أريج الحارس_مرايا الدولية
بينما كانت الدنيا كاسفة النور، ظاهرة الغرور، على حين اصفرار من ورقها، وإياس من ثمرها، والمجتمع يسوده الجهل والتخلف في مختلف المجالات، وبحسب وصف الآية الكريمة : “وكنتم على شفا حفرة من النار”….حتى بعث الله النبي المصطفى محمد (عليه الصلاة والسلام) بالنور المضيء والبرهان الجلي والمنهاج البادي والكتاب الهادي، حتى دخل الناس في الإسلام أفواجاً أفواجاً، فأضاءت به البلاد بعد الضلالة المظلمة والجهالة الغالبة والجفو الجافية.
فعند بلوغ المصطفى محمد (عليه الصلاة والسلام) الأربعين من العمر الشريف، وفي السابع والعشرين من شهر رجب، كان (عليه السلام) في غار حراء يتعبد ويصقل قلبه وينقي روحه، فإذا به يصغي في دهشة إلى صوت الملك جبريل (ع) يقول له: “اقرأ”.. ويتكرر الطلب.. لتنساب فيما بعد الآيات الأولى من القرآن العزيز : “اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم”، ففي هذه الليلة أكرم الله نبيه برسالته وبعثه رحمة للعالمين وذلك بمقتضى قوله تعالى :” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.
وبهذه المناسبة المباركة، أقام مكتب الإمام الخامنئي (دام ظله) في سوريا، أمس، في مصلى السيدة زينب، احتفالاً كبيراً بحضور ورعاية ممثل القائد الخامنئي في سوريا، سماحة آية الله السيد أبو الفضل الطباطبائي، وسعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا، السيد جواد تركآبادي، وجمهور غفير من المؤمنين.
حيث بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها أناشيد من وحي المناسبة، وكلمة للسيد الطباطبائي، هنأ فيها سماحته الأمة الإسلامية بهذه المناسبة، مؤكداً أنها مناسبة عظيمة للبشرية، لأن بعثة رسول الله صلوات الله عليه، تعتبر الحركة الثورية الثقافية في المجتمع الإنساني، والهدف من هذه الحركة، تغيير الحركة الجاهلية في المجتمع الجاهلي، داعياً الحضور للاستفادة من ما تبقى من أيام شهر رجب.
وفي تصريح خاص لمرايا، قال الشيخ خدايار ناصري، مسؤول التبليغ في مكتب الإمام الخامنئي (دام ظله) في سوريا: “هذا اليوم يوم مبارك، يوم بزوغ فجر الإسلام.. الله تبارك وتعالى فضل على عباده بإرسال خاتم الأنبياء محمد صلوات الله عليه، لاستمرارية رسالة الله من خلال الأنبياء الذين ورثوا الرسول هذه الرسالة، وجاء الرسول من خلال بعثته في غار حراء، حاملاً رسالة للإنسانية، لرفع الجهل والطغيان عن الشعب، الذي كان يعاني كل الظلم، وثم رسم معالم المواجهة مع الطغيان طوال الطريق، لذلك كما رسول الله صلوات الله عليه نجا البشر من طغيان قريش، لذلك من خلال رسالته إن شاء الله ستنجو الأمة من طغيان الاستكبار العالمي والصهيونية”.
بدوره قال الشيخ أيمن الأحمد، رئيس الهيئة الاجتماعية بالسيدة زينب : “يقول سبحانه وتعالى بكتابه الكريم: (الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)، نبارك للأمة الإسلامية جميعاً، ذكرى المبعث النبوي الشريف، هذه المناسبة العطرة التي جاءت لتخرج الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور الحق، وتخرج الأمم مما كانت فيه من عادات وتقاليد بالية، من ظلم وقهر وجور، إلى نور الحق، ونور الإسلام”.