لبنان

سماحة السيد نصرالله يتحدت عن إنجازات الثورة الإيرانية في الذكرى الأربعين لانتصارها

لفت الأمين العام لـ”حزب الله”سماحة ​السيد حسن نصرالله​ في كلمة له في ذكرى انتصار الثورة ال​إيران​ية إلى “أننا نتوجه بالتحية والإكبار والسلام إلى روح الإمام السيد الخميني، صانع هذا الانتصار والقائد التاريخي لهذه الثورة لهذا الانجاز، وإلى أرواح الشهداء من الذين ثاروا معه وصمدوا معه، واستشهدوا أيام الثورة قبل الانتصار وبعد الانتصار ونهنئ الإمام ​علي خامنئي​، وإلى المسؤوليين ال​إيران​يين وإلى شعب إيران ونبارك لهم عيدهم وانتصارهم الذي كان انتصاراً للإسلام وللأمة ولكل معذبي ومظلومي هذا العالم”.

وأشار إلى “أنني أعطي الأولوية لطبيعة المناسبة، وهي من الفرص القليلة التي قد يتاح لي فرصة بعض الحديث التفصيلي فيما يعني ​الثورة الإسلامية​، لا لنتحدث عن تاريخ بل لنصل إلى الواقع الحالي الذي تمثل فيه إيران في موقعها بالمنطقة من أكبر العناوين للأحداث والتطورات، وتصنف الدول الأولى الاكثر تأثيراً في أحداث المنطقة، كما تم تصنيفها كدولة من بين 13 دولة مؤثرة في أحداث العالم، وحلت في المرتبة التاسعة”، لافتاً إلى “أننا نتحدث عن إيران والثورة، وعن منطقتنا ومستقبلنا في المنطقة وعن حقيقة المعركة الكبرى الدائرة في المنطقة”.

كما أفاد السيد نصر الله بأنه “للتذكير، كان يحكم إيران قبل الثورة نظام ملكي شاه شاهي، وكان شاه إيران يسمي نفسه ملك الملوك، والشاه محمد رضا بهلوي حكم إيران حكما ديكتاتورياً مستبداً لإبعادها عن الدين والاسلام وعن تاريخها وتراثها وجعلها دولة تابعة للولايت المتحدة، تنهب نفطها وتسيطر عليها وتديرها وكان هناك 60 ألف مستشار أميركي يديرون إيران، وكان خادماً للسياسات الأميركية في المنطقة، إضافة لكونه شرطي الخليج، ضمن علاقات استراتيجية كاملة مع ​إسرائيل​ وصولاً إلى تزويدها بالنفط مجاناً”، مشيراً إلى أنه “في بداية الستينات خرج الخميني، الفقيه الكبير، قائد استثنائي وشخصية مميزة وشجاعة، قلب لا يعرف الخوف وعزيمة لا تعرف الوهن، الإمام الخميني كان يواكب ويخطط في ظل المرجعية السابقة السيد بروجردي، وكان يتابع الأحداث ويحضر للثورة ويحضر الطلاب وأنصاره ومشروعه ولم يتحرك ضمن ردة فعل، ووقت التحرك في وجه الشاه عندما كان ذاهباً لإقرار مشاريع تهدد اقتصاد إيران وسيؤدي للمزيد من العلاقة والتبعية لأميركا وإسرائيل”.
وأضاف السيد نصرالله: “هذه الثورة التي نحتفل اليوم بذكرى انتصارها بدأت برجل واحد، والتف حوله عدد من مراجع الدين والعلماء وطلاب الحوزة العلمية وشرائح واسعة من الشعب الإيراني، بدأت الثورة، في ميزة هذه الثورة وفي مضمونها قام لله وفي سبيل الله وبحسب الحسابات المادية والواقعية الطبيعية أن الإمام ذاهب إلى السجن أو النفي أو القتل، لكنه لم يعمل حساباً والثورة كانت لله وفي سبيل الله وطلباً للقرب من الله، ولم يكن يفكر بشيء من حسابات الدنيا ومال الدنيا وجاه الدنيا وطوال سنوات هذه الثورة تحملوا فيها العذاب والقتل والجازر والسجون والنفي والتهجير والقتل تحت التعذيب لكنهم لم يتراجعوا، والإمام في ثورته تحدث عن البعد العقائدي والديني والإسلامي والسياسي والاستراتيجي والتبعية ل​أميركا​ وعلاقة الشاه بإسرائيل و​القضية الفلسطينية​، وعن الزراعة التي دمرها الشاه والقاضي الفاسد والإنفاق والهدر الذي لا مثيل له، عن الجوع والحرمان، تدمير الصناعة والتخلف والأمية والمرض والفقر والجوع”.
وتابع: “يمكن توصيف هذه الثورة بأنه ثورة إسلامية وقرآنية وإيمانية، وثورة إيرانية وطنية شعبية، وثورة شعب وليست انقلاباً.عسكرياً الشعب كله شارك بالثورة التغيرية الاقتصادية، ثورة المحرومين والحفاة ومنهوبي الخيرات والمعذبين والمستضعفين، ويمكن أن تجمع لهذه الثورة كل الصفات وتجمعت فيها كل الأبعاد”، مشيراً إلى أن “الأهم هو الثبات والصبر والتحمل، كان الوعد الإلاهي للمعذبين والمظلومين، الرافضين للعبودية والإحتلال، هؤلاء الصابرون الله وعدهم بالنصر ونصرهم في 11 شباط 1979″.
كما ذكر السيد نصرالله بـ”انجازات الثورة وهي اسقاط نظام الشاه، إخراج أميركا من إيران بمستشاريها وشركاتها ومفسديها، إخراج إسرائيل من إيران وقطع العلاقات معها، الحصول على الاستقلال الحقيقي وهو كان العنوان الأول لهذه الثورة، وبعد 40 عاماً لا زالت تحافظ عليه واليوم إيران من أوائل الدول المستقلة في المنطقة، وهي من الدول القليلة المستقلة حقاً في العالم”.
وأكد الأمين العالم لحزب الله أن “إيران هي الدولة المستقلة اللاشرقية واللاغربية ولا شمالية ولا جنوبية، إرادتها وطنية، هذا أعظم إنجاز تحققه إيران، الحفاظ على نفسها بكل ما فيها، لا دمرت مصافي النفط ولا آباره ولم تنهب مؤسسات الدولة ولا ​البنك المركزي​ ولا هدمت الكنائس ولا عوقبت الأقليات الدينة ولا مسوا بشيء مما تملكه إيران، حافظوا على كل شيء على أنه ملك الأمة وملك الناس ويجوز التصرف به، الحفاظ على الوحدة الوطنية بالرغم من كل الجهود الاميركية والغربية والبريطانية على تحريك القوميات العربية أو الكردية، حافظوا على الوحدة الوطنية، الصمود في وجه كل المؤامرات وفي وجه كل محاولات الانتقام من فتن وقتل لكبار العلماء والوزراء والنواب وأئمة الجمعة، لكن الثورة صمدت وتجاوزت الصعوبات، وبدأت في بناء النظام الجديد الذي وعد به الإمام على قاعدة السيادة الشعبية”.
ولفت إلى أن “الشعب الذي يعبر عن سيادته بأشكال متنوعة منها الانتخابات والأستفتاء، فبدأوا بإقامة النظام الجديد على قاعدة السيادة الشعبية، الامام طالب بإستفتاء شعبي وشارك به الشعب الايراني بأغلبية ساحقة وتم التصويت للجمهورية الإٍسلامية ثم وضع الدستور وتم عرضه على إستفتاء شعبي وما زالت هذه السيادة العشبية حتى الان وما يزيد على 40 انتخاب، 12 انتخابات رئاسية، استفتاءات متعددة وانتخابات بلدية، لم تتوقف الانتخابات في ايران يوما من الايام حتى عندما صدام كان يقصفها، لم يمددوا لرئيس الجمهورية أو ​مجلس النواب​، الانتخابات في موعدها والتزام بالسيادة الشعبية وفرضت عليهم الحرب وصمدت ايران في الحرب وهذا الصمود لـ8 سنوات ضمن حرب كونية بقيادة أميركا والإتحاد السوفيتي ودول الخليج مع صدام والدول العربية بإستثناء سويا كانت مع صدام، وأعطي كل شيء حتى السلاح النووي وايران منعت من كل شيء، لكنها قاتلت برجالها ونسائها وصمدت وانتصرت واسقطت المؤامرة، ثم بدأت عملية الإعمار وتثبيت الاستقرار وقواعد الدولة وصولا الى التطور في الموقع الإقليمي، وهي لم تتخلى عن مسؤوليتها بإتجاه المنطقة ولا فلسطين ولا لبنان ولا سوريا ولا أفغانستان”.
واعتبر أن “الثورة بانتصارها أحيت الدين وأعادت الناس إلى الدين وليس فقط إللإ الاسلام.

قدرة الإسلام على استنهاض الشعوب، إحياء ثقة الشعوب بنفسها وبربها وبمعادلاتها الإيمانية وقدرته على صنع الانتصار، من أعظم الانجازات الوقوف في وجه الهيمنة الاميركية بجد”، مشيراً إلى أن “الوقوف في وجه المشروع الصهيوني الذي وقع كامب ديفيد وخروج مصر من الجبهة العربية، فأعاد الانتصار التوازن لمنطقتنا ولم يشهد واقع المسلمين بمذاهبهم تقارباً وتعاوناً على مدى التاريخ كما حصل بعد انتصار الثورة، اللقاء على الأهداف المشتركة، دعم حركات المقاومة والشعب الفلسيطيني ودعم محور المقاومة ودول المقاومة”.
وتابع السيد نصرالله: “وصولا إلى مواجهة فتنة الإرهاب والتكفير، أميركا بإعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب صنعت تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق، الشعب العراقي والحكومة تحملت المسؤولية ولكن الظروف كانت صعبة جداً وسقطت المحافظات، تدخل أميركا السريع بجنرالاتها وضباطها وعلى رأٍسهم قاسم سليماني وبسلاحها ومدافعها، تصورا لو لم تكن إيران موجودة ولو كان الحاكم على شاكلة بهلوي وأيضاً في سوريا ومساندتها، ونحن قاتلنا لسنوات في سوريا والدعم كان من إيران تصورا لو أن الموجود في إيران من جماعة أميركا، أين كانت المنطقة ستكون؟”.
وأشار إلى أن “ما يجري من 40 سنة إلى الآن يجب توصيف بطريقة صحيحة، اليوم أغلب وسائل اعلام تقدم صورة سوداء عن إيران وتسكت عن أبشع الأنظمة والحكام الذين ينهبون شعوبهم والبعض يقول أن ما يجري في المنطقة حرب إسرائيلية إيرانية وهذا غير صحيح، أو صراع سعودي إيراني وهذا غير صحيح وإسرائيل صراعها مع المنطقة والشعب الفلسطيني والشعوب العربية قبل انتصار الثورة الإسلامية منذ ما قبل 1948 وهذا ليس صراع سعودي إيراني وتوصيفه الدقيق حرب إميركية على الجمهورية الإسلامية في إيران والسعودية أداة في هذه الحرب، وبعض دول اخليج أدوات في هذه الحرب”.
وقال: “الذين يحاربون إيران بالاعلام وال​سياسة​ والعقوبات والتخريب والتكفير ينفذون مشروع أميركي فقط وولي العهد السعودي محمد بن سلمان اعترف أن أميركا طلبت من السعودية أن تنشر الوهابية في العالم واليوم لدينا نموذج إيران ونموذج آخر”، متسائلا: “لماذا هناك إصرار على قول تنظيم الدولة الاسلامية ونحن نقول “داعش”، لماذا الإصرار على هذه التسمية؟”.
وأشار إلى أنه “طُلب من السعودية ترويج ثقافة الدولة الاسلامية التابعة لداعش، السعودية وغيرها أدوات في الحرب الأميركية، لماذا أميركا مصرة على حرب إيران؟ ذلك لسببين، الأول أن إيران دولة مستقلة سيدة صاحبة قرارها وتملك نفطها وغازها وحديدها وكل معادنها وثروتها البشرية والمادية ولا تخضع للأميركي وتعمل لمصلحة شعبها، وأميركا لا تتحمل ذلك، هل أميركا في فنزويلا من أجل الديمقراطية أو من أجل أكبر احتياطات النفط؟ أما السبب الثاني هو موقع إيران الإقليمي ووقوفها إلى جانب المظلومين وموقفها في موضوع القدس والمقدسات، قد يتخلى كل العالم عن فلسطين لكن إيران لن تتخلى عن القدس والمقدسات وإيران تدعم “حزب الله” وحماس والجهاد الاسلامي وتدخلت في سوريا والعراق لذلك أميركا تضغط عليها”.
وأكد سماحة السيد أن “هذه الحرب على إيران ستستمر حتى تتراجع أميركا كما انهزمت منذ الـ1979 إلى اليوم وستبقى إيران تدعم شعوب وحركات المنطقة وهذا ينطلق من إيمانها الديني وعمقها الأخلاقي وحضارتها وتاريخها ونحن نرى أن الصراع في المنطقة سيبقى قائماً وقد يأخذ أشكالاً مختلفة، لكن إيران أٌو أي دولة في المنطقة ومحور المقاومة اليوم أقوى من أي زمن مضى رغم ما جرى، وأميركا إلى مزيد من الانسحاب من المنطقة وإسرائيل إلى مزيد من الخوف”.
وشدد سماحة السيد على أن “إمكانية قيام إسرائيل بحرب على إيران انتهى منذ زمن، وإيران قوية في إيران وفي المنطقة وعندما تشن عليها الحرب لن تكون لوحدها لأن مصير منطقتنا مرتبطاً بوجود هذا النظام الإسلامي والحرب الأميركية على إيران ليست نزهة وليس أمامهم إلا العقوبات”.
وأكد أن “إيران جاهزة لان تعطي وتقدم مما لديها من نفط وكهرباء وصناعات وغيرها”، ملفتاً إلى أن “إيران لديها حل للكهرباء في لبنان بطريقة أسهل من “شم الهوا”، متسائلاً “هل تجرؤ الحكومة اللبنانية على القبول بالعروضات الإيرانية؟ لماذا لبنان يبقى خائفاً وقلقاً في الموضوع العسكري لو اسقطنا طائرة إسرائيلية في السماء اللبنانية ألن تقوم قيامة الناس” أن “حزب الله” يجر لبنان إلى الحرب، كماأكد نصر الله “أنا صديق لإيران ومستعد أن أجلب دفاع جوي إلى الجيش اللبناني لمواجهة إسرائيل”.
وقال السيد نصرالله: ” نحن جماعة ولاية الفقيه هذه مفخرة لنا وأنا الولي الفقيه لم يطلب مني شيءذ يوماً، ولا من “حزب الله” ونحن حزب لبناني وإيران صنعت منا شريكاً لها في المنطقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى