لبنان

بين التنديد و الشكر.. ردود الأفعال اللبنانية حول اعتذار مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة

وسط أجواء صعبة ومخاوف من دخول لبنان في نفق مظلم، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف مصطفى أديب في كلمة له من قصر بعبدا صباح اليوم السبت، اعتذاره عن متابعة مهمة تشكيل الحكومة، وفق ما ذكر موقع «النشرة» الإلكتروني.

وتوجه أديب بالاعتذار من الشعب اللبناني، مؤكداً أن «مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يجب أن تستمر لأنها تعبر عن نية صادقة من فرنسا».

ولفت أديب إلى أنه «مع وصول المجهود إلى مراحله الأخيرة تبين لي أن التوافق لم يعد قائماً»، مشيراً إلى أنه «سبق وأعلنت للكتل أنني لست في صدد الولوج في أي شأن سياسي وأبلغت الكتل أنني لست في صدد طرح أسماء تشكل استفزازاً لها».

في الأثناء أعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية اللبنانية، أن «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استقبل في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، الذي عرض عليه الصعوبات والمعوقات التي واجهته في عملية تشكيل الحكومة، ثم قدّم له كتاب اعتذاره عن عدم تشكيلها».

وأوضحت المديرية، أن رئيس الجمهورية شكر أديب على الجهود التي بذلها وأبلغه قبول الاعتذار، لافتة إلى أن رئيس الجمهورية سيتخذ الإجراءات المناسبة وفقاً لمقتضيات الدستور.

وفي وقت لاحق أعلن عون في تصريح له، حسب «النشرة»، أن «المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا تزال مستمرة وتلقى مني كل الدعم وفق الأسس التي أعلنها الرئيس الفرنسي».

من جهته أشار المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى أنه «لا أحد متمسك بالمبادرة الفرنسية بقدر تمسكنا بها ولكن هناك من أغرقها فيما يخالف كل الأصول المتبعة».

ورأى المكتب الإعلامي أن «المبادرة الفرنسية روحها وجوهرها الإصلاحات، والحكومة هي الآلة التي عليها أن تنفذ هذه الإصلاحات بعد إقرارها، وأعتقد أن كل الكتل مع هذه الإصلاحات والمجلس النيابي أكثر المتحفزين لإقرار ما يجب، ونحن على موقفنا بالتمسك بالمبادرة الفرنسية وفقاً لمضمونها».

من جانبه، علق رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في بيان على اعتذار أديب، وقال: إنه «مرة جديدة، يقدم أهل السياسة في لبنان لأصدقائنا في العالم نموذجاً صارخاً عن الفشل في إدارة الشأن العام ومقاربة المصلحة الوطنية».

وفي السياق، أفادت مصادر متابعة لعملية تأليف الحكومة، بأنه ستتم الدعوة إلى استشارات نيابية لتكليف رئيس جديد بتشكيل الحكومة ولكن لم يحدد موعدها بعد.

وتوالت ردود الأفعال على اعتذار رداً منه على إعلان الرئيس المكلف مصطفى أديب اعتذاره عن تشكيل الحكومة

?أصدر الرئيس سعد الحريري بياناً، جاء فيه: “مرة جديدة، يقدم اهل السياسة في لبنان لاصدقائنا في العالم نموذجاً صارخاً عن الفشل في ادارة الشأن العام ومقاربة المصلحة الوطنية.

اللبنانيون يضعون اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب عن مواصلة تشكيل الحكومة اليوم، في خانة المعرقلين الذي لم تعد هناك حاجة لتسميتهم، وقد كشفوا عن انفسهم في الداخل والخارج ولكل من هب من الاشقاء والاصدقاء لنجدة لبنان بعد الكارثة التي حلت ببيروت.

نقول الى اولئك الذين يصفقون اليوم لسقوط مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، انكم ستعضون اصابعكم ندماً لخسارة صديق من انبل الاصدقاء ولهدر فرصة استثنائية سيكون من الصعب ان تتكرر لوقف الانهيار الاقتصادي ووضع البلاد على سكة الاصلاح المطلوب.

مبادرة ماكرون لم تسقط، لان الذي سقط هو النهج الذي يقود لبنان واللبنانيين الى الخراب، ولن تنفع بعد ذلك اساليب تقاذف الاتهامات ورمي المسؤولية على الآخرين ووضع مكون رئيسي لبناني في مواجهة كل المكونات الاخرى.

لقد كان لنا شرف التنازل من اجل لبنان وفتح ثغرة في الجدار المسدود، لمنع السقوط في المجهول والاستثمار المسؤول في المبادرة الفرنسية، غير ان الاصرار على ابقاء لبنان رهينة اجندات خارجية بات امراً يفوق طاقتنا على تدوير الزوايا وتقديم التضحيات.

وهذه مناسبة لاتوجه بالتحية الى الرئيس ماكرون، الذي بذل جهوداً غير مسبوقة لجمع القيادات على كلمة سواء، مؤكداً له ان زيارتيه الى بيروت، والتزامكم دعم لبنان واعادة اعمار العاصمة ووقوفكم الى جانب المنكوبين واهالي الشهداء، ستبقى عنواناً للصداقة الحقيقية ولعمق العلاقات بين الشعبين اللبناني والفرنسي ، مهما عصفت بلبنان رياح التخلي عن المسؤوليات الوطنية.

كما اتوجه بالتحية الى الرئيس مصطفى اديب، الذي تحمل مسؤولياته بكل جدارة والتزم حدود الدستور والمصلحة الوطنية حتى اللحظة الاخيرة.

?رد فعل جعجع على قرار أديب بشأن الاعتذار عن تشكيل الحكومة..

أصدر رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، بياناً علق فيه على الاعتذار وجاء في البيان:
إن اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب، أكد المؤكد بأنه لا يمكن التفكير بأي إنقاذ إلا بحكومة مستقلة فعلاً، وأن تسمية الوزراء من قبل فرقاء المجموعة الحاكمة الحالية قد أثبت فشله وأدى بالبلاد إلى ما أدى إليه

كما أضاف لا يمكن التفكير من الآن فصاعدا بتشكيل أي حكومة إلا انطلاقاً من الأسس التي اعتذر الرئيس أديب بسببها ، وختم قائلاً التهاني الحارة للرئيس أديب، ولو لم نكن قد سميناه، لأنه أول مسؤول لبناني يستقيل عندما لا يتمكن من أن يترجم قناعاته..:

?غرد الوزير السابق اللواء اشرف ريفي على “تويتر”: “مصطفى أديب الذي صارع مافيا السلاح والفساد لشهر، خرج مرفوع الرأس ولم يشارك في خداع اللبنانيين تحت عنوان حكومة تجريب المجرب. شاهد على مأساة لبنان بهذه المنظومة ومؤسس لنهج كرامة ومؤسسات. كل التحية لك يا ابن طرابلس البار ويا إبن هذا الوطن الذي يشبهك وأمثالك.
أديب أعطى المثال أن لبنان غني بالقامات والخامات. الويل الويل لكل من يسهم في التساهل واستمرار منظومة السلاح والفساد. لا سقف بعد اليوم في لبنان تحت السقف الذي تشبث به مصطفى أديب”.
?وصدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ما يلي: “لا أحد متمسك بالمبادرة الفرنسية بقدر تمسكنا بها، ولكن هناك من أغرقها في ما يخالف كل الأصول المتبعة.
المبادرة الفرنسية روحها وجوهرها الإصلاحات، والحكومة هي الآلة التي عليها أن تنفذ هذه الإصلاحات بعد إقرارها.
وأعتقد أن كل الكتل مع هذه الإصلاحات والمجلس النيابي أكثر المتحفزين لإقرار ما يجب، ونحن على موقفنا بالتمسك بالمبادرة الفرنسية وفقا لمضمونها”.

 ?ميقاتي والسنيورة وسلام: من المؤسف أن يصار إلى الالتفاف على الفرصة التي أتيحت للبنان وعلى الجميع أن يدرك مخاطر الانهيار

أسف رؤساء الحكومة السابقون نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام، في بيان، “أن يصار إلى الالتفاف على الفرصة التي أتيحت للبنان”، مؤكدين وقوفهم “إلى جانب الدكتور مصطفى أديب في اعتذاره عن الاستمرار في مهمته التي جرى الإطاحة بها”، وآملين “أن يصغي الجميع للضرورات والاحتياجات الوطنية، وأن يدركوا مخاطر التصدع والانهيار بدون حكومة قادرة وفاعلة وغير حزبية”.

وجاء في البيان: “مع تكليف الدكتور مصطفى اديب تشكيل الحكومة الجديدة، لاحت فرصة انقاذ لبنان بتأليف حكومة تبدأ بالعمل على استعادة الثقة ووقف الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي الحاصل.

هذا التكليف جاء استجابة لمطالبة شعبية عارمة وساخطة من أجل استعادة الاعتبار والاحترام لأحكام الدستور، وللمطالبة بتأليف حكومة انقاذ مصغرة، من الوزراء أصحاب الاختصاص والكفاءة المصممين على تنفيذ خطة تستهدف إنقاذ البلاد من الأزمات العميقة والمستفحلة.

كذلك جاء هذا التكليف بالمواكبة مع المبادرة الكريمة من الدولة الفرنسية الصديقة ممثلة بالرئيس ايمانويل ماكرون الذي زار لبنان مرتين متتاليتين خلال أسابيع قليلة: الأولى بعد زلزال التفجير الخطير والمريب في مرفأ بيروت، والثانية من أجل حث المسؤولين اللبنانيين على تبني مبادرته الانقاذية ووضعها موضع التنفيذ.

ولقد أبدى المشاركون في تلك المشاورات التي أجراها الرئيس ماكرون وكذلك في المشاورات التي جرت بعدها الاستعداد الكلي للتعاون والتسهيل من أجل إنجاز ذلك المسعى الانقاذي في مهلة أسبوعين، وبالتالي فقد جهد الرئيس المكلف في الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ مصغرة من غير المنتمين للأحزاب السياسية، وعلى أساس احترام مبدأ المداورة في جميع الحقائب، بما يتيح للبنان فرصة وطنية للالتزام بتطبيق الدستور ولتحقيق الإصلاح والنهوض بلبنان واقتصاده. ذلك الجهد اصطدم بشتى أنواع العرقلة الداخلية والخارجية.

إنه من المؤسف أن يصار إلى الالتفاف على هذه الفرصة التي اتيحت للبنان ومن ثم الى إجهاض جميع تلك الجهود، وسيما أنه قد أصبح واضحا أن الأطراف المسيطرة على السلطة لا تزال في حالة إنكار شديد ورفض لإدراك حجم المخاطر الرهيبة التي أصبح يتعرض لها لبنان. وبالتالي هي امتنعت عن تسهيل مهمة، ومساعي الرئيس المكلف مما أدى إلى إفشالها.

إن رؤساء الحكومة السابقين الذين اقترحوا تسمية الدكتور مصطفى أديب، لما يتمتع به من كفاية ومناقبية وطنية، وبعد أن تبنت معظم الكتل النيابية تكليفه، وبعد أن التزم الدكتور أديب بتلك القواعد لتأليف الحكومة، فإننا نؤكد وقوفنا إلى جانبه في اعتذاره عن الاستمرار في مهمته التي جرى الإطاحة بها.

إن رؤساء الحكومة السابقين، الحريصين على الوحدة الوطنية، لم يتوانوا عن الإسهام في إيجاد مخرج من هذه الأزمة الخطيرة التي أفضت إليها سياسة التحكم والاستعصاء، وبالتالي فإن تخلف البعض عن ذلك فهذه مسؤوليتهم. ولا يزال رؤساء الحكومة السابقون يأملون أن يصغي الجميع للضرورات والاحتياجات الوطنية، وأن يدركوا مخاطر التصدع والانهيار بدون حكومة قادرة وفاعلة وغير حزبية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى