الافتتاحیة

الملـــك والأميـــر… على بـــاب «الرئيـس»

ليس من قبيل الصدفة هذا الانفجار الكبير الذي اصابت شظاياه دول المنطقة بعد زيارة ترامب «السعودي» وإعطائه الدروس «المأجورة» التي كتبها بقلم الهواء الواهم… الملك قرر معاقبة كل من يحاول أن يخرج عن الخط الذي رسمه ترامب… قطر كانت أول الغيث… بين الملك والأمير قواسم مشتركة: دم وإرهاب وسباق نحو بيت الطاعة الإسرائيلي.. لكن «الأمير» رفض الإذعان هذه المرة وأدرك أن القواسم المشتركة باتت عبئاً لا مستقبل لها، فالعراق حرّر أرضه وتجاوز بنسبة كبيرة خطة التقسيم، وسورية باتت على مقربة وشيكة من الانتصار الكبير ميدانياً وسياسياً ونظاماً ولازال «السيد الرئيس» متربعاً على عرين وطنه بفضل وفاء شعبه وحلفائه، أما «الملك» فهو غارق في مستنقع اليمن يجرّ خيبته من عدم إسقاط «الرئيس»، و«الأمير» وجد نفسه وحيداً لم تنقذه أميركا ولا الكيان الصهيوني بل كانت «إيران ولاية الفقيه» أول المساندين والداعمين في رسالة واضحة وصريحة أن إيران هي الأوفى والأصدق لمن يدخل دارها آمناً مستأمناً.

تفجيرات طهران أيضاً رسالة واضحة أن «الملك» قرّر أن ينقل إرهابه إلى قلب العاصمة الايرانية، فالحادثة لا تحتاج إلى تحقيقات وأدلة، فالمجرم اعترف على لسان وزير الخارجية عادل الجبير بقوله: «يجب معاقبة طهران بسبب تدخلها ودعمها للإرهاب في المنطقة»، وأضيف كلام الأمير محمد بن سلمان قبل شهر واحد عندما قال: «إن بلادي لن تنتظر إلى أن تأتي إيران بمعركتها إلى السعودية بل سننقل المعركة إليهم فهم يريدون السيطرة على قبلة المسلمين، فكان الرد حاسماً حيث أعادت الإرهابيين بصناديق خشبية معلقة بمنشقة إعدام كل من يحاول العبث بأمن «الجمهورية».

وحده «السيد الرئيس» يجول في شوارع وطنه، مرتاحاً، يزهو بنصره وصمود شعبه، ترتسم على وجهه إبتسامة الفخر بشعب ضحّى وجيش «أنصاف آلهة» وحلفاء أوفياء. كيف لا؟! وها هم من تآمروا عليه طيلة ست سنوات باتوا يتحاربون في ما بينهم ويتراشقون الاتهامات وينشرون «غسيل» إرهابهم..

بين الملك والأمير حكاية يرويها لنا «السيد الرئيس» ذات يوم أرادوا العبث بوطن الأمن والوفاء والبطولة فكان كيدهم في نحورهم…

إنتهت الرقصة في «وادي الجماجم» وقد حان وقت الضربة القاضية: الحشد الشعبي يلتحم مع الجيش السوري وينفضون غبار التدمير عن السنوات التي خلت وليس لدى أميركا سوى الاستطلاع بطائرة بدون طيار فكل صاروخ سيطلق سيلقى ردّه بصواريخ تنهمر عليه… نعم انتهى زمن الأساطير الأميركية فهم ليسوا أكثر من لصوص يسرقون الأغبياء، أما في سورية والعراق لن يجدوا لأنفسهم مكاناً لأننا عباقرة هذا العصر: أرعبنا إسرائيل، وهزمنا التكفيريين، وأسقطنا مشاريع التقسيم، وسنعيد بناء الحجر المدمّر، والنفوس المنهكة… لنا مع التاريخ صولات وجولات.

أردوغان أعلن عن استعداده إرسال قوات لحماية «الأمير الإخواني» من أي حماقة عسكرية سعودية، فهل هو حقّاً سيواجه السعودية أم أنه بات يخاف على منظومته الإخوانية؟!

في نهاية المطاف سيستدعي ترامب كلا من الملك والأمير لينهي هذه الولولة والصراخ، لكن حتماً بعد أن يدفع الأمير «الجزية» لدخول بيت الطاعة.

أما «السيد الرئيس» غير آبهٍ بكل ترهات هذا الملك أو ذاك الأمير، نعم غير آبهٍ ففي ختام الطريق سيجلس كلاهما على باب «الرئيس» ينتظر الصفح والعفو بعد أن يتحولا إلى بقرة جفّ حليبها وآن ذبحها!! فمن سيحمي وقتها الملك والأمير؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى