لبنان

السيد نصرالله: ندعم ترشيح الوزير فرنجية لرئاسة الجمهورية

احتفال تكريمي نظمه حزب الله بمناسبة يوم الجريح 

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعم حزب الله ترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

كلام السيد نصرالله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي نظمه حزب الله بمناسبة يوم الجريح، وتكريمًا للأسرى والمحررين، في مدرسة الإمام المهدي – شاهد في بيروت، وبالتزامن في مدن بعلبك – الهرمل – بنت جبيل – النبطية ودير قانون النهر.

السيد نصرالله استهلّ كلمته قائلًا: “أبارك لكم هذه المناسبات العطرة والجميلة في شهر شعبان الكريم والمبارك شهر رسول الله (ص)، بين أيدينا العديد من المناسبات، ومنها المناسبة التي نجتمع من أجلها تكريمًا لجرحانا وأسرانا المحررين”.

وقال: “يوم الجريح، كما هو معروف، اتخذناه يومَ ولادة أبي الفضل العباس (ع)، وهو القائد المخلص المضحي صاحب البصيرة والإيثار العظيم العاشق لسيد ومولاه أبي عبدالله الحسين (ع)، والذي قطعت يمينه، فواصل القتال، وقطعت يسراه وواصل القتال، فهو عنوان ورمز جرحانا”

وأضاف السيد نصرالله: “ويوم الأسير اتخذناه يومَ ولادة الإمام زين العابدين (ع) وهو الشامخ والصلب، بالرغم من السبي ومن مرضه وعِظَمِ المصائب التي شهدها وشاهدها في كربلاء، وبقي الموقف الصارخ الجريء البيِّن في وجه الطواغيت، وهو عنوان ورمز لأسرانا”.

وتوجه السيد نصرالله إلى الجرحى بالقول: “جرحانا منذ البداية حملوا دماءهم على أكفهم، وتحملوا أعباء القتال، وواجهوا كل المخاطر، وكانوا دائمًا في مواقع القتال والجهاد يتطلعون إلى إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة، وشاء الله أن يروا النصر بأعينهم شهداء أحياء، ليواجهوا امتحانًا من نوع آخر، يتطلب صبرًا ويقينًا”.

مضيفًا “إخواني الجرحى والجريحات، كل ما تعانونه من تبعات الجراح يُكتب لكم جهادًا في سبيل الله تعالى”.

وأضاف: “أقول للشعب اللبناني، إن جراح هؤلاء الجرحى يجب أن تكون رسالة واضحة وحجة. إن الإنجازات التي تحققت بفعل التضحيات لم تنتهِ تبعاتها وكذلك الأسرى الذين ترك فيهم الأسر أمراضًا وتبعات”. وخصّ السيد نصرالله بالذكر زوجات الجرحى معتبرًا “أنهن مجاهدات وعزيزات ولهن مقام عند الله تعالى”.

وتابع السيد نصرالله: “أسرانا الذين أسروا في ميادين القتال أو اعتقلوا بسبب علاقتهم مع المقاومة، يجب أن نتذكر عذاباتهم حيث تعرضوا لتعذيب وحشي على يد الصهاينة وعملائهم اللحديين، وعلينا أن نتذكر الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب في المعتقلات”.

وتابع: “العديد من هؤلاء الأسرى، عندما خرجوا من المعتقل عادوا إلى ساحات القتال، ومنهم مَن حصل على وسام الشهادة. ونذكر القائد الشهيد سمير القنطار والشهيد فوزي أيوب”.

وقال السيد نصرالله: “يجب أن نستحضر معاناة عائلات الأسرى الذين كانوا ينتظرون عودتهم، وعانوا لسنوات طويلة دون أي معلومات أو أخبار عنهم، وهذه من مظالم الأسرى في السجون، لا سيما في معتقل الخيام”.

واستحضر السيد نصرالله كذلك في “يوم الأسرى” “صدقية المقاومة التي قالت “نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون”، وأضاف “هناك مفقودو الأسرى، وهؤلاء لم ولن نتخلى عنهم على الإطلاق”.

وقال: “الشعب اللبناني أكثر شعب من بين شعوب العالم يدرك معاناة الشعب الفلسطيني”، مؤكدًا أنّ “كل ما يحصل في كيان العدو هو من مؤشرات النهاية لهذا الكيان”.

وقال السيد نصرالله: “العدو يعتقد أن تهديد الأسرى بإعدامهم سيخيفهم، وسيردعهم عن الإقدام على العمليات، ولكن قانون إعدام الأسرى سيزيد من إيمان وشجاعة وإقدام الشباب الفلسطيني على العمليات، وهذا الإجراء هو إجراء أحمق”.

مؤكدًا أننا “لا نحتاج إلى دليل وشاهد جديد على وحشية الصهاينة، عندما نتحدث عمَّا جرى في بلدة حوارة، وما يعانيه الشعب الفلسطيني في الضفة، ولكن للعالم نقول، هذه هي حقيقية المستوطنين والصهاينة”.

وقال السيد نصرالله: “هناك محاولات للعدو للتمدد أمتارًا، خارج الخط الأزرق على حدودنا الجنوبية، وقد رأينا مشاهد الناس العُزَّل الذين يقفون بوجه جيش ودبابات الاحتلال، دون أي خوف بجرأة وشجاعة”.

وتساءل: “هل كان يمكن ان يحصل ذلك لولا وجود معادلة ردع حقيقية في لبنان؟”.

وأضاف السيد نصرالله: اعتاد العدو الصهيوني على أن “يقتل ويقصف ويجرح دون رادع، ولكنه اليوم على مسافة قصيرة يواجه مدنيين وجنود الجيش اللبناني، ويهددونه بالانسحاب ويشهرون السلاح بوجهه، ومع ذلك لا يجرؤ على إطلاق النار، وكل ذلك بسبب المعادلة الرادعة وهي “الشعب والجيش والمقاومة”، هذه المعادلة تحمي اليوم حدودنا وأرضنا وبحرنا وستحمي آبار النفط لاحقًا، وهذه المعادلة صنعها شعبنا وجرحانا وأسرانا وشهداؤنا، وهذه القوة الرادعة لم يقف معها أحد إلا ايران وسورية”.

وذكّر السيد نصر الله بأنَّ “معادلة الردع في لبنان لم يقف إلى جانبها إلا الجمهورية الإسلامية في إيران وسورية، ولذلك تُحارَب هاتان الدولتان”.

وقال: “خلال حرب تموز، لو كان هناك أفق لمعركة العدو، ولو نجحت المعركة البرية لكان تدفق إلى جنوب لبنان ما بين 80 إلى 100 ألف جندي صهيوني”.

وقال السيد نصر الله: “قلنا عقب توقيع الترسيم بأننا لن نسمح للعدو باستخراج النفط، إذا مَنع لبنان من ذلك”.

وتابع: “في موضوع ترسيم الحدود البحرية والنفط والغاز، هناك ترسيم للحدود البحرية وحق للبنان في استخراج النفط والغاز، وهذه حدود الموضوع بالنسبة لنا”، مضيفًا: “نحن لا نبحث عن شيء اسمه رضا أميركي وأقول، إنه في أي موقف نتخذه أو عمل نقدم عليه عندما نشعر أن فيه رضا أميركيًّا نشكك في صحته”. وقال السيد نصرالله: “نحن لا نشعر بخيبة أمل أو ندم، وما حصل في موضوع ترسيم الحدود هو إنجاز تاريخي ومهم”.

وفي ملف الحدود قال السيد نصرالله: “لن نتخلى عن حبة تراب من أرضنا أو عن نقطة ماء من مياهنا، وكل هذا سيكون بسبب معادلة القوة التي نملكها”.

وتابع: “اليوم يريدون أن يسلبونا هذه القوة بالاغتيال وتشويه السمعة وتأليب الرأي العام العالمي علينا، وبالتجويع والدفع نحو الفوضى، ونحن لم ولن نستسلم ولدينا خياراتنا”. وتوجه السيد نصرالله إلى أعداء لبنان بالقول: “رهاناتكم خاسرة، وخياراتكم فاشلة، والشعوب في المنطقة باتت تمتلك من القوة والوعي ما يكفي لتعرف نقاط القوة لديها”.

وفي الملف الرئاسي قال السيد نصرالله: “نحن نريد جديًّا انتخاب رئيس للجمهورية، ولا نريد الفراغ، وبعد ذلك يُعاد تشكيل السلطة لاستقامة الأمور”، مضيفًا: “نحن ملتزمون بنصاب الثلثين في انتخاب الرئيس في الدورة الأولى والثانية”.

وأكد قائلًا: “لا نقبل أن يفرض الخارج على لبنان رئيسًا، ولا نقبل فيتووات خارجية على أي مرشح، أيًّا كان هذا المرشح، سواء ندعمه أو نرفضه، ونقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر”.

ولفت السيد نصرالله إلى أنّ “إيران وسورية لم ولن يتدخلا في الاستحقاق الرئاسي”. مؤكدًا أنّ: “قرارنا بإيدينا، نختار من نريد ونرشح من نريد، ولا ننتظر الخارج، ولا نراهن على أوضاع إقليمية أو تسويات في المنطقة، بل نعمل ليلًا نهارًا ليكون انتخاب الرئيس غدًا”.

وأكد أن: “لا علاقة للملف النووي الإيراني بأي شيء آخر في المنطقة، ومن ينتظر تسوية إيرانية أميركية، سينتظر 100 سنة، ومن ينتظر تسوية إيرانية سعودية سينتظر طويلًا. وحل موضوع اليمن هو في أيدي اليمنيين وقيادة أنصار الله”، قائلًا: “تعالوا لنعطي هذا الاستحقاق الرئاسي البعد الداخلي كاملًا”.

وقال السيد نصرالله: “في نقطة تعطيل النصاب، نحن في السابق اتهمنا بتعطيل النصاب، واليوم نسمع من قادة كتل نيابية ونخب سياسية بأنه في حال كان المرشح الرئاسي من محور الممانعة سنعطل الجلسة”.

وأضاف السيد نصر الله: “نقول لهم اليوم، هذا حقكم الطبيعي والدستوري، وقد قلنا ذلك سابقًا، وبالتالي لا مشكلة لدينا في ذلك، ولكن المفارقة أنَّ ما كان حرامًا في الماضي صار حلالًا الآن، بل واجبًا”.

ولفت السيد نصرالله إلى أنّه ليس لدى حزب الله “شيء اسمه مرشح حزب الله، ما لدينا نحن هو مرشح يدعمه حزب الله”، مشيرًا إلى أنّ: “الرئيس ميشال عون سابقًا، لم يكن مرشحًا لحزب الله، بل نحن دعمنا من هو مرشح طبيعي”، وأردف: “بدأنا حوارًا مع حلفائنا لدعم مرشح للرئاسة، ووصلنا إلى نتائج”.

وصرّح السيد نصرالله عن “جلسة انعقدت مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، أطلعتُه خلال على المواصفات التي يتوخَّاها حزب الله في الرئيس، وقد قلناها في الإعلام، وهي عدم طعن ظهر المقاومة، والشجاعة، والتواصل مع جميع الأطراف وغيرها، وقلت له، إن هذه المواصفات موجودة في حضرتك وحضرة رئيس تيار المردة، وبما أنك لا تريد الترشح، فإن مرشحنا الذي ندعمه هو النائب سليمان فرنجية؛ واتفقنا بعد النقاش مع النائب باسيل على أن للبحث صلة”.

وتابع السيد نصرالله: “في آخر لقاء حصل بين وفد قيادي من حزب الله مع وفد من التيار الوطني الحر اقترحنا تقديم لائحة من الأسماء، على أن يكون من ضمنها اسم سليمان فرنجية”.

وقال السيد نصرالله: “نحن عندما نتخلى عن الورقة البيضاء، ونكتب اسم مرشح على الورقة فهذا التزام جدي، فنحن لا نناور ولا نقطع وقتًا ولا نحرق أسماء مرشحينا؛ والمرشح الطبيعي الذي يدعمه حزب الله في الانتخابات الرئاسية، ونعتبر أن المواصفات التي نأخذها بعين الاعتبار موجودة في شخصه هو سليمان فرنجية”.

وعن ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر قال السيد نصرالله: “منذ توقيع التفاهم في 6 شباط 2006 نحن حريصون على هذا التفاهم ولا زلنا، ولكن هذا التفاهم لم يحولنا إلى حزب واحد، بل لا زلنا حزبين، وليس في التفاهم ما يلزم الآخر بضرورة الاتفاق على اسم رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس أو رئيس الحكومة”؛ مضيفًا: “تحالفنا وتفاهمنا لا يلزمهم بانتخاب رئيس مجلس النواب الذي نريد، وكذلك الأمر في الملف الرئاسي أو الحكومي”.

وتابع: “دعمنا لترشيح الرئيس ميشال عون في الانتخابات الرئاسية الماضية لم يكن بسبب بند موجود في تفاهم مار مخايل، وليس من لوازم التفاهم، ولذلك فإن دعمنا لترشيح الوزير سليمان فرنجية اليوم لا يعني التخلي عن التفاهم أو الانسحاب منه”.

وختم السيد نصر الله: “خلال الفترة الماضية، كان هناك بعض الملاحظات من قبل الطرفين، ولكن بعض قيادات التيار هاجموا حزب الله، بينما نحن احتفظنا بانتقاداتنا للجلسات الداخلية”؛ لافتًا إلى أنّ حزب الله أحرص الناس على هذا التفاهم، ونحن حريصون على هذا التفاهم وعلى الصداقة والعلاقة مع التيار الوطني الحر.

ولبنان أحوج ما يكون لتوسيع العلاقات، فلبنان بحاجة للتهدئة والحوار والتواصل، وإلا فعلينا التعايش مع الفراغ الرئاسي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى