روسيا

الرئيس بوتين: السوريون وحدهم من يحق لهم تقرير مستقبلهم

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه ليس من حق أي أحد تقرير المستقبل السياسي لسورية وإنما هذا من حق السوريين وحدهم.

وقال بوتين في مقابلة مع صحيفة لوفيغاروالفرنسية: إنه ” لا أحد يملك الحق لمنح نفسه صلاحيات هي فقط من حق الشعب لهذا البلد أو ذاك.. هذا ما أردت الإشارة إليه أولا ” مشددا على أن تقرير مستقبل سورية هو من حق الشعب السوري وحده .

وجدد بوتين التأكيد على عدم وجود أدلة على استخدام الحكومة السورية سلاحا كيميائيا معربا عن قناعته بان اتهامها بهذا الأمر مجرد استفزاز.

وقال بوتين : ” لا توجد أى أدلة على استخدام الحكومة السورية سلاحا كيميائيا وحسب قناعتي فهذا مجرد استفزاز لانها لم تستخدم هذا السلاح ” لافتا إلى أن ” موسكو اقترحت على الجانب الأمريكي والجميع حينها إجراء بحث مكثف على المطار الذي يزعم أن الطائرات التي نفذت الهجوم في خان شيخون انطلقت منه وخصوصا أنه لو كانت الأسلحة استخدمت من طائرات أقلعت من المطار الذي يقع تحت سيطرة القوات السورية فإنه لا بد أن تبقى هناك آثار لهذه الأسلحة.. المعدات الحديثة كانت ستكشف هذا الأمر ولكن لم تكن هناك لا على الطائرات ولا في القاعدة العسكرية أي آثار لمواد كيميائية ومع ذلك الجميع رفض إجراء البحث”.

وشدد الرئيس الروسي على أن موسكو طلبت من الجميع إجراء تحقيق في منطقة الحادث أي في خان شيخون إلا أن الدول الغربية رفضت إجراءه معللة بأن المنطقة ” خطرة” وتساءل.. ” كيف تكون المنطقة خطرة إذا كانت الضربة قد وقعت على المدنيين وعلى عناصر ما يسمى المعارضة المعتدلة… بحسب وجهة نظري الأمر وقع لهدف واحد وهو تبرير الإجراءات الإضافية ضد الحكومة السورية التي من ضمنها الخيار العسكري.. هذا كل ما في الأمر”.

وأشار بوتين إلى أن روسيا تقف ضد استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي طرف كان مشددا على ” وجوب طرح هذه المسالة بشكل أوسع على المجتمع الدولي ووضع سياسة موحدة تجاه مستخدمي هذا السلاح ما يجعل استخدامه أمرا مستحيلا من أي طرف كان “.

إلى ذلك أكد بوتين أن الاتفاق على إنشاء مناطق تخفيف التوتر في سورية أمر مهم للغاية للمضي قدما في العملية السياسية وقال: ” نحن نعتقد أن هذا الأمر في غاية الأهمية على طريق السلام لأنه من المستحيل الحديث عن العملية السياسية دون وقف إراقة الدماء”.

وتابع بوتين..” الآن من وجهة نظري أمامنا جميعا مهمة أخرى وهي ضرورة استكمال عملية إنشاء هذه المناطق تقنيا أو حتى تكنولوجيا إذا كان هذا ممكنا وعلينا أن نتفق على حدود هذه المناطق وعلى كيفية عمل مؤسسات الدولة فيها”.

وبخصوص الوضع في أوكرانيا قال بوتين.. إن بلاده ” قدمت مبادرة تضمن الهدنة في هذا البلد والجميع أيدها” مضيفا.. إن “روسيا ترى أن أهم ما يجب القيام به هو سحب القوات المسلحة من خطوط التماس.. تم سحب القوات ومن ثم توقفت العملية وتتذرع السلطات الأوكرانية بأن السبب هو تبادل إطلاق النار.. من الواضح أن إطلاق النار سيستمر ما دامت القوات هناك والأسلحة الثقيلة لم تسحب.. يجب سحب المعدات الحربية الثقيلة”.

وتابع بوتين.. يجب تطبيق القانون الذي أقره البرلمان الأوكراني حول الصفة الخاصة لهذه المناطق مشيرا إلى أن ” القانون أقر ولكنه لم يصبح ساريا ولم يطبق حتى الآن.. كما يجب إصدار عفو عام وهذا القانون أيضا لم يوقع من جانب رئيس أوكرانيا”.

وأوضح أن ” اتفاقات مينسك تؤكد أنه يجب تنفيذ إعادة تأهيل اجتماعية واقتصادية داخل أراضي الجمهوريتين غير المعترف بهما دوليا دونيتسك ولوغانسك ولكن سلطات كييف بدلا من ذلك فرضت الحصار عليهما كما أن الجماعات المتطرفة فرضت الحصار عن طريق قطع التواصل عبر السكك الحديدية وحتى رئيس أوكرانيا بيترو بوروشينكو قال في البداية.. إنه يدين هذا التصرف وسيفرض النظام ولكن لم يطبق ذلك على أرض الواقع بل فرض الحصار بشكل رسمي عن طريق إصدار مرسوم بذلك”.

من جهة أخرى قال الرئيس بوتين.. إن ” واشنطن تنفق على التسلح أكثر من جميع دول العالم مجتمعة عكس موسكو التي رفعت نفقاتها العسكرية إلى 3 بالمئة فقط وهي واثقة من قدرتها”.

وأشار الرئيس بوتين الى أن ما أثار اهتمامه في قمة الناتو الأخيرة التي عقدت في بروكسل هو أنهم تحدثوا عن أن الحلف يريد إقامة علاقات جيدة مع روسيا متسائلا ” ما المغزى إذا من زيادة النفقات العسكرية وضد من يعدون العدة للحرب ” موضحا أن هنالك كما من التناقضات داخل الحلف ولكن بطبيعة الحال هذا الأمر لا يعني موسكو فهذا شأن الناتو وقال: ” نحن نؤمن بقدراتنا الدفاعية نصنعها بشكل متقن ولدينا أفق لتطويرها في المستقبل نحن واثقون بقدراتنا في هذا المجال”.

وبخصوص العلاقات الروسية الفرنسية بين الرئيس الروسي أن العلاقات بين الجانبين تملك جذورا تاريخية عميقة تبلورت خلال مئات السنين.

وكان الرئيس الروسي أكد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إثر مباحثاتهما فى باريس أول أمس أن روسيا وفرنسا تعملان على ايجاد أرضية مشتركة بشأن القضايا الرئيسية للتحرك قدما نحو حل المشكلات الأساسية في العالم لافتا إلى أنه كرر للرئيس الفرنسي موقف موسكو حيال الأزمة في سورية والمتمثل بأنه لا يمكن مكافحة خطر الإرهاب عبر تخريب مؤسسات الدول التي تعاني منه ومعربا عن الثقة بأنه ” بضم جهودنا يمكن أن نحقق نتائج إيجابية في هذا الإطار”.

من جهة ثانية دعا الرئيس بوتين الدول الغربية إلى التعاون مع موسكو في جميع المجالات بما في ذلك الأمن بدل اختلاق أوهام حول تهديد روسي محتمل.

وقال بوتين: ” هناك أفق فقط في التعاون في جميع المجالات بما في ذلك الأمن.. ليس من الضرورى تصعيد أى شيء ولا يجب اختلاق تهديد روسي مزعوم وحروب تشنها روسيا.. اختلقتم القصة وأصبحتم تخوفون بها أنفسكم” في إشارة إلى الدول الغربية.

وأكد الرئيس الروسي أن المشكلة الرئيسية فى الوقت الراهن هي الإرهاب مشيرا إلى التفجيرات الإرهابية في أوروبا وروسيا.

يذكر أن بوتين دعا مرارا إلى تشكيل تحالف دولي واسع لمواجهة الإرهاب بشكل فعال على أساس قواعد القانون الدولي.

وحول العلاقات مع الولايات المتحدة قال بوتين: إن ” موسكو لم تكن تنتظر أي شيء خاص من واشنطن ” مبينا أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ينفذ سياسة الولايات المتحدة التقليدية.

وأضاف بوتين.. “سمعنا خلال الحملة الانتخابية وجود نوايا ورغبات من جانب الرئيس الذي فاز في الانتخابات وشغل منصبه في تطبيع العلاقات الروسية الأمريكية.. لقد قال ترامب إن العلاقات بلغت أسوأ درجاتها نحن نذكر ذلك جيدا ولكننا نذكر أيضا وندرك أن الوضع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة يتراكم بطريقة يبدو فيها أن الذين خسروا الانتخابات لا يرغبون بتاتا القبول بذلك وللأسف يقومون بشكل فعال جدا باستخدام معاداة روسيا في الصراع السياسي الداخلي من خلال التذرع بحجج واهية ولذلك نحن لسنا في عجلة من أمرنا نحن على استعداد للانتظار ولكننا نأمل بأن يتم تطبيع العلاقات الروسية الأمريكية في وقت ما”.

ولفت بوتين إلى أن ” قوة البيروقراطية فى الولايات المتحدة مستشرية وكثيرا ما تمنع تنفيذ خطط جيدة” وقال: ” لقد تعاملت مع رئيس الولايات المتحدة السابق باراك أوباما وتحدثت مع آخر وثالث..أن الرؤساء يأتون ويذهبون ولكن السياسة لم تتغير هل تعرفون لماذا لان البيروقراطية قوية جدا.. وتغيير هذا الوضع أمر صعب للغاية”.

وأوضح الرئيس ..”  لدي قدر معين من التفاؤل الحذر.. يبدو لي أننا نستطيع بل ينبغى أن نتفق في القضايا الرئيسية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى