سوريةمقابلات خاصة

ثمار الثورة الإيرانية والمقاومة تُجَسِدُ ألوانها في دمشق

 مرايا الدولية – رنده أحمد جمعه

برعاية وزير الثقافة الأستاذ أحمد الأحمد والمستشارية الثقافية الإيرانية وبمناسبة الذكرى الـ 39 لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية افتتح معرض الفن الإيراني المعاصر بمشاركة خمسة فنانين إيرانيين في دمشق بصالة الشعب .

جسدت  40 لوحة فنية الرؤية الإيرانية لشتى المجالات و تنوعت بين الخط العربي والرسم الحروفي والغرافيك والكاريكاتير، و التي اختزلت التيارات التشكيلية في إيران و صرح رئيس المستشارية الثقافية الإيرانية  أبو الفضل صالحي نيا  أن إقامة المعرض الفني والنشاط الثقافي يشير إلى تجاوز مرحلة عدم الاستقرار والخطر، وأن اتجاه المجتمع السوري بات أوسع من مرحلة الحرب، ونحن كما ساهمنا في مرحلة الحرب سنساهم أيضاً في استعادة النشاط الثقافي والفني فهذا المعرض هو بدايةً لذلك، ونعلن بهذا العمل الفني الثقافي أن التعاون الإيراني السوري أشمل من التعاون السياسي العسكري.

وذكر الملحق الثقافي الإيراني في سورية محمد هادي تسخيري أن هذا المعرض الفني يجتمع فيه خمسة فنانين إيرانيين كبار هم اساتذة جامعات ولهم مشاركات عديدة في المعارض الداخلية والدولية وقدموا مجموعات من اللوحات المعنية بالخط والرسم والكاريكاتير والغرافيك وأكد أن هذا العمل هو تتويج للتعاون بين وزارة الثقافة والمستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق.

وذكر الفنان التشكيلي محمد علي جبري الذي يعد من أهم التشكيليين الإيرانيين  أنا مسرور و فخور بمشارکتی هنا فی دمشق خاصه و نحن أمة واحدة و هذا ليس اتحاداً ظاهرياً  بل اتحاداً حقيقياً و ثقافي، ونحن مسلمون و يجب أن نعبر عن وحدتنا عن طريق الفن لأنه  سيساعدنا أكثر لكي نتحد أكثر و ينقل التجارب إلى الآخر.

نحن في إيران نشعر بأن لو أكدنا على فنوننا سنجد المشتركات عديدة و نشعر بالتالي أننا مجتمع واحد لا فرق بيننا و نقدم أرواحنا من أجل الآخر لأننا شعب واحد و أمة واحدة و نحن نشاهد أن مجاهدينا يتقاتلون إلى جانب المجاهد السوري كتف بكتف من أجل استقلال سورية و هذا يؤكد أننا أمة واحدة.

وهذه اللوحات الفنية و منها الخطية  هي مشتركة في العالم الاسلامي أيضاً فهي توحدنا أكثر و سورية هي أقرب إلينا و نأمل أن نقترب أكثر وأن يكون هذا الاقتراب والوحدة فنياً و ثقافياً،  وأن نشارك بلوحات فنية أكثر و أوسع و أن نرى الفنان السوري أيضاً في طهران و هو يعرض فنه و نظهر سويةً هذا الائتلاف الفني بين الشعبين مشيراً إلى أنه ستقام بهذا الصدد فعاليات ومعارض فنية مشتركة في إيران.

وأشار مساعد المسؤول الثقافي والفني في مكتب سماحة السيد القائد الخامنئي في دمشق السيد شهيدي  إلى أن تلاقي الشعب السوري والإيراني على قاعدة المقاومة للدفاع عن الوطن و حماية الأوطان يجسد في هذا المعرض لتبادل الثقافات، وأشار إلى تعزيز التعاون الثقافي أكثر خلال الأيام القادمة  .

وأكد المستشار السابق لدى رئاسة الدولة جورج جبور أنه من الجميل أن نشهد ثمار الإبداع الإيراني في موضوع الفن وكتابة اللوحات ،والإبداع  واضح في هذا المعرض  من خلال اللوحات الفنية التي تتحدث عن مختلف الأمور الاجتماعية والثقافية ، ونأمل بوجود الكثير من المعارض التي تطلعنا على أهم وأحدث التطورات الإيرانية التي ينبغي أن ننظر إليها بإعجاب مستمر، ومحاولة معرفة الروح الإبداعية والحداثية العلمية  التي تكمن خلف التميز والتي تطلع إلى مزيد من الإسهام الإيراني في الحضارة العالمية، فإيران تصدرت بـ 3 جامعات قائمة أكثر مراكز البحث العلمي تقدماً في العالم ضمن الأكاديميات العشرة وفقاً مجلة عالمية.

وصرح رئيس مركز الإمام المهدي الثقافي في مدينة السيدة زينب عليها السلام الشيخ محمود نواف العداي أن نتيجة العلاقة المتميزة بين الشعب السوري الإيراني لابدَّ من وجود تواصل ثقافي يوضح رؤية الفنانين  الإيرانيين وتجسيدهم لهذه الرؤية من خلال اللوحات والخط الفارسي التي تتضمن تمجيد انتصارات الثورة والشهداء والرؤية الدينية بلوحة سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام فهذه المشاركة في ظل هذه الأيام تؤكد على زيادة انفتاح الشعبين على بعضهما لتوطيد الرؤية لأننا في خندق مقاومة واحد.

وأشار إلى أن الشعب السوري قيادةً وجيشاً وقف إلى جانب الثورة الإسلامية الإيرانية ونبارك لهم بانتصارات الثورة و نسئل الله أن يعيد لنا الأمن والأمان لربوع بلادنا.

وأكد مدرس خط في معاهد دمشق أدهم فادي الجعفري أن هذا التواصل الفني مهم جداً بين ثقافات الدول ويغني معجبين هذا الفن في كل بلد بآخر مستجداتهم ، كما سيقام غداً ورشة عمل مشتركة بين الخطاطين السوريين والفنانين الإيرانيين للتعرف على مدرسة الشام بدري الديراني و لتبادل ثقافة الخط الفارسي الذي تميزوا به وباستخدامه اليومي للكتابة لديهم  لتناسبه مع اللغة الفارسية كتكوين أحرف وأسطر، وتمت الكتابة بالخط الفارسي باللغة العربية بعد تعديل الأستاذ البدوي عليه ليتناسب واللغة العربية كتناسق أحرف وسطور.

وأشار رئيس قسم التصوير الضوئي والتلفزيوني في معهد الفنون  التطبيقية الأستاذ طارق السواح إلى أنه هناك تطور ملحوظ بالنسبة للخط الإيراني لأننا دائماً نرى الخط العربي ضمن إطار الفن الإسلامي ، فالإيرانيون يخرجون للحداثة في الخط من خلال لوحات خطية تشكيلية وهذا ما ننادي به على الرغم من  اعتبار أغلبية النقاد والفنانين أن اللوحة الخطية هي حرفية بل هي العكس لأنها تمثل كل مدارس الفن التشكيلي.

وقال عضو مجلس إدارة جمعية الخطاطين الحرفيين في دمشق عبد الهادي شاهين أنه لاشك الهدف من إقامة المعرض هو تبادل الثقافات والاندماج ما بين الخطاطين السوريين والإيرانيين بهدف الوصول إلى صيغة بهذا الفن (الخط العربي) للارتقاء به على مستوى العالم لأن الخطاطين الإيرانيين على مستوى عالي من الحرفية والتميز.

 

و الجدير بالذكر أن المعرض يستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل بأعمال فنية عديدة تشكل نافذة ثقافية مميزة تختصر مئات الأعوام من الحضارة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى