي :” دخول الجيش السوري إلى منبج خطوة جديدة لتكريس سيادة سوريا وحل الأزمة فيها”
رحّبت إيران اليوم بدخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى مدينة منبج بريف حلب الشمالي ورفع العلم الوطني فيها.
وأضاف قاسمي : إن إيران تعتبر “دخول الجيش السوري إلى منبج ورفع العلم الوطني فيها يشكل خطوة جديدة لتكريس سيادة الدولة السورية القانونية على ربوع أراضيها وحل الأزمة في سورية وإعادة الاستقرار إليها”.
روسيا
أما عن رد الفعل الروسي أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة ( 28 كانون الأول 2018 )، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التقى بأعضاء مجلس الأمن الروسي، وبحث معهم الأجندة الاجتماعية الاقتصادية وعدداً من القضايا الدولية بما في ذلك الشأن السوري.
أشار بيسكوف إلى أن الرئيس وأعضاء مجلس الأمن الروسي، قيموا إيجابياً مواصلة توسيع الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في سوريا.
وأضاف في هذا الصدد: “قدم الاجتماع تقييماً إيجابياً لمواصلة توسع الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة السورية، ودور هذه العملية في مستقبل التسوية”.
وفي السياق ذاته
شدد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح صحفي، على أن دخول القوات الحكومية إلى منبج ورفع العلم الوطني السوري فيها يمثل، من دون أدنى شك، خطوة إيجابية ستسهم في استعادة استقرار الوضع في البلاد.
وأعرب بيسكوف عن ارتياح موسكو إزاء توسيع قوات الحكومة السورية مناطق سيطرتها، معتبرا ذلك نزعة إيجابية.
وأكد المتحدث أن الاجتماع المقرر غدا السبت في موسكو بين وزيري الخارجية والدفاع التركيين، مولود تشاووش أوغلو وخلوصي آكار، ونظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، سيتطرق إلى مسألة منبج وخطط أنقرة لشن عملية عسكرية شرق الفرات، وذلك بهدف “توضيح الأمور وتنسيق الخطوات والتوصل إلى التفاهم بشأن تطورات الأوضاع في سوريا لاحقا”.
وفي وقت لاحق من اليوم، أكد بيسكوف للصحفيين أن تطورات الأحداث في منبج كانت بين المسائل المطروحة على أجندة الاجتماع الذي عقده اليوم الرئيس فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي، حيث قيموا إيجابا استمرار القوات المسلحة السورية في استعادة السيطرة على أراضي البلاد، وأشاروا إلى أهمية هذه العملية بالنسبة للتسوية السياسية في سوريا.
تركيا
زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحات صحفية، اليوم الجمعة، تعليقاً على تقارير تفيد بدخول الجيش السوري إلى مدينة منبج إن “النظام السوري” يقوم بـ”عملية نفسية” في منبج شمالي سوريا، موضحاً أن لا شيء مؤكد حتى اللحظة حول ذلك على الأرض.
وأضاف أردوغان: “تواصلت مع أصدقائنا ومع جهاز الاستخبارات، نعلم أن هناك شيئا من قبيل رفع علم (النظام) هناك، لكن لم يحدث أي شيء مؤكد بعد، والجهات الرسمية الروسية تؤكد الأمر نفسه”، وتابع: “علينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد”.
كما أكد أردوغان أن الوضع لا يتعلق بمنبج وحدها، بل يتم السعي من أجل القضاء على المنظمات الإرهابية المنتشرة في كامل المنطقة.
وشدد بالقول “نعارض تقسيم سوريا وهدفنا هو خروج التنظيمات الإرهابية منها وعندما يتحقق ذلك لن يبقى لنا شيء نفعله في هذا البلد”.
وأردف الرئيس التركي “هدفنا تلقين (ي ب ك) الدرس اللازم ومصرون تماما على ذلك”.
كما أوضح أردوغان أن علاقات بلاده مع الجانبين الأمريكي والروسي متواصلة في صورة طيبة.
في السياق ذاته، أشار أردوغان إلى إمكانية عقد مباحثات هاتفية أو زيارة يقوم بها إلى موسكو للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين للحديث حول المستجدات في سوريا.
وأضاف أن وفدا تركيا برئاسة وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، سيتوجه السبت إلى موسكو، وسيناقش هناك القضية السورية بشكل مفصل.
وسيضم الوفد وزير الدفاع خلوصي آكار، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، وممثل الرئيس إبراهيم كالين، فضلا عن السفير التركي في موسكو.
في الإطار ذاته ومن جانبها وزارة الدفاع التركية أصدرت بياناً رداً على إعلان الجيش السوري استعادته السيطرة على منبج، بعد وقت قليل من توجيه “وحدات حماية الشعب” الكردية دعوة رسمية إلى دمشق لدخول المناطق التي انسحبت منها، بما فيها المدينة الحدودية.
وذكرت الوزارة أن الوحدات الكردية “تسيطر على المنطقة بقوة السلاح وليس لديها الحق والصلاحيات للحديث باسم أهالي المنطقة ودعوة عناصر أخرى إليها”.
ووجهت الوزارة تحذيرا إلى جميع الأطراف في سوريا بشأن ضرورة الابتعاد عن “التصرفات والخطابات الاستفزازية التي من شأنها مفاقمة غياب الاستقرار في المنطقة”، مؤكدة أن أنقرة تتابع تطورات الوضع في منبج “عن كثب”.