
أريج الحارس _مرايا_الدولية
انطلقت أعمال الملتقى العلمائي الإسلامي ال14، تحت عنوان “دور العلماء في تأصيل مفهوم المواطنة وحفظ الأوطان”، صباح اليوم في فندق “إيبلا” في العاصمة دمشق، برعاية وزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية، وبالتعاون مع مكتب السيد القائد الخامنئي دام ظله في دمشق.
وحضر الملتقى وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد، وممثل السيد القائد في سوريا آية الله السيد أبو الفضل الطباطبائي دام عزه، والسفير الإيراني في سوريا الدكتور جواد تركآبادي، وکوکبة من علماء المسلمين من كافة الطوائف الإسلامية وعلماء المسيحية وعلماء طائفة الدروز، من العدید من الدول الإسلامیة بما فيها سوريا وإيران والعراق، ولبنان وفلسطين والأردن.
وفي كلمة الافتتاحية نوه ممثل قائد الثورة الإسلامية الإيرانية في سوريا، “السيد أبو الفضل الطباطبائي” إلى أن أهمية قضية تقريب المذاهب تشاهد اليوم أكثر من أي وقت مضى، وهذا الملتقى يقام سنوياً لتحقيق هذه القضية المهمة.
وأوضح أن سياسة الرئيس بشار الأسد والمرحوم حافظ الأسد هي المقاومة ومواجهة الصهاينة والمحتلين، منوهاً إلى أن سوريا واجهت في الحرب الدموية التي فرضت عليها هذه الهجمة واليوم نشهد تحرير المناطق السورية واحدة تلو الأخرى.
بدوره، أشاد وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد بتضحيات الشهداء التي حققت النصر في سوريا، لافتاً إلى أن: “سوريا التي تحمل الفكر الوسطي المعتدل والمحب تقدر عالياً دور الدول الحليفة والصديقة التي وقفت إلى جانبها في حربها ضد الإرهاب، ولا سيما الجمهورية الإسلامية في إيران والمقاومة اللبنانية .
كما أشار رئيس مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية الشيخ محسن الآراكي إلى ارتباط مفهوم العزة بالوطن وهوية الشعوب الإسلامية، مبيناً أن نوايا الولايات المتحدة والصهيونية ومن يدعون العروبة باتت مكشوفة للأمتين العربية والإسلامية، ويجب الوقوف إلى جانب المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق بكل صمود وثبات.
بدوره أكد الدكتور الشيخ أكرم بركات ممثل حزب الله في لبنان، أن الإرهابيين في سوريا مارسوا عمليات الإلغاء والإقصاء والتكفير، وصبوا بلاءهم على الشعب السوري محاولين تهديد نسيجه ومحبته الوطنية، داعياً إلى تعزيز قيم حب الوطن وانتماء الفرد الاجتماعي إلى الإنسانية وفقاً للمفهوم الإسلامي.
من جهته شدد السفير الإيراني بدمشق جواد تركآبادي على أهمية تعميق مفاهيم الانتماء وأطر التواصل وحب الوطن، داعياً العلماء ورجال الدين والمفكرين والمثقفين إلى مواجهة الفكر الظلامي والتكفيري الهدام بعلمهم وكلماتهم وتقويم كل اعوجاج.
إلى ذلك، أشار رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ محمد توفيق البوطي، إلى أن الدماء التي تسقى بها فلسطين هي دماء الشعور بالإنتماء، لافتاً أن هناك من ظن أن سيادة الأوطان تشترى من الأعداء فخرج منها وبقي أبطالها فيها راسخين كجبالها”.
وفي تصريح للصحفيين قال الدكتور الشيخ أكرم بركات، ممثل حزب الله في لبنان: “تأتي أهمية عقد هذا الملتقى الذي يعزز قضية الوطن ضمن السقف الديني، لأن الوطن هو الهيئة الصالحة لتعايش الذين ينتمون إلى أديان متعددة ومذاهب مختلفة، ليتعايشون بسلام تحت هذه الهيئة الجامعة”.
وفي تصريح خاص لمرايا الدولية قال فضيلة الشيخ محمد خضر شحرور، مدير أوقاف ريف دمشق : “يأتي هذا الملتقى في وقت مهم جداً في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية، في هذا الوقت العصيب، الذي تمالأ فيه الأعداء على ضرب هذه الأمة، من خلال ابتعاد الإنسان عن وطنه، حتى جاء هذا الملتقى ليكرس معنى المواطنة، ليقول.. من قتل دون أرضه فهو شهيد، وارتباطه بهذه الأرض.. هو المواطنة، هو رد الأعداء ونصر للمقاومة، هو اجماع واجتماع لهذه الأمة، لذلك هذا الملتقى يرجى من هذا المجتمع خير لتنوير الناشئة وترسيخ هذه المفاهيم في أذهانهم”.
بدوره تحدث السيد حسن الموسوي، ممثل المجمع العالمي لأهل البيت في سوريا ولبنان:”هذا المؤتمر يكشف عن لحظة من اللحظات التاريخية التي نعيشها، ويجب أن نتفهم الواقع بدورنا كعلماء ونخبة، وأن لا نقع بالأفخاف، التي أوقعوا بعض المتأسلمين بها من كان على رشد أو غير رشد”.
من جانبه تحدث الشيخ عبد السلام أحمد راجح، نائب مجمع الشيخ كفتارو للشؤون العلمية، لمرايا:” يأتي هذا الملتقى اليوم ليقول.. يجب أن نكون واعيين لأدوات المرحلة، التي تستوجب وحدةً، تحالفاً، قوةً، وهذا الملتقى يعول على فكرة الوطن، ليس الوطن السوري أو الإيراني فحسب، إنما وطن يجمع كل أبناء الأمة، باعتبار أن هذا الملتقى قام برعاية من الجهتين، وإنما أتحدث عن وطن يجمع كل أبناء الأمة عرب ومسلمين من أجل أن يجدوا صدى هذا الملتقى في دحر الأعداء ونصرة البلاد، وأحسب أن هذا المنهج هو منهج سليم يعتمد على تاريخ البلدين العظيمين في المقاومة والنهوض، وإن شاء الله المرحلة القادمة ستسجل نصراً فوق نصر”.
وتحدث الشيخ حسين التميمي، وكيل سماحة آية الله المرجع اليعقوبي في سوريا: “واقعاً مفهوم المواطنة له أسسه وأركانه التي يعتمد عليها كل فرد، لأنه إذا وصلني مفهوم المواطنة بأبعاده المتنوعة سيكون لدي القدرة على أن أحافظ على نفسي وجيراني ومجتمعي، وأن أوصل هذه الفكرة السليمة لجميع المجتمعات التي من حولي، بأن نوصل رسالة لجميع المجتمعات أن هناك عيش كريم تحت ظل المواطنة التي يدعو إليها الإسلام”.
بدوره قال السيد مكي المأمون، مدير مكتب السيد محمد تقي المدرسي بالسيدة زينب :” “دائماً مهمة العلماء رسم القيم العليا التي تسير الحياة، وكل نجاح في هذه الدنيا إذا لم يتكئ في الأساس على قيم واضحة لا يتم نجاحه، وعند رسم تحرك أو تقدم للأوطان، لا بد للعلماء أن يكون لهم دور فيه، لأنهم بالنهاية الراسمين لقيم الوطن والمرشدين والمراقبين لسير السياسات عبر هذه القيم، وهذا هو دور العلماء”.
وقال فضيلة الشيخ محمد رضا خوشخو، مسؤول العلاقات الدولية في الأمانة :” نبارك لسوريا الشقيقة الصديقة إقامة هذا المؤتمر العالمي العلمائي، ولا بد أن نعمل بالحديث المبارك : حب الوطن من الإيمان “
ويذكر أنه تم تكريم عدد من أمهات الشهداء خلال الملتقى، وقُدِمَت هدايا عينية ورمزية لهن.