سياسة

مقابلة خاصة مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الحاج أبو مهدي المهندس لمجلة مرايا الدولية: • الحشد الشعبي يضم كافة المكونات الاجتماعية العراقية بقانون أقر في الرئاسات الثلاث • حملـة «لأجلكـم» تعد الأضخـم في تاريخ العراق المعاصر وهي رسالة لكل من يحاول زرع الفتنة في العراق

هو «شيخ المجاهدين» الذي عاش المقاومة فكراً وعقيدة وسلوكاً وحياة… الرجل الذي يطوي الأرض بجهاده، والقائد المقدام في الصفوف الأمامية… الرمز الجهادي العراقي العربي الذي أربك الأعداء وزلزل عروش ممولي الجماعات الإرهابية…

إنه الحاج «جمال جعفر محمد علي آل إبراهيم» الملقب بـ «أبو مهدي المهندس» في حوار خاص مع مجلة مرايا الدولية:

بداية نتحدث عن مشروع الإرهاب في المنطقة، هل الحركات التكفيرية التي اجتاحت العالمين الإسلامي والعربي هي البديل عن الحرب مع الكيان الصهيوني؟ وما هو هدف هذه الحركات في المنطقة؟

الحركات التكفيرية في المنطقة ليست وليدة اليوم، وإنما هي صنيعة غربية صهيونية امتدت على مدى قرون ونضجت على مراحل ابتداءً من الفكر الوهابي التكفيري مروراً بتنظيم القاعدة والانتهاء بداعش، وقد تظهر مستقبلاً حركة جديدة بمسمى جديد وبافكار اكثر تطرفاً لكن يبقى الجذر واحداً والجهة التي تدعم هذا الفكر التكفيري واحدة، هذه الحركات الكل يعرف أنها تستهدف الإسلام بالدرجة الأساس وتشويه صورته، ولزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وضرب الدول الإسلامية، وتهدف أيضاً لإيجاد مبرر للتدخل الغربي في المنطقة.

داعش اجتاح في البداية مناطق واسعة في العراق حتى بات أقرب إلى السقوط الكلي إلا أن بروز الحشد الشعبي أعاد المواجهة إلى طبيعتها.

كيف بدأت فكرة الحشد الشعبي؟ ولماذا لم تصدر فتوى الجهاد الكفائي منذ بداية دخول داعش؟

الحشد الشعبي كما هو معروف للجميع يتكون بالدرجة الأساس من الفصائل الجهادية التي كانت تتبنى سابقاً الخط الجهادي المتمثل بمقاومة النظام البعثي الذي جثم على صدر العراق لسنين عدة، ومن ثم تولت هذه الفصائل مقاومة الاحتلال الأمريكي لغاية عام 2011 فضلاً عن المتطوعين، وبالتالي فإن هذا الفكر الجهادي له امتدادات عميقة تجسدت مؤخراً بتشكيل هيئة الحشد الشعبي، بعد سقوط المدن العراقية بيد جماعات داعش التكفيرية في حزيران عام 2014، كانت هناك حاجة ملحة لتشكيل جبهة توقف المد الداعشي وتساعد بتحرير المدن فانطلق نداء مدوي من قبل المرجعية الرشيدة والذي وجد استجابة من قبل المجاهدين فتشكلت حينذاك مجموعة جهادية للدفاع عن الأرض والعرض، واستعادة ما اغتصبته داعش الإجرامية لتتشكل بعدها هيئة سميت بـ «هيئة الحشد الشعبي» والتي تتصل بمكتب القائد العام للقوات المسلحة مباشرة، وبدأت تتشكل لهذه الهيئة مديريات وألوية وتم تخصيص ميزانيتها من قبل البرلمان العراقي ومؤخراً إصدار قانون خاص بالحشد من قبل مجلس النواب أيضاً والذي تمت المصادقة عليه من قبل رئاسة الجمهورية ونشره في الجريدة الرسمية.

ما هي زهمية انضمام كافة أطياف المكونات العراقية الطائفية والمذهبية إلى الحشد؟ وهل هذا التنوع انعكس تناغماً في قيادة العمليات؟

الحشد الشعبي بكل فخر اليوم يضم مختلف أطياف ومكونات الشعب العراقي فهنالك السني والشيعي والكردي والتركماني والمسيحي والايزيدي والشبكي، كل ألوان الشعب تضمنها الحشد الشعبي وذلك انعكس على عمليات التحرير والانتصارات الكبيرة التي تحققت فلا يمكن استعادة أي قطعة من الأرض إذا لم يكن هناك مساعدة من أهالي المناطق المغتصبة والتي تضم العديد منها مكونات مختلفة، وأيضاً لايمكن كسب ود الشارع العراقي لولا وجود حشد يجسد جميع هذه المكونات، والحشد الشعبي هو من قام بتحرير الاراضي في الأنبار وصلاح الدين وديالى وتسليمها إلى سكانها مثلاً تكريت مسقط رأس صدام حررها الحشد واليوم تعيش بأمان وعاد معظم سكانها إليها، التهجير والسلب والنهب والسرقة اتهامات غير موجودة إلا في وسائل الإعلام المعادية الداعمة لداعش بصورة غير مباشرة، وإلا فالحشد الشعبي اليوم يضم عشرات الآلاف من المقاتلين السنة من محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى والموصل يقاتلون جنباً إلى جنب مع الشيعة والتركمان والأيزيديين والشبك والمسيحيين والكرد الفيلين فجميع هذه المكونات موجودة في الحشد الشعبي قيادات ومتطوعين.

هل استطاع الحشد الشعبي أن يقدم نفسه أنموذجاً عراقياً في ظل الحملات الإعلامية التي حاولت النيل منه وتشويه صورته؟

الحشد الشعبي اليوم كسب قلوب الشارع العراقي وهذه ميزة تميزه عن باقي مؤسسات الدولة نظراً لوجود هذا التضأمن والترابط القوي بين الشارع العراقي والمتطوعين في جبهات القتال فالشارع اليوم يعرف من هو الحشد، ومن أين يتكون، وما هي أهدافه، والمساعدات الغذائية والطبية والمواكب الحسينية القادمة من عموم محافظات البلاد والتي نجدها في كل معركة من معارك الحشد الشعبي، بالإضافة إلى التجمعات الجماهيرية المساندة في كل مدن العرق خير دليل على ذلك.

العراق اليوم يقترب من تحقيق الانتصار الكبير على داعش والكل يتوجس خوفاً لمرحلة ما بعد داعش كيف سيواجه الحشد الشعبي التحديات الداخلية بعد تحرير الأرض العراقية؟

الحشد الشعبي كأي مؤسسة عسكرية رسمية في العراق هو جهاز أمني عسكري رسمي مساند لقوات الجيش وسيبقى درعاً حصيناً للعراق.

داعش ستنتهي على الأرض ولكن فكرها باقٍ والتحديات إزاء العراق باقية والحشد الشعبي سيكون صمام أمان دائم للعراق، وأيضاً لدينا توجه آخر وهو إحلال السلم والتعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي وسنتعاون إن شاء الله مع باقي مؤسسات الدولة في إعمار المناطق التي دمرتها داعش، مستغلين بذلك الجهد الهندسي الذي يتمتع به الحشد اليوم والذي ساهم في جعل أرض المعركة تحت طاعة القوات الأمنية العراقية.

لماذا لا تتحد كل فصائل الحشد الشعبي تحت قيادة موحدة؟ ألا يمنحكم ذلك قوة أكبر؟

فصائل الحشد متحدة تحت قيادة واحدة، وتدار من غرفة عمليات واحدة ولا صحة لغير ذلك، فهنالك غرفة عمليات مشتركة لقيادة الحشد الشعبي، وكأي مؤسسة عسكرية فيها مديريات وألوية جميعها تحت قيادة واحدة، تعمل الفصائل والتي تسمى حالياً بالألوية وفق الخطط المرسومة والمكلفة بها من قبل القيادة، وجميع أفراد الهيئة مسجلين لدى دوائر الدولة ويتقاضون رواتب وأسلحة من الدولة.

أطلق الحشد الشعبي حملة «لأجلكم» نصرة لأهل الموصل، ما هي أهداف هذه الحملة؟ وما هو دورها على صعيد شد أواصر المجتمع العراقي؟

نقاتل من أجل كرامة أهلنا واستعادة أرضنا وبالتالي فإن الهدف الأساس لنا هو حماية المدنيين، لذا وجب علينا تقديم كل المساعدات الإغاثية لهم وحمايتهم بعدما عانوه من ويلات وحرمان ومحاصرة داعش لهم ومن هنا كان لابدّ من استغلالنا القاعدة الجماهيرية الكبيرة لقوات الحشد الشعبي وإطلاق حملة إنسانية تعتبر الأكبر في تاريخ البلاد الحديث، وهي حملة «لأجلكم» والتي ساهمت في إنجاحها جميع محافظات العراق من الشمال إلى الجنوب، فآلاف الشاحنات التي تحمل المساعدات الغذائية والطبية والملابس وصلت إلى الموصل ووزعت على النازحين، وستشهد الأيام المقبلة وصول عدد أكبر من المساعدات، هذه الحملة اعترف بها الأعداء قبل الأصدقاء وحظيت بمباركة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

هناك حراك دولي إقليمي من أجل حل الحشد الشعبي لأنه بات يشكل عبئاً على المشاريع الاستكبارية.

ماهو مصير الحشد الشعبي بعد تحرير الأرض العراقية؟ ألا يشكل الوجود الأمريكي في العراق خطراً على الحشد؟

لا توجد أي قوة تستطيع اليوم حل الحشد الشعبي فهو اليوم مؤسسة مؤسسة رسمية رصينة، ولديها قانون مقر من قبل الرئاسات الثلاث وبالتالي فهي أكبر من أن تعمل أي يد سواء كانت داخلية أو خارجية على حلها.

ما هي رسالتكم إلى الدول الراعية للإرهاب؟

رسالتنا للدول الراعية للإرهاب، أن من يجازف ويرعى حيوانا مفترساً غير مسيطر عليه ستكون نهايته على يد ذلك الحيوان، وبالتالي فإن كل حكومة رعت داعش ودعمتها ستلقى المصير الأسود، ونحذر من أن داعش بعد نهايتها في العراق ستلجأ لتنفيذ أعمالها الإجرامية في التي دعمت الفكر التكفيري عندها سينقلب السحر على الساحر

حاوره: رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى