سوريةمحليات

انطلاق أولى أعمال لجنة دعم الصحفيين في سوريا

  1. غنوة السمرة| مرايا الدولية

إيجاز ما قاساه الصحفي السوري خلال فترة الحرب التي سقطت فيها كل المعايير المهنية والقوانين الدولية والأعراف الإنسانية شيء غير ممكن، خمسون شهيداً عشرات المعوقين والجرحى والمخطوفين الذين لم يظهر لهم أثر كل هذا كان ثمناً قاسياً للحقيقة.

بهذه الكلمات انطلقت أولى أعمال لجنة دعم الصحفيين “JSC خلال المؤتمر الصحفي الذي أقامته في المركز الثقافي العربي بكفرسوسة،حيث أُستهل المؤتمر بالنشيد العربي السوري تلاه الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء العالميين، من ثم عُرض مادة فيلميه لتوضيح ماهية لجنة دعم الصحفيين والإحاطة بأهدافها والدول والجهات التي تعمل معها

وفي تفاصيل التعريف عن هذه اللجنة: لجنة دعم الصحفيين المزمع تفعيل عمل فرعها المستحدث ضمن الأراضي السورية أسوة بما هو في بلاد كثيرة، تأسست عام 2016 من قبل عدد من الإعلاميين من جنسيات متعددة، وهي منظمة دوليّة غير حكومية لا تبغي الربح مسجلة قانونياً في سويسرا وبريطانيا ومقرها الرئيسي في لندن

تُمثل المؤسسات الإعلامية والإعلاميين فيها ولديها عدد من الممثليات في لبنان وفلسطين واليمن والبحرين والعراق وسوريا والسعودية، كما تضم اللجنة حالياً أكثر من 500 إعلامي في العديد من الدول منها فلسطين وتركيا وبريطانيا ومصر وسويسرا وألمانيا وأستراليا باكستان الكويت وإيران

تهدف اللجنة رصد الانتهاكات الحقوقية في وسائل الإعلام وحماية الصحفيين ولإعلامين وما يتعرضون له من اعتداءات وانتهاكات إضافة لمواجهة خطاب الكراهية والفتنة والأخبار المضللة والتعتيم الإعلامي كما تهتم بالدفاع عن الحريات الإعلامية بموجب القوانين الدولية كما تهدف إلى التدريب والتأهيل على المعايير الإعلامية للعمل الصحفي والإعلامي

تعمل اللجنة على إصدار التقارير الدولية إصدار البيانات وتوثيق الانتهاكات إضافة لإقامة الدورات التدريبية والتأهيلية الدفاع على المؤسسات المنتهكة حقوقيّاً وإقامة أنشطة التضامن والتأييد والمساندة والدعم توطين حملات إعلامية للدفاع عن الإعلاميين وحرية الصحافة المشاركة بالمؤتمرات والندوات ذات الصلة

ولدى اللجنة علاقات قويّة مع مجموعة من المنظمات الدولية والعالمية، وتتراوح فعالية اللجنة بين المؤتمرات والوقفات التضامنية والورش التدريبية، وتعمل اللجنة في ظروف سياسية قانونية وأمنية واجتماعية صعبة وحساسة جداً.

قدم  بعد انتهاء المادة الفيلميه عدداً من الحضور كلمات عبروا فيها عن تمنياتهم للجنة بتحقيق أهدافها في سوريا وكل دول العالم، مباركين انطلاق أولى أعمالها في سوريا بدأها رئيس اتحاد الصحفيين “موسى عبد النور”

حيث أشار إلى أنه هناك أهداف داخلية وأهداف خارجية ، عندما يتعلق الأمر بالأهداف الداخلية فهذه مهام إتحاد الصحفيين نحن لن نخلي الساحة لأحد ، مشيراً إلى أنه يمكن أن يكون هنالك تعاون من خلال الإتحاد ، أما أن يكون تعاون من خلال الأشخاص والأفراد فهذا الأمر مقراً أن اتحاد الصحفي لن يقبل بذلك ، كما نوه إلى أن هدف دعوة الاتحاد لهذه اللجنة هو تنظيم إطار عمل ليكون كل شيء واضح وتمنى أن يكون التعاون من خلال هذه المذكرة في الشق الخارجي أي ما يتعلق بالعمل في المؤسسات الدولية أو هذه المنظمات التي لها طابع دولي يمكن أن تساعد هذه اللجنة في هذه الأمور ، أما ان يكون التعاون مع الأفراد والصحفيين هي مؤسسة لنقل أو لجنة دولية يجب أن تعمل مع الإتحاد وليس مع الأفراد ، لا يمكن أن يكون التعامل مع أفراد .

وفي تصريح خاص لرئيس اتحاد الصحفيين السيد موسى عبد النور قال سيتم التشبييك مع لجنة دعم الصحفيين بالاتفاق لكن مع الحفاظ على استقلال الطرفين، كما أكد أن نجاح اللجنة في سوريا يتوقف على مدى تعاونها مع المؤسسات السورية حيث أنها لا يمكن أن تعمل بشكل إفرادي مع الصحفيين وبالتالي إن كان هناك تعاون بشكل واضح ومحدد وأهداف واضحة ومحددة لعملها منوهاً أن ما طرحته من أهداف قد يصلح في دول أخرى لكن في ىسوريا يمكن التعامل معها في حدود الشأن الخارجي، وفي سؤال له عن كيفية دعم أهداف اللجنة أشار أنه يمكن دعمها عندما يكون هنالك فقط ممثل واحد لإتحاد الصحفيين أو منسق مع هذه اللجنة من خلال إطار عمل واضح، أما أن يكون بشكل فردي مع الصحفيين فهذا أمر غير مقبول

تلاه كلمة لنائب عميد كلية الاعلام الدكتورة نهلة عيسى تحدثت فيها عن مدى صعوبة مهنة الإعلامي وألمحت إلى توجسها من كل ما هو دولي في وقت الحروب الذي نمر به معللة سبب ذلك إلى أن كل ما هو دولي على مدى سبع سنوات راقب موتنا وذبحنا ولم يدافع عن حياتنا ولا دماءنا  وحتى هذه اللجنة التي نحتفل اليوم بانطلاق أول أعمالها لم نقرأ لها تقرير يدين ما جرى للإعلاميين في سوريا رغم أن ذلك من مهامها الرئيسة من جانب آخر تمنت أن تكون بداية تأسيسها في سوريا تغيراً في مسارها.

وبعد ذلك عُرضت مادة فيلميه تضمنت إجلاءً مقتضباً لمواد القانون الدولي التي تُعنى بحرية الصحفي وحمايته، إضافة لتوثيق الانتهاكات والممارسات التي قاساها الإعلامي السوري خلال فترة الحرب على سوريا

تلا ذلك إلقاء الصحفي “توماس دوغان” البريطاني كلمة أشار فيها أنه يعمل في سوريا من سبع سنوات وشهد عدة معارك، مؤكداً أنه شهد على شجاعة معظم الإعلاميين في سوريا وعلى الانتصارات التي تحققت في هذا البلد ونوه إلى أن معظم دول العالم تقف إلى جانب سوريا وستدعمها في محنتها.

وفي تصريح نائب عميد كلية الإعلام الدكتورة نهلة عيسى  للصحفيين نوهت إلى أن تجربة سوريا مع اللجان الدولية تجربة ليست سارَّة وأوعزت السبب إلى أن الأمم المتحدة بأكملها هي رهينة للسياسات الغربية وخاصة السياسة الأمريكية ، ولذلك كل اللجان المنبثقة عن الأمم المتحدة لا تستطيع أن تكون خارج إطار هذا ارتهان الأمم للسياسات الغربية والسياسات الأمريكية، لكنها من جهة أخرى تمنت للجنة التي أعلنت اليوم انطلاق أعمالها في سوريا أن تُحدث فرقاً وأن تُحدث اختراقاً ما تجعل قضايا الإعلاميين في دول العالم الثالث وخاصةً في بلداننا التي تتعرض لأبشع حرب منذ ثماني سنوات أن تجعلها على المائدة الدولية بحكم أن أولى المهام التي يجب أن تتصدى لها هذه اللجنة هي محاولة جر الإعلام الغربي إلى القضاء الدولي مرجعة ذلك لمشاركته بسفك دمائنا وفي تدمير أوطاننا ، كما أشارت إلى أن الآمال كبيرة  لكن عبرت عن اعتقادها أن الاختراق لن يكون سهلاً وسيكون بطيئاً ونصحت بأن لا يكون ذلك مبرر للتواكل أو التقاعس ، كما أكدت الدكتورة نهلة عيسى أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة معتقدة أن السيدة ماريا لديها الرغبة ولديها الاستعداد للسير في هذا الطريق ، كما نوهت إلى أن معظم الدول العربية المنضوية ضمن اللجنة هي دول تتعرض للحرب ( لبنان فلسطين ) يعني دول الجنوب العربي وليس دول الشمال العربي وأعني بذلك دول الخليج ، ليس هناك دولة خليجية سوى البحرين وأعتقد ( جمعية النهضة ) يعني هؤلاء الصحفيون الذين يتعرضون للاضطهاد في البحرين .

من جانب آخر عرفت مسؤولة لجنة دعم الصحفيين ماريا درويش في تصريح لها للصحفيين ماهية اللجنة حيث قالت: نحن لجنة مدنية تعنى بشؤون الصحفيين، كل لجنة مدنية هناك برنامج لعملها ونحن لدينا اربع نشاطات سنوية وأيضاً ضمن أعمالنا السنوية سيكون هناك عدة مستويات للتدريب ، المبتدئين وطلاب الجامعة ( طلاب جامعة دمشق ) البروفيشينال لكل مستوى سنقوم بسد الثغرات او النقص التي سنلاحظ وجودها بين الاعلاميين في سوريا .

وفي سؤال لها عن الخطوات القادمة للجنة في سوريا أجابت بداية نحن نوجه عملنا للخارج ،و نقوم بتوثيق الانتهاكات التي تصيب الصحفيين والاعلاميين في المنظمات الدولية ، إضافة إلى تسجيل شهداء الاعلام السوريين في الجمعية العامة واليونيسكو كما أنه لدينا أربع نشاطات سنوية ، يوم الاذاعة ومؤتمر الافلات من العقاب الذي يخص الصحفيين ونحن سنقوم بإنشاء دورات تكثيفية لطلاب الاعلام في جامعة دمشق والاعلاميين المخضرمين الذين لهم سنوات في هذا العمل . سوف نقوم بفرز كل مستوى وسنقوم بسد الثغرات وسنقوم بتقديم كافة المستلزمات التي نستطيع أن نقدمها بالتعاون مع اللجنة والجهات الخارجية .

يذكر أن هذا المؤتمر هو الأول للجنة دعم الصحفيين في سوريا حيث لاقت اللجنة حضوراً جيداً وترحيباً وتمنيات باستمرار عملها وتحقيق أهدافها من قبل وسائل وممثلي الإعلام في سوريا.

وفي تساؤلات ختامية هل حقاً سيصبح هناك لجنة متخصصة تدافع عن حقوق الصحفي في سوريا وبلا تواكل وتقاعس أم سيكون انطلاقها مجرد اثبات تواجد فقط؟ والأهم ما نسبة استمرار عمل هذه اللجنة و تلائمها مع ضوابط الجهات المعنية الرسمية وغير الرسمية في سوريا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى