سياسة

الأسيرة اسراء الجعابيص ..ضحية حوّلها الاحتلال إلى (مجرمة)

 

بدأت مأساة الأسيرة اسراء الجعابيص 31 عاما بعد أن انفجر بالون الهواء في سيارتها التي كانت تبعد عن حاجز لقوات الاحتلال بحوالي 500 متر، حيث أصيبت حينها بحروق بالغة، لكن حروقها وإصابتها لم تشفع لها عند احتلال لا يعرف الرحمة، فتحولت بأمر الاحتلال إلى متهمة بمحاولة قتل الشرطة وتفجير حاجز عسكري، فأُسرت داخل مستشفى (هداسا عين كارم) بالقدس ثم حولت إلى سجن الشارون بعد استقرار حالتها الصحية.

إسراء فلسطينية من جبل المكبر، وهي أم لطفل، معتصم (9 أعوام)، تعيش في أريحا مع زوجها وتحاول منذ سنوات الحصول على لم شمل لطفلها، وبعد فشل كل محاولتها قررت الانتقال هي وعائلتها إلى دينة القدس بعد استئجار منزل لها هناك.

 

وبالرغم من وجود كل الأدلة التي تثبت أن  الحادث كان نتيجة انفجار بالون السيارة كوجود رذاذا ابيض في محيط المركبة  بالإضافة إلى بعد الحادث عن الحاجز العسكري بحوالي 500 متر إلا أن الاحتلال مصر أن ان تكون الحادث عملية مقصودة هدفها قتل الجنود.

 

ورغم أوضاعها الصحية الخطيرة التي تعرضت لها، والتي أدت إلى حروق في أكثر من 60 % من جسدها وبتر أصابع يديها، إلا أن الاحتلال عاملها (كإرهابية) و أصدر عليها حكمًا بالسجن الفعلي (11 عامًا) بالرغم من أن الأدلة تشير إلى أن الحادث عرضي.

 

وتدعي شرطة الاحتلال بأن اسراء قالت لحظة الانفجار  ( الله أكبر)، إلى جانب زعم شرطة الاحتلال أنها كانت تحمل جرة غاز مفتوحة في حقيبة السيارة الخلفية.

 

وتدحض منى الجعابيص شقيقة اسراء إدعادات الاحتلال وتقول ( كيف لم تحترق شقيقتها من الخلف لو كانت الجرة مفتوحة؟! ولماذا لم تنفجر الجرة أو على الأقل يتغير لونها نتيجة النيران التي اشتعلت في المركبة، حيث أظهرت صور أن الجرة بقيت على حالها ) .

 

وتطالب عائلة الأسيرة الجعابيص السماح لابنتها بالعلاج لممارسة حياتها بشكل طبيعي وخصوصا أن الحروق تغطي 60% من جسمها بالإضافة إلى بتر أصابع يديها جراء الحادث، حيث لجأت العائلة لمؤسسات حقوقية لنزع حق ابنتها بالعلاج ولجهات رسمية لكن دون جدوى.

 

ولاتزال اسراء تعاني حتى الآن من حروق في الصدر والكتف والوجه نتيجة انفجار بالون الهواء في مقود السيارة، تلك الحروق التي غيرت ملامح وجهها ولا تزال تسبب لها آلام لا تحتمل بالإضافة إلى انها لم تتمكن من الرؤية بوضوح بسبب الحروق في عينيها، كما تحتاج إلى عملية فصل أذنيها الملتصقتين في رأسها، عدا عن جلدها الملتهب طوال الوقت.

 

وتعد ظروف السجن غير الصحية  والقاسية أكبر الصعوبات التي تواجه اسراء في زنزانتها فحر الصيف وبرد الشتاء يضاعف من آلامها التي لم تلتئم رغم مرور عامين على الحادثة.

 

هوية اسراء المقدسية كانت دافعا  للاحتلال لفرض جبروته وغطرسته عليها كحال آلاف الفلسطينيين المرابطين في مدينة القدس والمدن الفلسطينية كافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى