سورية

السفير الإيراني تركآبادي مكرّماً من تحالف قوى المقاومة الفلسطينية

أريج الحارس _مرايا الدولية

منذ أربعة عقود، اعتبرت إيران القضية الفلسطينية من السياسات المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودافعت عنها بالعقيدة والفكر والموقف والكلمة والدعم المادي والمعنوي والنشاط السياسي والدبلوماسي.

فقبل عقد من الثورة الإسلامية الإيرانية، حثّ الإمام الخميني المسلمين على الدعم والتبرع للثورة الفلسطينية، حتى تستمر في مقاتلة العدو، وفي عام 1979 أطاح بشاه إيران المستبد، عصا أميركا الغليظة وخادم الإمبريالية، والذي كان في حالة تحالف استراتيجي دائم مع العدو الصهيوني وأميركا، فبنجاح الثورة الإسلامية قلب الإمام الطاولة على رؤوس الإسرائيليين ومعهم الأميركيين، وأمر بإغلاق سفارة العدو الصهيوني في طهران، واستبدالها بسفارة لفلسطين، ويسر للفلسطينيين من شؤونهم ما كان عسيراً حتى آثروه، وأتاح لهم من حقوقهم ما كان منيعاً أن ينالوه.

فكانت إيران وما تزال حتى الآن، الخندق الأمامي في الدفاع عن الأمة الإسلامية والقضية الفلسطينية، ودفعت ثمن ذلك غالياً، ولو تحالفت الجمهورية الإسلامية مع العدو الصهيوني والغرب، مثل الأنظمة العربية، لما أُثيرت حولها كل هذه العواصف والزوابع التي تطالب بعزلها ومقاطعتها، وفرض عقوبات عليها.

وكما قال الإمام علي الخامنئي ذات مرة : “إذا توقفت إيران عن دعمها للشعب والمجاهدين في لبنان وفلسطين، فإن الدول المعادية سوف توقف أسلوبها العدائي ضد إيران”.

وتقديراً لهذه المواقف النبيلة، و تعبيراً عن الامتنان للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولأن السفير جواد تركآبادي هو ممثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، فقد رأى تحالف قوى المقاومة والفصائل الفلسطينية أن هذا التقدير سيصل عن طريق السفير إلى كامل أركان قيادة الثورة الإسلامية في إيران.

لذلك قام وفد من الفصائل والقوى الفلسطينية، صباحاً، وبمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، بتكريم سعادة السفير جواد تركآبادي،في مقر السفارة الإيرانية في دمشق .

واعتبر سعادة السفير أن هذا التكريم هو لكل محور المقاومة، وأن القضية الفلسطينية هي القضية الأساسية والمحورية لكل المناضلين في العالم، مؤكداً أن صمود الشعب الفلسطيني بحد ذاته هو انتصار كبير وتاريخي حققه هذا الشعب خلال تاريخ نضاله وتضحياته.

وفي تصريح للصحفيين، قال سعادة السفير تركآبادي: “سعدت جداً بهذا اللقاء الذي أعتبره وساماً وفرحة كبيرة، وأعتقد أن النشاطات القادمة إن شاء الله ستكون مباركة، ونحن ندعم أشقاءنا في فلسطين ومطالبهم الحقة، ونتمنى لهم كل التوفيق والنجاح”.

بدوره قال خالد عبد المجيد، أمين سر تحالف المقاومة الفلسطينية: “نحن هنا اليوم باسم القوى وفصائل المقاومة والهيئات والفعاليات الوطنية الفلسطينية، لتكريم سعادة السفير الأخ العزيز جواد تركآبادي، ومن خلاله للشعب والقيادة الإيرانية، وعلى رأسها سماحة الإمام القائد علي الخامنئي، ونؤكد أن الشعب الفلسطيني سيبقى وفياً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخاصة في هذه الظروف التي تتكالب فيها المؤامرات الغربية، وللأسف من بعض الدول العربية، ونعاهد شعبنا في فلسطين ودول وقوى ومحور المقاومة أننا سنبقى على طريق المقاومة، حتى تحقيق الانتصار في فلسطين وفي كل المنطقة”.

من جانبه قال د. ماهر الطاهر، مسؤول دائرة العلاقات السياسية في جبهة التحرير الفلسطينية : “لا يمكن أن ننسى وقوف الشعب الإيراني منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية إلى جانب كفاح الشعب الفلسطيني، وإن الحصار الذي تتعرض له إيران هو بسبب موقفها الأساسي من القضية الفلسطينية”.

وفي سؤال خاص لسعادة السفير، بخصوص وضع حزب الله على لائحة الإرهاب، قال: ” إن الجهات التي تكن العداء لحقوق شعوب المنطقة وحقوق الشعب اللبناني في أن يتبنى المقاومة الباسلة والمنتصرة، التي استطاعت أن تحقق الانتصار الأعظم على الكيان الصهيوني لتحرير أراض لبنان من براثن هذا الاحتلال أن تضع هذه المنظمة أو الحزب على لائحة الإرهاب، هو خير دليل على أن هذه الجهات هي ذاتها التي تدعم الإرهاب الحقيقي الذي جاء وضرب الأمان والاستقرار في سوريا، والذي مارس أعمال إرهابية على العلن، وأنه قتل الناس الأبرياء، وحاول أن يزرع الخوف والفزع بين الناس الآمنين، هؤلاء هم محتضنين بواسطة القوى التي تدعمهم، وهذا الذي يجعلنا نأسف لهذا المنهج الغير حضاري وغير المتمدن، لبلد يدعي الحضارة والديمقراطية “.

ويذكر أن المشاركين نددوا بخطوات التطبيع واللقاءات والزيارات بين المسؤولين الصهاينة مع عدد من الدول العربية وخاصة دول الخليج، وعلى أنّ محورية القضية الفلسطينية محطّ اهتمام كل شرفاء العالم، كما شدّد الحضور على أهمية متابعة النضال بكل أشكاله من أجل تحرير فلسطين واسترداد حقوق الشعب الفلسطيني، إضافة لأهمية الصمود في وجه كل القوى المستكبرة خاصة بعد القرار البريطاني الجائر ضد حزب الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى