دولي

صدق ترامب.. اتصلوا

كلمة قالها ترامب:”انا واثق انهم سيتصلون” .. وقد صدق بالفعل اتصل الايرانيون، ولم يكن اتصالهم سرياً أو تحت طاولاتالسياسة، بل كان اتصالاً واضحاً سمعه جيداً الأميركيون، ومعهم كلالعالم .
اتصال مدوي وبالغ الدقة في وقت كانت التصريحات لا تزال تصدح منبعض أرجاء البيت الأبيض، ترعد بالاستعداد للحرب وويلاتها .
إلى أن صدح صوت تفجير طائرة التجسس الأميركية، ومعها خفتت،بل خرست كل الأصوات .
رسالة واضحة، واتصال يرعد وتحذير من المحظور قبل الوقوع به،رافق إستهداف الطائرة الأميركية .
حتى تبريرات ترامب بالضربة والعدول عنها في العشر دقائق الأخيرةلم تكن موفقة، فقد عزا السبب إلى إستهداف ١٥٠ مدني في الضربة،والسؤال هنا متى كان الأميركيون منذ ما قبل ترامب وحتى ولايته،من فيتنام، إلى العراق، حتى اليمن، وغيره وغيره.. يقيمون وزناً لضحايامدنيين أبرياء ؟
تبرير أقبح من التزام الصمت، فلو لم يصرح ما صرّح به لكان خير لهوأفضل . وللأمانة فقد جرب الأميركيون ارسال رسالة عاجلة ليلاً إلىالإيرانيين، أن أخلوا ثلاثة مواقع لنضربها بغية حفظ ماء الوجه(وهوكلام مؤكد وموثق)، إلا أن القيادة الإيرانية رفضت حتى الخوض فيالرسالة، واكتفت بإيصال رسالة معاكسة مع الوسيط، بأن أي عدوانأميركي سيعتبر شرارة حرب، حرب لن تتوقف، ولكن تكون معلومةالحدود والتوقيت، وطبعاً لن تكون لأميركا والسيد ترامب فيها إشارةالنهاية، أو حتى إشارة البداية .
كل ذلك دفع التاجر الفذ ترامب، يفكر ويفكر دون الوصول إلى حلول،فأي تصعيد سيؤدي إلى كارثة بالأميركيين المتواجدين في المنطقة،والإسرائيليين، وطبعاً، معهم كل العرب، أو من يسمون أنفسهم عرباً،ممن خلعوا قيمهم وعروبتهم واحتموا بالصقر الأميركي .
حسابات أرست قواعد جديدة في المنطقة، مفادها أن لا حرية
للأميركيين وحلفائهم، لا في مضيق هرمز، ولا حتى في صوامعهم .
لم تطابق الحسابات الأميركية بيدر الايراني، الحاصد الأكبر لغلةسياسية وهيمنة أميركية كان يفاخر الأميركي بمحصولها السياسيطيلة عقود، كل ذلك حصل بمباركة روسية ضمنية وعلنية لفعل حليفأثبت قوته وتمرسه وجدارته، كما أثبت صدقه ووفاءه والتزامهبالعهود .
سويعات عاش معها الكثيرون قلقاً وأملاً بضربة أميركية تكسر معهاجبروت فارسي وتنزله عن عرش التحكم بالقرار في المنطقة، فتحولتالسيطرة من معبر نفطٍ بحري وبعض خلايا الممانعة في بعض الدول،إلى تثبيت معادلة، نحن الأقوى في المنطقة .
ما حملته الساعات الماضية كان نصراً بيّناً واضحاً للجمهورية الإسلاميةفي ايران، ومعها كل محور المقاومة المتمركز في المنطقة، وهزيمةفادحة، فاضحة لأميركا وحلفائها وتبياناً لما أكده مسبقاً السيد عليالخامنئي في أحد المحافل، بأننا لا نستشعر الخطر، ويدنا هي الطولى،في أي مواجهة، في وقت تمرّغ أنف ترامب وبعض الخلجانيين فيالتراب وظهر كذبهم لشعوبهم قبل غيرها عن مدى القوة التي يفاخرونبها كل حين .
يتأكد لنا يوماً بعد يوم، وتجربة تلو أخرى بأن مستقبل المنطقة آخذفي مسار إيجابي مستمر، لن تكون خاتمته اتفاقية يمنية، على حسابالسعودية والامارات، بل ربما تكون البداية لمسارات جديدة، وتحالفاتمستجدة، تلغي الأحادية الأميركية وهيمنتها على المنطقة ابتداءاً،لتصل إلى إلغاء الهيمنة العالمية لاحقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى