سوريةمقابلات خاصة

رئيس اتحاد عمال محافظة اللاذقية الأستاذ منعم عثمان: الانتقال من العمل المكتبي إلى العمل الميداني 750 عاملاً تحولوا من عقود مؤقتة إلى سنوية

على مدى أسبوعين، ومن خلال متابعة المؤتمرات السنوية للنقابات باللاذقية، كان هناك حراك عمالي واضح، وسط استجابات من قيادات النقابات بالمحافظة، كان على رأسها القائد النقابي منعم عثمان، الذي أكد معالجة الكثير من القضايا العمالية، والتي لم يتم معالجتها منذ سنوات طوال، في ظل الجهود التي تبذلها التنظيمات النقابية، ورؤساء هذه النقابات.

كيف توصفون الواقع العمالي اليوم، وما أبرز تلك المطالب التي تم تحقيقها كمكتسبات للأخوة العمال في اللاذقية؟

نحن من خلال الدورة النقابية الثالثة والعشرون، كان التوجه واضحاً لدينا منذ بداية الدورة النقابية بهدف الإنتقال، من العمل المكتبي إلى العمل الميداني، ومنذ الأيام الأولى لهذه الدورة، وضعنا برنامجاً للجولات الميدانية، وعلى كافة التجمعات، والقطاعات، والمؤسسات العامة بالمحافظة، و نفذنا منها العشرات من الجولات، والغاية من هذه الجولات، الإطلاع على واقع العمل، والصعوبات، والمشاكل، التي تعترض العمل، أوتحقيق مطالب عمالنا، الذين بذلوا كل جهد حقيقي ممكن، في سبيل تعزيز صمود المواطن، وتأمين السلعة بشكل جيد ضمن الإمكانات المتاحة.

انطلقنا بعملنا بتوجه عام من قيادتنا السياسية و النقابية، من خلال المجلس العام، ونحن وضعنا برنامجاً، من خلاله اطلعنا على واقع العمل، ولدينا مشاكل وهواجس كانت مزمنة، سواء قديمة أو جديدة.

مثلاً عمال المخابز، و لأكثر من عقد من الزمن، ونحن نطالب دوماً لهذا القطاع الصعب، والذي يتطلب العمل به جهداً متميزاً، ونحن نعلم ذلك في محافظة اللاذقية بحكم الظروف، التي تمر بها سورية، ورغم ذاك قمنا بتأمين مادة الخبز لسكان المحافظة، والوافدين، وهذا كان يتطلب جهداً كبيراً ومميزاً، إضافة إلى إرسال الخبز إلى محافظات أخرى، كحلب، وحماه، وإدلب وغيرها.

هذا الأمر يتطلب جهداً كبيراً، واستطعنا تحقيق مكاسب إن كان على مستوى زيادة العمل الإضافي، وزيادة الحافز الإنتاجي، أو على مستوى الطبابة.

إن تأمين الخدمة لهؤلاء العمال، الذين يبذلون هذا الجهد الضخم، كان لايتناسب مع حقهم فعلاً، ونحن جهدنا مع إدارة المخابز ومع الإدارة العامة، وبالإتفاق مع الاتحاد العام، وتم عقد اجتماع نوعي مع السيد وزير التجارة الداخلية، واستطعنا تحقيق هذه المطالب، فقد تمت زيادة الحوافز والعمل الإضافي وارتفعت قيمة اللباس، إضافة إلى نيلنا وعداً واتفاقاً مع سيادة الوزير لتشميلهم بالضمان الصحي، وهذا الأمر يعتبر مكسباً جيداً بعد جهد كبير استغرق زمناً طويلاً.

في القطاعات الأخرى كالبلدية، كانت لدينا مجموعة من العاملين بمجلس مدينة اللاذقية، قد توقفت رواتبهم منذ بداية العام الماضي، و لم يتم تجديد العقود لهم، واستمروا على رأس عملهم ولجأوا إلى جميع الجهات العامة بالمحافظة، ولم نستطع أن نصل إلى نتيجة، لكن، ومن خلال تواصلنا مع رفاقنا بالاتحاد العام، و مع الاتحاد المهني وسيادة وزيرالإدارة المحلية، وبالتنسيق والتعاون مع السيد محافظ اللاذقية، ورئيس مجلس المدينة استطعنا تجديد عقودهم سنوياً، مع الاحتفاظ بحقهم برواتبهم خلال العام الماضي، وكان المبلغ حوالي 35 مليون ليرة سورية، ووعد السيد الوزير بتحويل المبلغ، والآن هم بطور الحل وتجديد العقود تمت منذ الشهر الماضي.

أيضاً في مجلس مدينة القرداحة، كان لدينا عمال تم فرزهم، من الإدارات الأخرى لمجلس مدينة القرداحة، ولهم أكثر من عشر سنوات دون تشميل بالتأمينات الاجتماعية، وليست لديهم تأمينات نهاية خدمة، وضمان شيخوخة، و ليس لديهم تعويض معيشي، ولا يأخذون أي امتياز، ويعتبرون مؤقتين، ولم يتم تجديد عقودهم، بحيث يتحولون إلى عقود دائمة.

إن هذا الموضوع لقي منا جهداً واهتماماً، وكانت النتيجة، انه تم تجديد عقودهم لصالح الخدمات الفنية، مع بقائهم تحت تصرف مجلس مدينة القرداحة، بهذه الحالة ضمنا استمراريتهم بالعمل واستقلالهم، والترفيعات الدورية لهم، وأخذنا وعداً من السيد وزير الإدارة المحلية، بدفع حصة رب العمل عن الفترة الماضية، حتى نستطيع أن نؤمن لهم نهاية خدمتهم، وكان لابدّ من ضم خدماتهم الماضية، وهذا حق من حقوقهم.

في المخابز الآلية كانت لدينا مجموعة من العمال المؤقتين لهم سنوات واستطعنا بتواصلنا وجهدنا، وتعاون جميع الجهات العامة، ورفاقنا بالاتحاد العام كانوا بالمقدمة، استطعنا أن نصل إلى إعلان عن اختبار، حافظنا على عمالنا، وتم تثبيت حوالي 270عاملاً وبقي 39 عاملاً ليس لديهم شهادة إعدادية.

تم التواصل مع السيد الوزير، وخاطبنا الجهاز المركزي، للاستثناء من موضوع الاعدادية، ووعدنا أن نحافظ عليهم بعقود سنوية، حتى يستمروا معنا وكان لهذا الامر جانب اجتماعي، وسعينا ليكون لدينا استقرار وحافظنا على الناس التي تعبت، واستمرت معنا خلال هذه الفترة ومنذ بداية الأزمة حتى الآن بذلوا جهد مميزاً فكان من الطبيعي، أن تكون لهم لفتة وتعاطف، ووقوف إلى جانبهم.

وذات الأمر موجود بالموارد المائية، حيث جرى تحويل عقود من مؤقتة إلى سنوية بحدود 170عاملاً، وأيضاً شركة الإنشاء والتعمير بحدود 180 عاملاً، ومجموع العاملين الذين تحولوا من عقود مؤقتة إلى سنوية، كان بحدود 750 عاملاً.

ولدينا بمؤسسة التبغ 1337 عاملاً بعقود مؤقتة، وتتراوح خدماتهم من العام فما فوق، وتم التواصل مع إدارة التبغ، وطرحنا الملف بالمجلس العام، و كان رفيقنا السيد رئيس مجلس الوزراء موجوداً، مع الوزراء المعنيين بالمجلس وطلبت منا مذكرة تفصيلية عن الموضوع، ورفعنا المذكرة وتابعها رفاقنا بالاتحاد العام، وشكلت لجنة تمثلنا فيها كإتحاد عام، وتمت دراسة الموضوع، ونحن نتابعه حالياً، ونأمل أن نستطيع تحويل جميع العقود المؤقتة إلى سنوية.

إن العديد من القضايا التي طرحت، إن كان موضوع اللباس بالتربية، حيث كانت هناك مشكلة بالمبالغ المخصصة للباس، ولا تتناسب و الأسعار الحالية، فكانت تعطى لقسم من العاملين، والقسم الآخر يؤجل للعام المقبل، وعليه ونتيجة الجهود التي بذلت، استطعنا أن نرفع قيمة الطبابة من حوالي 27 مليوناً إلى 54 مليون ليرة سورية.

ذات الحالة تمت بالموارد المائية وارتفعت قيمة اللباس أيضاً بحوالي 37 مليوناً.

حاولنا خلال الفترة الماضية أن نكون قريبين من العمال، نسمع همومهم ومشاكلهم والمحاولة قدر المستطاع أن نحقق لهم مطالبهم، والحلقة المفقودة بين قيادة النقابة والعمال حاولنا أن نزيلها بأي شكل، وذلك من خلال التواصل المباشر وكنا نطلع على التجمع العمالي، ونقوم بجولة خلف الآلة، وخلف خطوط الإنتاج، سمعنا مباشرة كافة القضايا التي طرحت، حاولنا إيصالها بأمانة وصدق، إن كان للجهات العامة بالمحافظة، والتي استطعنا بالتفاعل مع قيادتنا السياسية والإدارية والنقابية تحقيقها، وهناك بعض الأمور تتطلب قراراً مركزياً، و رفاقنا بالاتحاد العام مشكورين وعلى رأسهم رفيقنا الأستاذ جمال القادري، كان له حضوراً مميزاً ومتابعاً من الطراز الجيد، وفعلاً، ومن خلال نشاطه، وتصميمه، ورعايته لهؤلاء الناس، استطعنا أن نصل إلى مكاسب حقيقية فعلاً.

ذكرتم تحقيق العديد من المطالب العمالية، إلى أي حد تسهم هذه المكتسبات في استقرار أوضاع العمال، وفي تعزيز الصمود في ظل الظروف الحالية؟

لدينا حالياً أكثر من 50 مطلباً عمالياً تحقق في هذا العام، وهذا كان رقماً جيداً بالنسبة للمتابعين في الحركة النقابية، ويتطلب جهداً كبيراً، وحقيقية بُذل هذا الجهد، ونحن منذ بداية الأزمة نقول: يجب أن نكون إلى جانب وخلف الجيش العربي السوري، وهذا الشعار تم تطبيقه من قبلنا.

لا نستطيع تمثيل هذا الشعار، إلا بالعمل ولم يتوقف أي قطاع في محافظة اللاذقية عن العمل، والجميع تابع عمله بشكل جيد، وأصبح لدينا أعباء إضافية، ونحن نعلم بقطاع المطاحن كيف كان يتم إيصال مادة الطحين إلى مدينة درعا، ودمشق، وحمص وكافة القضايا التي وصلت إلى المحافظة، واستطعنا إيصالها إلى محافظات أخرى، كانت تتطلب جهداً مميزاً والكثير من عمالنا تعرضوا للخطر، والخطف، والقتل في الظروف الراهنة، ومع ذلك تابعوا مهمتهم وكان من واجبهم الصمود وصمدوا، واستمرت مؤسساتنا بالعمل، فهذا كان بحد ذاته تحدي لكل المتآمرين على البلد، فبلدنا ستستمر هي ومؤسساتها، ودورها حاضر بشكل دائم.

للاتحاد العام للعمال في سورية دوره وأهميته على مدار السنوات منذ قيام الحركة التصحيحية ودور حزب البعث كقائد للدولة والمجتمع، في ظل الظروف الحالية كيف برزت أهمية هذا التنظيم وماذا نقول عن أهمية هذا الدور؟

إن الطبقة العاملة في سورية، دوماً أخذت دوراً وطنياً، ومنذ بداية تشكلها، وحتى الآن، ونحن كنا معنيين دائماً، بالتوجهات سواء السياسية أو الاقتصادية للبلد، وإن كنا قد سعينا من حيث الاستقرار لنقيم بنية تحتية لأن البلد هي بلدنا، وليس لدينا خيارات أخرى، إلا أن نطوّر بلدنا، ونقدم أفضل ما لدينا حتى تكون سورية كما كانت بلداً مزدهراً ومستقلاً وآمناً وغنياً بإمكاناته وكوادره وموارده.

هذا ما تمت ترجمته على الأرض، من هنا نقول: الرحمة لروح القائد المؤسس حافظ الأسد الذي أعطى الحركة العمالية أهمية كبيرة، وأعطاها دوراً كبيراً وكان بجميع خطاباته يقول: إن جميع القرارات التي يقررها العمال تعتبر قانوناً وتنفّذ.

وتابع: هذا الدور الذي أخذته الطبقة العاملة، تكرس خلال الفترة الماضية، وشاهدنا سورية رغم ست سنوات على بداية الأزمة وحتى الآن كانت لدينا بنية تحتية على مساحة الوطن، كنا ننتظر بالمناسبات الوطنية إن كان بآذار أو بنيسان كيف تأتي الوفود وتدشن المشاريع، ولا تأتي مناسبة، إلا وكانت هناك عشرات المدارس، والجسور، والطرق، والمؤسسات، والشبكات الكهربائية والمائية.

إن البنية التحتية التي حصلت في سورية، خلال الفترة الماضية بتقديري من أفضل البنى التحتية الموجودة على مستوى دول المنطقة، وهذا بفضل الرعاية وبفضل ثقافتنا كطبقة عاملة وحرصنا واهتمامنا بتطوير بلدنا نحو الأفضل.

وهذا الموضوع تعزز بعهد سيادة الرئيس بشار الأسد، وكان دائماً وأبداً يشمل برعاية الحزب الطبقة العاملة على الدوام برعاية أبوية، وكنا الرديف الأساسي والحقيقي لحزب البعث العربي الاشتراكي بالمرحلة الصعبة التي مررنا بها، وكنا الرديف الحقيقي والفعّال لجيشنا الجيش العربي السوري.

إن هذا الجيش الذي نحني له الهامات في كل يوم على مساحة الوطن نرى له انجازات على الأرض، بالرغم من كل هذه المؤامرة الكونية، وبالرغم من هذه الحثالة التي أرسلت من كل الدول إلى بلدنا، لكن جيشنا بإيمانه وعقيدته وباحتضان شعبه له، وحول قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد، استطعنا أن نصمد في وجه جميع الرياح العاتية، التي جاءت إلينا من هؤلاء الارهابيين.

نحن متفائلون بنصر قريب وبائن وواضح، نصر سيكون إنجازاً تاريخياً لأن الذي حصل في سورية، لم يحصل في أية دولة بالعالم، وشعبنا تحمل الكثير، وجاهز دوماً وبصورة خاصة نحن كشريحة أساسية من هذا المجتمع، نحن الطبقة العاملة جاهزون لنقدم أكثر، والدليل أن الكثير من عمالنا تركوا خط الإنتاج وحملوا السلاح، ووقفوا إلى جانب الجيش العربي السوري، ولدينا آلاف الشهداء وآلاف الجرحى، وجاهزون لتقديم المزيد والمزيد وهدفنا النصر.

إن هذه الأزمة أثبتت أن سورية حقاً هي دولة مؤسسات، بدليل بقاء هذه المؤسسات واستمرارها بعملها رغم كل الظروف، ورغم كل هذه الحرب الكونية التي شنّت على البلد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى