لبنان

حزب الله .. ما بعد باخرة النصر !

 

لا بد من الاعتراف بأن “السيد” في “العاشر” باعلانه جملة مواقف، كان في طليعتها الاعلان عن انطلاق باخرة النصر المحملة بالمحروقات، المرسلة من القيادة والشعب الايراني، الى مجمل الشعب اللبناني، كانت “ضربة معلم” بكل المعاني السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية والانسانية.

لو وصلت الباخرة لسجل حزب الله خرقا فاقعا للحصارين المطبقين المفروضين على كل من ايران ولبنان، ولو ضربت ولن تضرب، استعاد كل العطف الذي خسر جزأ منه، بفعل التحريض والبث الاعلامي والتمويل الخارجي المفبرك،

ولو منعت للعن الشعب اللبناني بكل أطيافه ومشاربه، مانعها، الى قيام الساعة، نظرا لحاجته الماسة التي اصبحت مادة ضغط وازلال له في طوابير أرادها الخارج لنا لتحقق أهداف دخلية عجزت عن تحقيقها مدافعه، وطيرانه، ودواعشه.

لا شك الحزب كان يستبعد الوصول الى هذه المرحلة، لانشغاله بملفات ذات اولوية ميدانية وعسكرية، لكن الظروف حكمت عليه، مد يد العون الى الشعب وعموم الجمهور اللبناني، للحد من مسلسل الذل والتجويع المراد له،

لمرسى الباخرة حساباتها، بعد وصولها الى البحر الأبيض المتوسط، وهذا رهن التطورات السياسية والعسكرية بين بانياس والزهراني قضية لوجستية، سترهق الحزب الى حين، للتأكد من وصول المادة كما يجب الى محتاجيها حسب الأولويات والحاجة، دون تفريق او تمييز بين منطقة أو طائفة أو حزب، وللسهر لعدم وقوع المادة من جديد بيد زعران الاحتكار والسرقة وتجار الأزمات وأرباب الفساد المعشش أصلا في عروق ما تبقى من شبه دولة منتهية الصلاحية مع وقف التنفيذ.

بعد الارتدادات المباشرة، بدء من الارباك في الداخل الاسرائيلي، الذي يقف عاجزا عن تقبل الفكرة وعن المبادر باتجاه منعها، لعلمه بأن قرار الرد على أي حماقة يرتكبها قد اتخذ قبل انطلاق الباخرة وقبل اعلانها على لسان السيد “أرضا لبنانية”

والارباك الأميركي الذي ظهر جليا بالاخفاق الديبلوماسي على لسان السفيرة في بيروت معلنة استعداد بلادها استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن عبر سوريا المقيد أصلا بقانون قيصر أمريكي الصنع،

وعن الارباك الداخلي حدث بلا حرج، بين الممتعض بصمت، والمعترض بفجور ضاربا بعرض الحائط حاجة وأولوية الوقوف الى جانب الشعب اللبناني على حساب ارتهانه لمشاريع وارادات السفارات.

ولا بد في هذا المضمار من تحية للزحلاوي المشاكس، القيصري المعلوفي الذي اختار الوقوف الى جانب الشعب والحق بدلا من الارتهان الحزبي الأعمى المرتهن بدوره للمصالح الخارجية التي لا تمت الى المصلحة الوطنية بصلة.

وأخيرا، حزب الله الذي انتصر بشق البحار، أصبحت الباخرة التي شغلت العالم ولا زالت، أصبح خلفه، وهو ينظر الى ما بعد الباخرة، ولن يتراجع عن الوقوف الى جانب المجتمع الذي وقف دائما الى جانبه في كل الحروب التي خاضها، ولا زال، وأعني به كل الشعب اللبناني، على الرغم من تنوعه الطائفي والسياسي، واستعدوا لمفاجآت مقبلة، من الدواء والغذاء، ومعامل الانتاج، وكل ما يلزم للشعب اللبناني الذي اريد له المقايضة بين موقفه وكرامته، وهو الذي عهد توزيع الكرامة والعزة على شعوب ودول المنطقة والعالم.

مدير مركز مرايا للدراسات الاستراتيجية

الياس المر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى