سوريةمحليات

سورية وتحديها لثقافة الموت بثقافة الحياة رغم الصعاب (الوصية للعلن)

رنده أحمد جمعه – مرايا الدولية

جزيرة الحرية و تحدي الولادة الجديدة لوصية أهالي عاشوا واقعاً أليماً بدقائق  موت وساعات خوف ورعب وأيام انتظار مريرة بروح سورية صامدة أبية لا تأبى الذل والهوان بتكاتف وتعاضد أخوي سوري أهالي عدرا العمالية لكم التحية.

برعاية وزير الثقافة ومديرية المسارح محمد الأحمد عرض في مسرح الحمرا بدمشق مسرحية “الوصية”  للمخرج ممدوح الأطرش الذي قدم عملاً مسرحياً محاكياً للواقع التي مرت به مدينة “عدرا العمالية” من أحداث أليمة .

حيث نقلت المسرحية سر صمود أهالي عدرا العمالية في مواجهة الإرهاب ودحره بالرغم من التنوع الطائفي الموجود في سورية وعمل الأهالي بإنسانيتهم وشهامتهم المعتادة كشعب سوري بإنقاذ  المهندس حسين غنوم المطلب الأول للمسلحين في عدرا،  هذه حادثة في إحدى أقبية الأبنية ناهيك عن أحداث كثيرة شهدها أهالي العمالية ولم تظهر للعلن.

صرح المخرج ممدوح الأطرش لمجلة مرايا الدولية :أن هذا النوع من العرض المسرحي من أعقد وأصعب العروض  من ناحية طريقة العرض لأنها تعتمد على لغة الجسد لغة الكلمة والإضاءة والحالة التوثيقية وتقديمها بشفافية وكيفية توظيفها درامياً وطبيعة هذه العروض صعبة على المخرج لتحقق رؤية بصرية تصل إلى المشاهد بحرفية .

وأكد مخرج العمل أن الفنان على خشبة المسرح يقوم يقوم بعمله ويدافع عن وجدانه  ويقوم بتوجيه الرسائل الفنية السامية والهادفة لتطهير المجتمع والارتقاء به نحو الأفضل كالجندي السوري على الجبهات على جبهات القتال للدفاع عن سورية .

وأشار إلى أن  الوقت الضيق في إنجاز هذا العمل لم يعطه حقه الكافي ودائما الفنان الحقيقي لا يرضى عن عمله بل يطمح إلى الكمالية والتفوق.

وأضاف أنه بعد الوصية هناك المشروع الأساسي الذي أخذ سنوات لإعداده عمل مسرحية  “الإنسان” وهو عمل عالمي مهم جداً حيث دخلت للموسيقا العالمية وكبار كتاب الموسيقا العالمية وسخرت الموسيقا العربية أن تقبل الأغنية العربية وسيتم افتتاحه في سورية من ثم جولة حول العالم والممثلين سوريين، ونجهز حالياً عروض للوصية خارج سورية لإيصال هذه الحالة التي لم تأخذ حقها الكافي إلى العالم.

ووجه ممدوح الأطرش تحية شكر وامتنان لجميع من ساهم بالعمل من ممثلين وطاقم فني وتقني لروح الفن والأخلاق العالية التي يتحلون بهاو اصرارهم على تقديم هذا العمل.

وقال كاتب العمل فيصل الراشد  خريج تشيك سلوفاكيا: العمل لم أكتبه أنا بل كتبه الأهالي بألمهم بدموعهم بأحزانهم بتكاتفهم، وبحكم معايشتي للواقع لم يتربع جسدي الخوف إلا عندما اكتشفوا بيت المهندس حسين غنوم حيث ذكرت له  سأموت سعيداً وأوصيك بنقل المسرحية، وتجلت بطولة الأهالي بتجاوز المسلحين ومعهم غنوم  وتم التخلص من كابوس رافقنا جميعاً .

وأشار مدير تصنيع المخابز والأفران الآلية المهندس حسين غنوم أحد المحتجزين وقتها أن المعاناة التي جسدت على المسرح لم تشكل 1% من المعاناة الحقيقية   فالعائلات ضمن البناء كانت تضم أهالي من  الشام- التل ديرالزور -الجولان فكانت تشكل سورية الصغرى وتحدث عن معاناته بوصفه  أنه جلس في قبو صغير بطول متر وعرض 60 سم  طيلة فترة الاحتجاز وعندما أعطاني الأهالي قطعة خبز لتناولها صار صراع بيني وبين فأرة على هذه القطعة حتى أعطيتها إياها، وبعد مرور خمسة أيام بدأت أفقد توازني وخرجت علناً وأعادني الأهالي مرة أخرى،وكان في نفس الوقت بتعرض الأهالي لشتى أنواع التعذيب في القبو وانتظار الموت وكانت النهاية بوضعي مع النساء في سيارة حيث نزلنا قبل الحاجز ب 20 متر وأكملت للحاجز سيراً وهذا جاء بعد 20 يوم من المعاناة.

وذكر أن أغلب الأهالي خرجوا، وذبح المسلحين الكثير حيث كانت حادثة عدرا صدمة كبيرة لأنها تضم 5000 موظف  و500 ضابط (مدينة الطبقة الكادحة)،  وأضاف أننا خسرنا الكثير من الناس والبعض ذهب للمبادلة بأفراد من جبهة النصرة، وبين أن سورية بكل أطيافها شعباً وجيشاً وقائداً هزمت أكبر هجمة بربرية عرفها التاريخ حديثاً وقديماً.

وأكد أنه مازال على رأس عمله وأن آخر أعماله في مخبزي (كرم الميسر والزبدية) في حلب، وأنهى غنوم قوله بـ “اعمل لبلدك تعش انت و ولدك”.

أسماء الممثلين المشاركين في العمل  :محمد شما- مروان غريولتي- زهير بقاعي- ممدوح الأطرش- أكرم الحلبي- مروة الأطرش- سليمان قطان- غرام العلي- فادي حموي- رؤى البدعيش- أحمد المحمد.

وتحدث الفنان أكرم الحلبي عند دوره الذي يجسد الشخصية الأصعب في العمل دور المهندس حسين غنوم المطلب الأول للمسلحين.

أشار الحلبي إلى كيفية تعامله مع النص لصعوبة تجسيد الواقع المرير الذي عايشه الناس من خوف وألم ورعب حقيقي ، موضحاً أنه تفاجئ بحضورحسين غنوم لأنه بدور عمل ونقل مقولة هذا الشخص للجميع  وأنهم استطاعوا إيصال ولو جزء بسيط من هذه المعاناة للجميع بحقيقتها ووجعها .

وتحدثت الفنانة مروة الأطرش عن دورها الذي يجسد  شخصية امرأة (نوف) والتي تمثل كل عشائر سورية وكان دور  نوف صعبا لأنه لم يكن نمط  يأتي على مزاج الفنان بل هي امرأة حقيقية واقعية بحتة لم يشبهها أحد وبينت أنها أخذت من الكاتب والأهالي بعض صفاتها لعدم تواجدها في البلد، وكان الأهم هو أداء الدور بحرفية لإيصاله بحقيقته للأهالي المتواجدين في نفس الحدث بالواقع حيث تم التـأكيد على الكلمة ونطقها بالحذافير.

وأضافت أنه تم اختيار عدرا بشكل خاص لأنه لم يسلط عليها الضوء حتى الآن بشكل كاف والهدف هو إيصال الوصية للعالم جميع والعلاقات الإنسانية التي جمعت الشعب السوري كاملاً.

 

وصرحت المسؤولة الإعلامية مزنه الأطرش أن الرسالة التي نوجهها إلى الناس والإعلام من خلال هذه المسرحية بأن سورية تؤكد على تحديها لثقافة الموت بثقافة الحياة رغم كل الصعاب ،وتوجه رسالة بأن أي كائن من كان يحاول أخذ شبر من سورية سيكون الشعب السوري له بالمواجهة لأنه شعب متكاتف مع بعضه البعض يداً بيد بغنى تنوعه وانتمائه وثقافاته ومواقع عمله ليشكل سداً منيعاً بوجه أي غازي. الوصية وصيت إلى المخرج ممدوح الأطرش من أهالي عدرا العمالية وهو بدوره يضعها أمانة في يد الشباب السوري .

 

الرحمة لشهداء بلادي

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى