سياسة

فلسطين .. بوصلة الحق!

لم يعد الأمر كسابق عهده والوضع يتغير يوما بعد يوم و أصبحت الأخبار تتقلص وأصبح الأمر باهتاً إلى حد كبير بين شعوبنا العربية والإسلامية إلا ما رحم ربي!

فلسطين ! هي كلمة تحمل الكثير من الآمال بين طيات حروفها و وقع صداها يحدث الزلازل في أذن السامع و قلبه وعقله؛ القضية التي لم تزل تؤرق العملاء الخائنين قبل الأعداء المجرمين؛ القضية التي وإن خفت صداها فهو كبركان الحق يهدأ ويثور ويخيف جميع الظالمين.

هذه الأرض المباركة التي طالما حلمنا باستردادها وأخذها بالقوة كما قال الزعيم عبدالناصر ” ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ” لا تزال هذه الأرض أسيرة مكبلة اليدين ومستكينة تصرخ بين مطرقة الصهاينة وسندان العرب؛ العرب الذين تغيرت هويتهم وتغيرت أهدافهم فإنهم لم يتسطيعوا النيل من ” الحمار الصهيوني ” فحاولوا التغلب على ” بردعة بعضهم البعض ” هذا المثل المصري العبقري الذي يصف الوضع بشكل كبير.

استبدل العرب بوصلة تحرير فلسطين ببوصلة صهيونية ثلاثية تؤشر إلى تدمير العراق وسوريا واليمن واختفت بوصلة تحرير فلسطين من أجنداتهم وجداول أعمالهم بل إن أردت أن تقل أنهم أصبحوا يتعاونون بكل وقاحة مع العدو الصهيوني من أجل تحقيق هذه الأهداف الزائفة ولكنهم لا يزالون يعلمون في داخلهم أن القضية الفلسطينية هي الشرف فأصبحنا نرى أنه كلما أراد أحد هؤلاء الحكام أن يفعل فعلة قبيحة يأتي ويتحدث أن فعتله هذه تصب في طريق تحرير فلسطين أو على الأقل في سبيل حل الدولتين ورأينا هذا مرارا وتكرارا في مؤتمرات حكام الخليج بل وفي حربهم ضد بعضهم البعض وغيره.

مرت العقود وفقد العرب أسلحتهم واحدا تلو الآخر حتى سلاح الشجب فقدوه أخيرا بل وأصبحوا يزايدون على بعض الحكومات العربية الشريفة التي لا زالت تعادي الكيان الصهيوني مثل سوريا ومعها الحركات المقاومة، وتغلغل الصهاينة في دماء الكثير من العرب حتى أصبحوا أكثر تصهيناً من صهاينة الكيان الغاصب وفي ظل كل هذه العراقيل التي وقفت ضد تحرير الأرض واسترجاع شرف الأمة العربية والإسلامية جاء رجل من غير جلدة العرب ولكنه يشارك شرفائهم الهدف عقائديا واستراتيجيا.

الإمام الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران الذي كان دائم القول أن الكيان الصهيوني هو سرطان ويجب أن يتم استئصاله هذا الرجل الذي دعمه الرئيس عبدالناصر ودعم انتفاضته وتحركاته ضد نظام الشاه الخائن العميل وقف لإعلان آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك يوماً ليذكر العرب والمسلمين جميعا بالقضية التي يكاد أن ينساها البعض ويتناساها الكثيرون؛ هذا الرجل الذي قضى على نظام الشاه الذي كان يمثل أكبر حليف أمريكي وصهيوني في المنطقة حدد بوصلته نحو تحرير فلسطين و بدأ مساعيه لذلك و كأن فلسطين قد وُلد لها بطل جديد بعد وفاة الزعيم جمال عبدالناصر الذي لطالما استبسل في الدفاع عنها.

يوم القدس العالمي هو يوم كل عربي ومسلم وكل شريف في هذا العالم لا يزال في إمكانه الوقوف أمام الظلم والاحتلال وغصب الأوطان، هو يوم علينا جميعا إحياؤه ولو بالكلمة حتى لا ينتهي آخر شيء يذكرنا بفلسطين وبالقضية المحورية و بالبوصلة الحق.
#حتى_زوال_إسرائيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى