سوريةمحليات

عيد الجلاء ذكرى مستمرة بين الأمس واليوم

في ذكرى الجلاء السوريون يرفعون رايات الحق ضد الاحتلال

#خاص #إسراء_جدوع

بصم السوريون انتصاراتهم في التاريخ ضد الاحتلال، رافضين الذل والهوان لترفع رايات الحق على الأرض السورية، مكللين دماء الشهداء بأكاليل الغار، فالثورات العربية الحقيقية حررت شعوبها من طغيان المستعمر، وليس كثورات القرن الحادي والعشرين التي دعمت ارهابيي العالم وعززت وجودهم بما يسمى “بالفوضى الخلاقة” أو “الربيع العربي”..

شهد العالم ملاحم النضال والمقاومة ضد الاحتلال الفرنسي لتظهر العديد من حركات المقاومة ضد الانتداب الفرنسي، وكان من بين تلك الاحتجاجات ثورة الشيخ صالح العلي عام 1921، والثورة السورية الكبرى عام 1925، وقد طالبت جميعها بخروج الفرنسيين من الأراضي السورية وتوحيد البلاد.

وبقي الاحتلال الفرنسي مسيطراً على الأراضي السورية رغم كل تلك الاحتجاجات والثورات، حتى قامت الحرب العالمية الثانية؛ حيث هُزمت فرنسا بداية على يد النازيين مما أثار مخاوف بريطانيا من أن تنتزع ألمانيا الأراضي السورية من أيدي الفرنسيين، فقامت بريطانيا باحتلال سوريا عام 1941 من خلال وعدها لهم بمساعدتهم على الاستقلال وأعلنتها دولة مستقلة اسمياً عام 1943، وانتُخب حينها شكري القوتلي رئيساً للبلاد.

أما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء في الحرب واستمرار المقاومة النضالية التي لم تتوقف، توّج هذا النضال الوطني المستمر باستقلال سورية وجلاء آخر مستعمر فرنسي عن أراضيها، في 17 نيسان عام 1946 وإعلانها دولة مستقلة بشكل كامل.

وهكذا مثّل تاريخ 17 نيسان يوماً وطنياً من كل سنة يحتفل به السوريون ليذكرهم بنضالاتهم ضد الاستعمار، وتبنت سورية بعد هذا التاريخ النهج القومي التحرري فكانت الوحدة مع مصر وثورة الثامن من آذار ثم الحركة التصحيحية وحرب تشرين التحريرية لتتابع بعدها مسيرة التطور والتحديث.

يحتفل السوريون بيومهم الوطني من كل سنة، بإقامة تجمعات ومسيرات وفعاليات في جميع المحافظات السورية ضمن الساحات الكبرى، وتلوّح الأعلام السورية فوق المباني والمنازل، وينشد السوريون النشيد الوطني لسورية.

وقد اعتمد النشيد الوطني السوري “حماة الديار” منذ عام 1938، تأليف خليل مردم بك، وألحان الأخوين فليفل، ويتميز هذا النشيد عن غيره بتخصيص الجيش السوري بالتحية والسلام نظراً لجهوده عبر التاريخ بحماية البلاد من العدوان الخارجي وسعيه لتحرير أراضيه مضحياً بنفسه في سبيل الوطن.

واعُتمد العلم السوري الحالي أول مرة في 22 شباط عام 1958، عند قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسورية، فيدل اللون الأحمر على دم الشهداء السوريين الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن، واللون الأبيض يدل على النقاء والسلام الذي تنعم به سورية، وأما اللون الأسود يدل اللون الأسود على حقب الاستعمار التي مرت بها سورية، ويتوسط الشريط الأبيض نجمتان ذات لون أخضر لتدل على أيام الاتحاد مع جمهورية مصر العربية.

وما تزال المعركة مستمرة من أجل الجلاء النهائي الذي يتحقق بتحرير كل شبر من أرضنا السورية والعربية من براثن العدو الذي زرعه المستعمر الغربي قبل اندحاره من المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى