سورية

إقامة “ملتقى رجال الأعمال السوري الإيراني” في سوريا..عزم على تجاوز العقبات في وجه تفعيل الآواصر الاقتصادية جدياً بين سوريا وإيران

غنوة السمرة |مرايا الدولية

ترسيخاً للعلاقات الاقتصادية والتجارية والصناعية بين سوريا وإيران، وفي خطوة ملفتة ومستحدثة نحو تفعيل الأواصر الاقتصادية بشكل جدي أقامت مؤسسة “الباشق” للتجارة والمعارض بالتعاون مع شركة “بارس رستاك” ملتقى رجال الأعمال السوري الإيراني الأول من نوعه وذلك برعاية وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية.
بدء الملتقى الذي ضم أكثر من ثلاثين رجل أعمال وشركة إيرانية متخصصة في مجالات متعددة في عملية البناء وإعادة الإعمار، بدء بالوقوف لحظة صمت على أرواح الشهداء تلاها عزف النشيدين الإيراني والسوري ومن ثم تم عرض فيديو أضاء على محطات من التعاون بين الجانبين الإيراني و السوري.
تلى ذلك كلمة لمدير عام مؤسسة الباشق تامر ياغي ألمح فيها أن العلاقات الاقتصادية بين سوريا وإيران لم ترق إلى مستوى العلاقات السياسية والعسكرية والأمنية حيث أن سوريا و إيران اقتصادياً ما زالا غريبين عن بعضهما، وهذه الخطوة جاءت بترتيبات مستعجلة وهي خطوة أولى في معرض إعادة الإعمار هذه السنة للوفد الإيراني موضحاً أن الخطة هي ثلاث ورشات عمل وهذا الملتقى هو الورشة الأولى.
تبع ذلك كلمة وزارة الاقتصاد والوزارة الخارجية ممثلة بمعاون وزارة الاقتصاد ووزارة الخارجية الأستاذة رانيا أحمد أملت فيها أن نصل إلى مرحلة استبدال الجمل التي نرددها دوماً حول ضرورة الارتقاء بعلاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى جمل أخرى تؤكد أن العلاقات الاقتصادية السورية الإيراني هي بحق متميزة وقد وصلت إلى مستوى العلاقات السياسية.
من ثم قدم مدير هيئة الاستثمار مدين دياب عرضاً للميزات التي تجعل سوريا موقع جاذب للاستثمار منها، كما بيَن دياب التسهيلات أمام المشاريع بدءاً من الفكرة حتى تنفيذ المشروع الاستثماري، وختم كلمة الاجتماع سعادة السفير الإيراني السيد الدكتور” جواد تركآبادي”


بعد ذلك بدأت مداخلات رجال الأعمال والشركات المشاركة من الجانبين الإيراني والسوري تم فيها طرح الأسئلة وتبادل الآراء حول كيفية التفعيل الجدي للتبادل الاقتصادي بين البلدين وعند الانتهاء تم الانتقال إلى اجتماع B2B بين الجهات الرسمية وبعض رجال الأعمال السوريين والإيرانيين جرى فيها البحث عن إمكانية العمل معاً جنباً إلى جنب لتنشيط العلاقات التجارية و الاقتصادية أكد خلالها محمد سعادتي “رئيس شركة seven diamonds الإيرانية” أنه تم التشاور مع أشخاص وشركات سورية آملاً أن هذه الاجتماعات ستسبب الخير لسوريا وإيران.

 

وفي تصريح للسفير الإيراني في سورية السيد الدكتور “جواد تركآبادي” أشار أن هذا اللقاء جاء لمتابعة للاتفاقيات التي تمت وأيضاً في إطار تطوير العلاقات الثنائية السوريَة الإيرانية وتنشيطها في شتى المجالات
وأضاف هذا اللقاء يضم عدد من الشركات الإيرانية والمستثمرين الذين جاؤوا إلى سوريا لكي يتعرفوا على المعطيات الموجودة وأيضاً لكي يعرفوا على مقدراتهم والأرضيات التي يتمتعون بها والتي يستطيعون وزملائهم ونظرائهم السوريين من العمل المشترك والفعاليات في الإطار الصناعي والعمراني والبناء على وجه الخصوص وأيضا النشاطات التجارية.

وتابع السفير تركآبادي أعتقد أن هذا الملتقى يأتي استكمالاً للملتقى الذي جاء على هامش زيارة السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية والذي نرى أن مثل هذه الاجتماعات واللقاءات سوف تتواتر وتكون متبادلة بين البلدين فقبل فترة كنا قد استضفنا عدد كبير حوالي خمسين شخصية اقتصادية وناشط تجاري واقتصادي سوري في طهران وهناك تم الاتفاق على إنشاء غرفة مشتركة تجارية بين البلدين وهذه الغرفة بدأت نشاطاتها وأعتقد أن الكثير مثل هذا النشاط اليوم الذي نحتضنه في دمشق سوف يكون في إيران وفي سوريا لاحقا وإن شاء الله هذه الخطوات متتابعة من أجل تنمية العلاقات لما فيه الخير للشعبين الصديقين .
وفي تصريح مدير العام لشركة الباشق وهي الشركة المنظمة للملتقى تامر ياغي قال نحن بناءاً على الدعوات المتكررة من الحكومتين السورية والإيرانية لتشجيع التبادل التجاري وتقويته والارتقاء به، أنشئنا ملتقى لرجال الأعمال الإيرانيين لتحقيق لقاءات مباشرة مع رجال الاعمال السوريين، متخصصين في ١٨ مهنة ، حضر ٣٤ شركة و١٨ مهنة بهدف لقاءات مباشرة وفتح آفاق عمل ( تصدير وإنشاء معامل ) وعدة مجالات لها علاقة بمرحلة اعادة الاعمار .
مضيفاً هي أرضية للتعاون ودخول إيران أكثر في عملية إعادة الإعمار ، كما نوه ياغي المشكلة أن العلاقات الاقتصادية بين سوريا وإيران لم ترتق لمستوى العلاقات الأمنية والسياسية، والإيراني بعيد نوعاً ما عن الحركة الاقتصادية، نحن نحاول من خلال لقاءات مباشرة ومتعددة أن نقوي عملية التبادل التجاري بين الإيرانيين والسوريين ، نحن الآن في لقاءات مباشرة كمعامل وشركات مع رجال أعمال سوريين ، نحن علينا جمع هذه الأطراف.

من جانبه أشارالسيد مهدي سيد نزار كريم المسؤول عن تنظيم الملتقى من الجانب الإيراني إن الشركات الإيرانية وبعد عودة الأمن والأمان إلى سوريا لديها علاقة ولديها إرادة جدية في المشاركة بإعادة الاعمار في سوريا، لافتاً أن هناك ثلاثون شركة اليوم موجودة هنا تمت دعوتها لهذه الجلسة في مجالات عمل متنوعة كالبناء والخدمات والنفط وكل مجالات الأعمار بشكل عام.
كما أضاف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت مشاركة مع حليفتها الاستراتيجية الجمهورية العربية السورية في مواجهة الحرب في سوريا فإنها تملك الإرادة في المشاركة في إعادة إعمار سورية بشكل جدي.
وبيَن الممثل عن الشركة الإيرانية (بارس رستاك) أن هدف هذا المؤتمر اليوم هو التعريف عن القوانين السورية والمشاريع الخدمية والمشاريع بشكل عام التي تساهم في إعادة الاعمار في سوريا، والإضاءة على الشركات الإيرانية إضافة لإجراء جلسات دورية مع التجار السوريين.
في السياق ذاته قال إن مجال عملنا هو القيام بتنظيم المؤتمرات والجلسات كهذه الجلسات للقيام بالتعارف بين التجار السوريين والإيرانيين، منوهاً أن هذا الحفل اليوم هو برعاية شركة (( بارس راستك )) الايرانية وشركة الباشق السورية.
وأتم السيد نزار كريم حديثه آملاً أن ينتج عن هذه المؤتمرات صفقات تجارية وصفقات اقتصادية تسهم في اعادة اعمار سوريا.
من جانبه صرَح مدير عام هيئة الاستثمار مدين دياب أن ملتقى رجال الأعمال السوري الإيراني هو عبارة عن ترجمة حقيقية لمذكرة التفاهم التي تم توقيعها مؤخراً بين هيئة الاستثمار السورية ومنظمة الاستثمار الايرانية لفتح آفاق التعاون ما بين البلدين في مجال قطاع الأعمال وفي مختلف القطاعات ، وأضاف دياب مشاركتنا في هذا الملتقى سيكون لعرض المناخ الاستثماري في سوريا وتقديم كل التسهيلات التي تخدم المستثمرين السوريين والايرانيين من خلال تفعيل التعاون والتبادل وخلق شراكات قد تكون جيدة خلال المرحلة القادمة والمساهمة في اعادة اعمار سوريا بما يحقق مصلحة البلدين.

وأكد المدير العام لشركة الباشق تامر ياغي لمرايا الدولية لفت أنه في حال كان هناك رغبة حقيقة بالقطاع الخاص في سوريا وإيران في تطوير العلاقة الاقتصادية خارج القطاع الحكومي نعم تتطور، لأن إيران متطورة جداً في الصناعة واستطاعت خلال ٣٧ سنة أن تخلق اقتصاد مستقل فإذا استطاع الجانب السوري التعاون معهم لإعادة بناء صناعتنا على أسس حديثة متطورة من صديق يريد لنا الخير ويدعمنا بالتقانة والماكينات والمعدات سيكون هناك نتائج جيدة


كما أشارت معاون وزير الاقتصاد والوزارة الخارجية رانيا أحمد في تصريح خاص لمرايا الدولية إلى أنه هناك عوائق تحد من إمكانية تطوير التعاون الاقتصادي بين سوريا وإيران تتعلق بالتحويلات المالية والنقل وعوائق أخرى يجب أن لا ننسى الضغط والحصار الاقتصادي المفروض على كل من البلدين ولكن الجانبين عقدا العزم على تطوير العلاقات بينهما خلال عام ٢٠١٩ وأتمت التصريح آملة ن تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين نقلة نوعية وسيكون عماد تطوير هذه العلاقات القطاع الخاص.

كما عبر الاستاذ عادل مهنا أحد الحضور في الملتقى وهومخترع مؤسس في جمعية المخترعين السورريين عن إعجابه بتطور العلم الإيراني وأمل كمواطن سوري تجديد العلاقات العلمية إضافة للا قتصادية مع إيران كما وصف التعاون السوري الإيراني وهذا الملتقى بالتحديد بالجميل جداً والمميز لأنه يجميع بين بلدين جريحين ومنتصرين.

يذكر أن المشاركون في الملتقى هم القطاع الخاص والشركات الكبرى في إيران العاملين في مجالات البناء والاكساء والخدمات الفنية والهندسية والنفط والغاز والمواد الكيميائية والحديد والفولاذ وكافة المعادن والآليات الثقيلة وغيرها من الشركات التي يمكنها أن تساهم في إعادة إعمار سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى