الافتتاحیة

الحرب على قطر : حرب الإرهاب على الإرهاب – هل تدرك قطر اليوم وفاء الأسد؟ لات ساعة مندم – فتنة ( إيفانكا ترامب ) بين دول الخليج

 

رئيس تحرير مرايا الدولية – فادي بودية

تشهد دولة قطر بكل غيثها على الخليج حرباً ضروس من أقصى الخليج إلى أقصاه ، بالرغم من تضامنها و( أخوّتها ) الحميمة في السعودية في كل حروبها ومخططاتها الإرهابية في سورية والعراق واليمن واعتناقهما المشترك ولاءهما للكيان الصهيوني ، إلا أنّ السعودية ومعها الإمارات قد أثقلهما ( الضيف البيضاوي الكبير ) بوعوده الجوفاء حتى أشهرا البطاقة الحمراء بوجه قطر وأميرها .

هذه البطاقة الحمراء تمّ التحضير لها بشكل ممنهج ومدروس حسب القاعدة الملكية – الأميرية ( يجب أن تبقى منحنياً أمام جلالة الملك ).

زيارة وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى طهران وادعاء موقع ( ديبكا ) الإسرائيلي عن لقاء جمع الوزير مع اللواء سليماني ، إضافة إلى خروج التصريحات المنسوبة لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، والتي أشاد فيها بثقل إيران الإقليمي ونزاهة الانتخابات الرئاسية وديمقراطيتها …. حدثان جعلا الملك السعودي يشعر أن الأمير القطر لم يعد منحنياً في حضرته ولاسيما أنه لم يكن الأمير كريماً في دفع الجزية لترامب كما فعلت السعودية والإمارات .

هذه الأحداث عبّر عنها صراحة رئيس لجنة العلاقات العامة السعودية الأميركية ( سلمان الانصاري) قائلا لأمير قطر : ( في ما يتعلق بمواءمتك مع الحكومة المتطرفة في إيران وإساءة معاملة سلمان ، أود أن أذكركم بأن محمد مرسي فعل نفس الشيء تماماً ثم تمّ إسقاطه وسجنه ) حسب ما نشرته صحيفة ( هافنتغون بوست ) الأميركية .

واعتبرت الصحيفة في تقريرها أن اختراق وكالة أنباء قطر في 24 مايو الماضي كان مجرد نقطة البداية، حيث في غضون دقائق من الاختراق الساعة 12:14 صباحا، نقلت قناة العربية السعودية وسكاي نيوز العربية نص المادة المزيفة، وفي غضون 20 دقيقة انتشرت في الفضائيات السعودية والإماراتية التحليلات، ووفقا للسلطات القطرية بين الساعة 12:51 و 3:28 صباحا، تمكنت هذه القنوات من العثور على أحد عشر شخصاً من السياسيين والمحللين لإجراء مقابلات على الهواء.

ومن الجدير الذكر أن هناك صدفة غريبة أخرى إذ أن الصحافة الأميركية سبقت كل ذلك بـ 14 موضوعاً حول خطر الاستقرار الإقليمي الذي تمثله قطر، لذلك من الواضح أن ما حدث كان اعتداء مع سبق الإصرار والترصد، لا سيما وأن دعم قطر للمنفذين السياسيين العلمانيين والإسلاميين في مصر قديم، وكذلك احتضانها الزعيم السياسي السابق لحماس منذ خيانته لدمشق.

حملات إعلامية واسعة تفضح علاقة قطر بالإرهابيين وتمويلها لداعش والنصرة وإصرارها على تمزيق سورية جغرافياً وسياسياً ونظاماً وبدأت الوثائق تطفو على المنابر الإعلامية الممولة سعودياً وإماراتياً ومصرياً ، فهل السعودية والإمارات والأردن والبحرين أبرياء من الدم السوري والعراقي ؟! وهل لقاءات عادل الجبير مع المسؤولين الإسرائيلين مشروعة فيما هي محرمة لقاء وزير الخارجية القطري مع اللواء سليماني ؟! أليست السعودية وجواريها من دول الخليج أكثر الداعمين سياسياً ومالياً ولوجستياً للجماعات الإرهابية في سورية والعراق باعتراف سيدهم البيضاوي ؟!! من يرشق التهم على من ؟ هي الحرب الإرهاب على الإرهاب … حرب الإرهابيين على الإرهابيين … سورية لن تنسى الجراح التي تسببتها قطر والسعودية والإمارات وكل المتواطئين … هل بات سمو الشيخ تميم يدرك الآن أن السعودية لا أمان لها ولا عهد ولا ميثاق أم يحتاج إلى أبيه ليذكّره كم أن الأسد وفياً لأصدقائه !!

شروط الاستسلام

الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عقدوا اجتماعا اتفقوا فيه على إرسال إنذار صارم للأمير القطري.

وحذر الزعماء الثلاثة من أنهم سيوقعون عقوبات صارمة على الدوحة، إن لم تنفذ الشروط الأربعة:

1- قطع كافة العلاقات العسكرية والاستخباراتية مع إيران : لاسيما أن قمة الرياض إعتبرت إيران دولة إرهابية وعليه فإنّ كلاً من محمد بن سلمان وابن زايد ينظران إلى ترامب فرصة تاريخية لاحكام السيطرة على المنطقة بوصاية أميركية … وهنا من الجيد التذكير بتاريخ بوميرانغس حيث في طابق واحد فقط في متحف الملك عبد العزيز أظهر معرض الصور امرأة بريطانية بارزة مع مؤسس المملكة نفسه. تلك المرأة هي جيرترود بيل التي لعبت دوراً بارزاً في تأسيس دولة بلاد ما بين النهرين، وسافرت إلى ( حائل ) مركز قبيلة آل رشيد المتنافسة مع آل سعود، وخلصت إلى أن ابن سعود الذي كان يبلغ من العمر 40 عاماً أفضل رهان.

وهوواقع حال المملكة الحديثة ، فإذا كان قد احتاج الملك عبد العزيز آل سعود إلى توصية جيرترود بيل، فيبدو أن حفيده يحتاج إلى توصية إيفانكا ترامب من أجل السيطرة على الحكم.

 

2- فسخ كافة الاتفاقات ما بين قطر وطهران، وخاصة تلك التي تتعلق بالعراق وسوريا.

3- إلغاء جميع المساعدات وإجراءات اللجوء لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وترحيلهم عن قطر فورا    : ولعل هذا ما دفع تركيا إلى المسارعة للإصطفاف مع قطر حماية لمشروعمها الاخواني .

4- قطع العلاقات القطرية مع حركة حماس، ومنع مسؤوليها من السكن في الدوحة : وهذا ما بدا واضحاً حيث غادر العديد من قيادات حماس الدوحة علّها تجد لنفسها مكاناً آخر مثل تركيا أو ربما تستفيق من غفوتها وتعود إلى فلسطين المحتلة لأنها لن تجد حضناً أدفأ وأكرم وأخلص وأوفى من حضن دمشق !!

حروب الولاء والطاعة

إنّ من يدرس جيداً الحالة القطرية بين دول الخليج يدرك تماماً أنها حظيت بأولوية أميركية طيلة السنوات لا بل العقود المنصرمة بوجود القاعدة العسكرية الأميركية ( قاعدة  العديد الجوية )  التي تشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من 100 طائرة على الأرض والتي تعتبر هذه القاعدة مقراً للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن إستراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة.

من هنا يمكننا أن نفهم إصرار الإمارات على نقل هذه القاعدة إليها  …إذاً هي حرب سباق تقديم الولاء والطاعة للولايات المتحدة الأميركية مقابل النفوذ والسلطة في العالم العربي .

ترامب يبيع الوهم والوهن

قالها صراحة الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته : ( ليس لدى دول الخليج أي شيء سوى المال وعلينا أن نجعلهم يدفعون أكثر مقابل الحماية ) أليس من العجيب أن بعض الحكام لم يفهموا ماذا يريد ترامب منهم ؟ أم حقّاً يعتقدون أنهم بامتلاكهم ترسانة أسلحة يمكنهم القضاء على إيران وحركات المقاومة ؟! ألم تعلمهم إسرائيل أن المقاومة لا يمكن كسرها وأن إيران حطّمت الحقبة الشاهنشهية ؟!

إن ترامب يبيع الخلجان الوهم عندما ظنوا أنهم في بروج مشيدة منتصرين لا محالة ، وكذلك يبيعهم الوهن عندما يحلب منهم مئات المليارات من الدولارات ليعودوا إلى زمن النوق … وتعساً لكم من عرب !

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى