سورية

سورية تنهض من جديد كطائر الفينيق في معرض دمشق الدولي بمشاركة 43 شركة عربية وأجنبية

ممثلاً للسيد الرئيس بشار الأسد افتتح رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس  مساء أمس الخميس معرض دمشق الدولي في دورته التاسعة والخمسين بمدينة المعارض على طريق مطار دمشق الدولي.

وبدأ حفل الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وعزف النشيد العربي السوري وتبعها كلمة افتتح بها المهندس عماد خميس المعرض حيث أكد من خلالها أن انطلاق معرض دمشق الدولي هذا العام يحمل رسالة للعالم أجمع بأن إرادة الحياة لدى السوريين كانت وستبقى أقوى من الإرهاب رافعاً راية من رايات انتصار الحياة على القتل والحق على الباطل والشرف على الخيانة والسيادة على التبعية، وأنه لولا دماء وتضحيات شهداء وجرحى الجيش العربي السوري وحلفاء وأصدقاء سورية المقاومين والأوفياء لما استطعنا بفضلهم أن نجتمع لنعلن فصلاً جديداً من فصول الانتصار، ولفت إلى إن معرض دمشق الدولي يعاود هذا العام انعقاده بعد ست سنوات قدمت فيها سورية أغلى أبنائها وأقدس دمائها دفاعاً عن سيادتها واستقلالها ووحدة ترابها.

كما رحب خميس باسم الرئيس الأسد بالضيوف العرب والأجانب المشاركين في فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمعرض دمشق الدولي وقال: “إنني أنقل لكم ولجميع المشاركين تحيات السيد الرئيس وأمنياته بالتوفيق والنجاح وترحيبه الخاص بالأخوة المشاركين من مختلف الدول العربية والصديقة”.

 

وأضاف”أننا نستذكر بإجلال وإكبار تضحيات قواتنا المسلحة التي حملت الأمن والأمان إلى بقاع عديدة في هذا الوطن وجعلت من معرضنا هذا حدثاً ممكناً.. لا بد لنا من الإشارة إلى الجهود الجبارة التي بذلت على مدار الأشهر الماضية وذلك بهدف توفير الظروف الملائمة لتنظيم هذه الدورة بعد أن وصل إخوتنا وأبناؤنا الليل بالنهار لنكون هنا جميعاً وليبقى النجاح حليفنا في هذا المعرض الذي اقترن اسمه بدمشق الفيحاء طوال 63 عاما”.

 

وأشار المهندس خميس إلى أنه خلال السنوات الماضية شكلت محاولات إسقاط مؤسسات الدولة السورية هدفاً مركزياً للقوى والدول المتآمرة حيث استهدفت منذ اللحظات الأولى للأزمة بناها التحتية ومنشآتها الإنتاجية العامة والخاصة وثرواتها ومواردها الطبيعية والاقتصادية بشكل لافت ومفضوح إلى جانب الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجائرة أحادية الجانب التي فرضها الغرب وبعض الأنظمة العربية على الشعب السوري، وأن الذي لم تستطع إدراكه والنيل منه القوى المعادية لسورية هو مستوى التماسك المؤسساتي للدولة حيث لا تزال البنية المؤسساتية قائمة سليمة وصلبة والذي تأثر هوالمارد.

ولفت إلى أن “سورية خسرت خلال الأزمة الكثير من ثرواتها وإمكانياتها وتراجعت مؤشراتها التنموية التي كانت تضاهي بها دولاً كثيرة في المنطقة، معتبراً أن التقديرات الأولية لحجم الخسائر الاقتصادية والاجتماعية التي منيت بها سورية ستكون مؤلمة وصادمة لأصحاب الضمير الإنساني ولكن ما يعزي النفس أن هذه الحرب ورغم كل ما سخر لها من أموال وسلاح ومسلحين وإعلام لم تستطع أن تقتل في نفوس السوريين إصرارهم على الحياة والتمسك بمبادئهم وحقوقهم وتميزهم وإبداعهم.

وأكد  أن “الاقتصاد الذي صمد طيلة هذه الأزمة يستحق أن يكون شريكاً موثوقاً للحاضر وللمستقبل لأن شريكاً موثوقاً بإمكانيات محدودة خير من شريك غني لا يحظى بالمصداقية والثقة”، لافتاً إلى أن عودة الحياة لمعرض دمشق الدولي وبمشاركة واسعة وكثيفة من الشركات المحلية والخارجية تعني أن الحرب فشلت رسمياً في النيل من مؤسسات الدولة السورية وفشلت في قتل إصرار وإرادة السوريين الذين لم ترهبهم طوال السنوات السابقة قذائف الحقد ولم تمنعهم التفجيرات الإرهابية من التوجه إلى أعمالهم والتواجد حيث يريد الوطن وتكمن مصلحته.

 

 

وأشار المهندس خميس إلى “استعداد الحكومة لتقديم كل أشكال الدعم لتعزيز علاقتنا الاقتصادية مع مختلف الدول وتسهيل كل الإجراءات لتنفيذ العقود والصفقات ومشاريع التعاون التي سيشهدها المعرض، وأن النجاح في إعادة دوران عجلة الإنتاج في ظل ظروف الحرب وآثارها يشير إلى أن عزيمة السوريين في مرحلة إعادة البناء والإعمار لن تقل عن عزيمتهم التي هزمت الإرهاب بدليل روح الحياة التي تدب سريعاً في المناطق التي يحررها جيشنا الباسل رغم ما لحق بها من دمار وخراب وتوجه الكثير من الصناعيين إلى ترميم مصانعهم وإعادة تأهيلها لتقلع من جديد دون أن ينتظروا قراراً من أحد فضلاً عن انخراط آلاف الشباب والشابات منذ بداية الحرب في مبادرات وطنية للإغاثة والدعم والتنمية، مبيناً أن المحبين لسورية مطمئنون ومتأكدون أنها “ستنهض من جديد كطائر الفينيق”.

 

وأضاف  “أن انعقاد هذه الدورة من معرض دمشق الدولي هو تتويج لتلك الإجراءات التي من شأنها التعريف بالمنتجات والسلع الوطنية وفتح أسواق جديدة لتصديرها وإتاحة المجال للمشاركين للقاء والتحاور حول فرص الاستثمار المشتركة وتشجيع المستثمرين المغتربين على العودة إلى وطنهم والإسهام في إعادة إعماره وتنميته”.

 

 

 

 

وأكد المهندس خميس “أن المشروع الوطني للإصلاح الإداري الذي أطلقه السيد الرئيس بشار الأسد سيعالج الصعوبات التي قد تعترض السير الأمثل للاستثمارات من قبيل الروتين والبيروقراطية”، مشيرا إلى “أن الحكومة تعكف حالياً على وضع اللمسات الأخيرة لتحديث وعصرنة القانون الناظم للاستثمار لتشجيع الاستثمارات بجميع أشكالها وفتح أبواب التشاركية بما يحقق الضمان والأمان للمستثمر ويقلل مستوى المخاطر إلى أدنى حد ممكن ويفتح آفاق زيادة العوائد ويضمن حرية حركة رأس المال حيث ستكون الحكومة حاضرة لتقديم كل التسهيلات المالية والجمركية والمصرفية اللازمة والتي من شأنها تعزيز فرص الاستثمار”.

 

وأعرب  عن أمله بأن تشكل هذه المناسبة فرصة لبدء التعاون يتم التأسيس عليها للقاءات متكررة ومستمرة تعلن ولادة مرحلة جديدة من الدبلوماسية الاقتصادية والتعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري تصب في مصلحة الجميع، منوها بالدور الإيجابي الكبير الذي لعبه قطاع الأعمال السوري بكل أطيافه خلال الأزمة بشكل عام وخلال التحضير لفعاليات هذا المعرض بشكل خاص داعيا جميع رجال الأعمال والسوريين كافة إلى العودة لسورية والعمل معا للمساهمة في إعادة الإعمار وتجاوز مفرزات الحرب الإرهابية التي فرضت عليها.

وختم المهندس خميس كلمته بالقول من هذا المكان الذي هو عنوان سورية المنتصرة نقول لكم سورية تنبض بالحياة.

 

وبعد الافتتاح قام المهندس خميس بجولة على الجناح السوري وبعض أجنحة الدول المشاركة في المعرض منها الجناح الروسي والإيراني والعراقي والصيني والهندي.

وفي تصريح له خلال الجولة أشار إلى: أن المعرض تظاهرة اقتصادية كبيرة لإعادة الحياة الإنتاجية والاقتصادية ونعول عليه الكثير لتطوير العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية والصديقة ويأتي في إطار بدء إعادة التنمية والإعمار، و أن المعرض ما كان ليحدث لولا تضحيات قواتنا المسلحة التي انتصرت على الإرهاب بالإضافة إلى صمود الاقتصاد السوري بوجه الحصار الجائر وتجاوزه لكل التحديات الاقتصادية التي فرضها الإرهاب.

ولفت المهندس خميس إلى أن الجناح السوري متميز ويتضمن صناعات سورية نوعية إلى جانب تقديم العديد من العروض للشركات ذات الإنتاج المحلي سواء التابعة للقطاع العام أو الخاص.

 

ونوه المهندس خميس بالمشاركات المتميزة للأشقاء العرب ولا سيما العراقيين الذين يعدون شركاء مع الشعب السوري بالحرب ضد الإرهاب وبالعمل المشترك على كل الصعد.

 

كما صرح وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر الخليل: أن المعرض عرس حقيقي وإعلان نصر وتعاف اقتصادي يتشارك فيه السوريون مع وفود رسمية ورجال أعمال ومثقفين وفنانين من الدول الصديقة والشقيقة مبينا أن القطاعات الانتاجية في سورية بدأت تسير بخط التعافي بحماسة كبيرة ومؤكداً أن اصرار السوريين بكل طبقاتهم وفئاتهم وقطاعاتهم على أن يكونوا على قدر المسؤولية أوصلنا لهذه التظاهرة التي أثبتت نجاحها اليوم.

فيما أشار مدير المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس كرتلي  إلى الجهود المبذولة من قبل جميع الفعاليات الوطنية لإنجاح الدورة الـ 59 من معرض دمشق الدولي، معتبراً أن مشاركة ثلاث وأربعين دولة شقيقة وصديقة تثبت أن هناك شرفاء في هذا العالم يؤمنون بسورية ومكانتها.

وعبر كرتلي عن ترحيبه بالحضور العربي والدولي المميز في هذه الدورة التي تعد أكبر دورة في تاريخ المعرض من حيث حجم الإشغالات، مشيراً إلى مشاركة عشرات آلاف العمال في عمليات التحضير لتلبية احتياجات المعرض في جميع النواحي وما سينتج عنه من عقود تصديرية.

وأكد “أننا نلتقي اليوم في هذا الصرح الحضاري المهم الذي عملت على إنجازه مئات السواعد السمر من أرض هذا الوطن.. سواعد اعتادت على البناء وتحويل قاحل الأرض إلى واحات خضراء فعمرت وزرعت ووعدت بالمزيد.. هذا الصرح الذي شرفنا بافتتاحه السيد الرئيس بشار الأسد منذ عقد ونيف فعملنا على الحفاظ عليه وجعلنا منه منارة لاقتصادنا الوطني”.

وأشار إلى: أن “معرض دمشق الدولي عرس وطني لسورية كلها ولد عام 1954 واستمر دون انقطاع حتى العام ألفين وأحد عشر إلا أن غربان الظلام بفكرها الأسود لم يرق لها أن ترى وطننا يزداد خيرا ونماء فصبت نار حقدها ما أدى إلى انقطاع دام خمس سنوات فأبينا إلا أن نرفع شعار الحياة في سورية قولا وعملا وها نحن نجسد مقولة سورية تنبض بالحياة”.

 

ولفت  كرتلي إلى  أن صناعة المعارض من الصناعات المهمة التي يجب علينا أن نرعاها فهي مولدة لفرص العمل ومدرة للربح ولقد قطعت هذه الصناعات شوطا مهما في سورية حيث بلغ عدد المعارض في الفترة الماضية 120 معرضا في المحافظات لافتا إلى أننا اليوم أمام الوجه الجديد لسورية التي بدأت مرحلة الانتصار والتعافي وإعادة الإعمار حيث أثبتنا أننا قادرون وأن تجربة المعرض برهان على الامكانيات الخلاقة لدى الشعب السوري الذي حافظ دائما على مفهومين راسخين هما “الكرامة والإنتاجية”.

ووجه التحية لكل قطرة دم نزفت من شهيد فلولا دماؤهم الطاهرة ما كان احتفالنا هذا وشكر كل الجهود الصادقة التي بذلت وتضحيات جيشنا البطل حامي الوطن وصانع انتصاراته.

وفي ختام كلمته قال نعاهد السيد الرئيس بشار الأسد على المضي قدما لبناء ما خربه الإرهاب في كل مكان فأطفالنا بمدارسهم وعمالنا بمعاملهم وفلاحونا في أرضهم يعانقون حبات ترابنا لننتج خيرا وحبا وعطاء.

 

 

فيما حضر الافتتاح وزراء وسفراء عرب وأجانب وعدد من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي إضافة إلى وزراء الداخلية والإسكان والأشغال العامة والسياحة والإدارة المحلية والبيئة والإعلام والثقافة والنقل والكهرباء والمالية والاقتصاد والتجارة الخارجية والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد إضافة إلى أعضاء من مجلس الشعب ورؤساء الاتحادات والنقابات المهنية وممثلين عن الشركات المشاركة بالمعرض ووفود تجارية وصناعية عربية وأجنبية وشخصيات فنية وإعلامية عربية.

والجدير بالذكر، أن المعرض يمتد على مساحة قاربت أربعة وسبعين ألف متر مربع موزعة على ألف وخمسمئة واثنتين وستين شركة سورية وأجنبية، ويستمر المعرض حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري ويتضمن حفلات فنية لعدد من النجوم والفنانين السوريين والعرب وعروضاً راقصة لفرق فلكلورية ومسرحاً للطفل وسحباً خاصاً لليانصيب وندوات ومحاضرات اقتصادية ومعارض تخصصية مثل الزهور والكتاب والباسل للإبداع والاختراع إلى جانب عدد من الأنشطة التسويقية والعروض الترويجية من قبل المشاركين في مختلف القطاعات مع وجود مراكز للبيع المباشر للمواطنين علما أن النقل متوافر مجاناً من دمشق إلى مدينة المعارض ومن سبعة مراكز انطلاق ذهاباً وإياباً.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى