ايرانمقابلات خاصة

مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية الدكتور علي أكبر ولايتي لمرايا الدولية: ● الإمام الخميني «قدس سره» رجل قلّ نظيره في التاريخ الإسلامي المعاصر ● الإمام الخميني «قدس سره» وضع نصب عينيه إزالة الكيان الصهيوني

الدكتور علي أكبر ولايتي من أبرز الشخصيات التي عايشت الثورة الإسلامية، والمرافقة السياسية للامام الخامنئي المواصل لنهج الإمام الخميني والحافظ لمبادئ ثورته…

مجلة مرايا الدولية تلتقي الدكتور «علي أكبر ولايتي» حول شخصية الإمام الخميني ومبادئ الثورة الإسلامية.

الإمام الخميني شخصية إسلامية اتخذت بعدها التاريخي الدولي من خلال انتصار الثورة الإسلامية التي قادها في وجه الشاه. ما هي الأرضية الشعبية التي انطلق منها الإمام من أجل حشد کل هذه الملايين في ثورته؟ ولماذا أراد ثورة إسلامية الطابع والمبادئ؟

كان الإمام الخمیني رمزاً بارزاً وشاملاً لـ 1200 عاماً من المکافحة الصعبة لرجال الدین الشيعة.

فأنا لا أعرف أحداً بشمولیة الإمام الخمیني في تاریخ رجال الدین الشیعة، على سبیل المثال، كان نصیر الدین الطوسي يتمتع بهذه الشمولیة لكن في بعض المجالات المحددة من بينها مجال الفلسفة والشؤون الفکریة، حيث يعرف المرحوم نصیر الدین الطوسي بـ «أستاذ البشر والعقل الحادي عشر» أي هناک العقول العشرة المجردة ولکن تبلور المرحوم نصیر الدین الطوسي في العقل الحادي عشر وهو فرید في نوعه في بعض الجوانب ولکنني لا أعرف أحداً أنجح من الإمام الخمیني في مکافحة الظلم والظالمین وإحیاء الشــــریعة الإســـــلامیة، وتطبیق قواعد الإسلام، وإقامة حکومة علی أساس القیم الإسلامیة.

کان «صاحب بن عباد» وزیر البويهيين وعالماً شیعیاً وکان مستشاراً في عصر البويهيين. یقول الإمام الخمیني عن المرحوم الشیخ الرئیس ابن سینا: «بعد المعصوم، لم یکن له کفوا أحد». وکان علاء الدولة وزیراً ولکن بالتأکید کانت حکومة الإمام أکثر نجاحاً.

علی أي حال، ما أعرفه عن تاریخ رجال الدین الشیعة هو أنه لا یوجد أحد بشمولیة الإمام الخمیني وکانت هذه الشمولیة والبلورة والقیم الإسلامیة والتقوی والاعتقاد بالشیعة والشجاعة والمغامرة والمخاطرة ومعرفته عن قضایا العصر فریدة في نوعها. لذلك كانت للإمام شخصية إكثر جاذبية لجلب الشباب وخلق مثل هذه الثورة.

کيف استطاع الإمام الخميني أن يؤثر بأفکاره وآرائه دولياً علی الشعوب التي ثارت بوجه الإحتلال أو الاستکبار؟ بمعنی هل کان الإمام الخميني منطلَقاً لحرکات المقاومة؟

بلا شک کان الإمام مؤسس المقاومة ويتضح هذا الاعتقاد من خلال بعض تصريحاته، على سبيل المثال هو يقول: نحن سنسحق أمریکا. لا یمکن لأمریکا أن تقوم بأي خطأ ضدنا. نحن نرید أن نکون أنفسنا. هذا کله يندر في تاریخ الإسلام وفرید في التاریخ الحديث. لانعرف مصلحاً اجتماعياً أو میقظاً للناس لدیه هذه المعرفة والفرصة والقدرة لخلق مقاومة يتسع نطاقها طوال تاریخ الصحوة الإسلامیة والتي تبدأ من إیران وتمتد إلی الحدود الفلسطینیة مروراً بجمیع أنحاء العالم. قد يقول البعض أنه يظهر مصلح اجتماعي بارز کل 100 سنة بینما یعتقد الآخرون أنه يظهر کل 1000 سنة. کان الإمام الخمیني ضمن الفرائد الذین یبرزون کل 1000 سنة.

نحن نتحدث عن فلسطين. کانت فلسطين العنوان الأساسي في کل محاور خطابات الإمام. ماذا تعني القضية الفلسطينية في جوهر الفکر الخميني؟! وکيف استطاعت الجمهورية الإسلامية أن تحافظ علی قدسية هذه القضية علی مدی هذه العقود بالرغم من التحديات الدولية والإقليمية؟

منذ أن بدأ الإمام الخمیني ثورته عامي 1961 و1962 للميلاد، یقول: أنا أحذر المسلمین من خطر إسرائیل لأنه هام للغاية. قام الإمام الخمیني منذ انطلاق الثورة وتزامنا مع محاربة الشاه بمحاربة إسرائیل کما واصل محاربة داعمها أي أمریکا ولایزال هذا المنهج مستمراً حتی الآن.

کان الإمام یعلم أنه إذا تعرضت قضیة فلسطین للنسيان والتجاهل، فإنهم (الأعداء) يتقدمون شیئاً فشیئاً وتصاب البلاد الإسلامیة الأخری بذلک الداء المعدي.

کيف استطاع الإمام الخميني أن يدير ثورته في ظل وجوده في فرنسا وهي من الدول الحليفة لأميرکا ولنظام الشاه؟

کان هذا أيضاً جزءاً من معجزات الثورة الإسلامیة وکان هاما جداً بحیث یمکن أن نقول إنه یشبه المعجزة. نحن نعتقد بأن الإمام کان مؤیداً من جانب الله. هذا اعتقادنا. لکن ومن الناحية السیاسیة، لمن يملك هذه الشجاعة حتی یذهب ویرفع علم معارضته مع استبداد الشاه واستعمار الغرب في عقر داره، ویخاطر بنفسه وذلک یعني الإقامة في باریس ویرفع علم المعارضة في قلب العدو. کان الإمام وحیداً في قلب العدو بوصفه رجل دین وبکسوة رجال الدین وبلا سلاح، ویدل هذا کله علی إیمانه واستعداده للتضحیة بنفسه عند الحاجة. إذا أردنا معالجة هذا الأمر من الجانب المادي، اتخذ الإمام قراره حيث جعل ساسة الغرب يضطرون باتخاذ نفس القرار الذی یبتغیه الإمام وذلك خلال اجتماع لهم (الرؤساء الغربیون) في غوادلوب.

کيف تعيشون وصايا الإمام الخميني؟ يعني الدکتور علي أکبر ولايتي کيف يعيش وصايا الإمام الخميني في حياته السياسية إلی جانب الولي الفقيه الإمام الخامنئي؟

قال الإمام الخميني: عندي ترعرع السيد الخامنئي ونشأ يعني هو نما تحت رعايتي وتعليماتي، وإن هذه العبارة مصطلح باللغة الفارسية يعني متأثراً بمنهجي التعليمي، وأعرب الإمام بهذه العبارة عن معرفته العميقة بالنسبة للسيد الخامنئي ومازال الإمام يتصرف حيث يريد أن يحفظ السيد الخامنئي لفترة كهذه الفترة، بالتالي ونظراً لعدم التباس الأمور للناس في المستقبل قال الإمام في اجتماع رؤساء البلد والمسؤولين لما سئل عنه: من الذي سيتولى الأمور بعدكم أجاب: السيد الخامنئي نفسه حيث صدّق جميع الحاضرين في ذلك الاجتماع على كلام الإمام ولم يكن ذلك مجرد وصية الإمام بل أجرى مجلس صيانة الدستور اقتراعين على انتخابه وفي كلتا الحالتين فاز السيد الخامنئي بأغلبية ساحقة.

أخيراً.. في ذکری ارتحال الإمام الخميني ماذا يقول الدکتور علي أکبر ولايتي لروح الله الخميني بعد مرور أکثر من ثلاثين عاماً علی ارتحاله؟!

علينا أن نقول للإمام إن وصيه الصالح سماحة السيد أية الله خامنئي يواصل طريقه وأن الطريق وعر أكثر من السابق وكلما مرّ الزمن يصبح الصمود والمقاومة أقوى بالنسبة للتنمية على الصعيدين الإقليمي والدولي وذلك نظراً لزيادة قدرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي أذعن الجميع من الصديق أو العدو بأنها تحولت إلى أول قدرة إقليمية وكذلك واحدة من أصحاب النفوذ ضمن القوى الدولية، من جهة أخرى يمكن القول إن وصي الإمام أية الله خامئني حافظ على إنجازاته وتراثه بأحسن صورة مواصلاً نفس الطريق بقوة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى