سورية

مشروع إعادة تأهيل الجامع الكبير بحلب

إسراء جدوع /مرايا الدولية

ما إن تعافت و نفضت غبار الإرهاب حتى بثت الحياة من جديد في الشهباء…إنها حلب يا سادة …فلما العجب!.
لطالما تحطمت على سور قلعتها كل المؤامرات و المخططات…لطالما شعبها كان مثالا” للعنفوان و الصمود …لطالما رفض النور الظلمة….مبدداً إياها.
دمر جامع حلب الكبير، المدرج في تصنيف اليونسكو للتراث العالمي، جزئياً خلال الحرب، المستمرة في سورية منذ نحو 8 سنوات.

وقد تحدث كبير مهندسي مشروع إعادة بناء هذا الكنز، الذي يعود إلى القرن الثامن، لمجلة مرايا الدولية عن سير العمل.

كان هناك فناء ضخم من الحجر الأسود والأبيض، حيث كان يتنزه الزوار وتسمع أصوات الأطفال، واليوم هو مليء بأشكال مختلفة من الحجارة.

وجميعها مرقمة لأنها بقايا مئذنة جامع حلب الكبير، وقد انهارت المئذنة، التي يبلغ ارتفاعها 45 مترا في ربيع عام 2013، نتيجة عمليات القتال العنيفة، التي هزت المدينة القديمة.

وينظر كبير المهندسين صخر علبي، أثناء حديثه عن إعادة الإعمار، نظرة تفاؤل إلى العمل ويؤكد أنه لن يتم فقدان أي عنصر من المسجد (المعروف أيضا باسم الجامع الأموي).

وأضاف العلبي سوف يتم بناء المئذنة القديمة، التي تعود إلى عام 1090 (عهد السلاجقة)، من الحطام، وسيتم استبدال الأحجار، التي أصبحت غبارا، بأحجار جديدة.

ووفقا لتقديراته حول حالة المسجد، فقد تم تدمير 30% من لؤلؤة العمارة الإسلامية هذه، والأكثر تضررا هو الجانب الشرقي.

وبدأت عملية إعادة الإعمار رسمياً بعد تحرير المدينة في كانون الأول من عام 2016، إلا أن بدء العمل كان مستحيلاً خلال الأشهر الستة الأولى بسبب الأنفاق والحواجز، التي خلفتها الجماعات المسلحة، التي احتلت المسجد ،وبدأ العمل الفعلي على إعادة الإعمار منذ حوالي عامين.
ومن المقرر أن تستمر عمليات البناء 3 سنوات، لكن المهندس يعتبر ذلك خطوة جريئة، ويتم تمويل المشروع من قبل جمهورية الشيشان.

وحول تكلفة العمل التقريبية، أشار صخر علبي إلى أن العمل قد يتطلب نحو 7 مليارات ليرة سورية، أو 12 مليون يورو.

ويفتخر المهندس أن خبراء محليين فقط يشاركون في عملية إعادة البناء، قائلا: “العمال والمهندسون ومؤلفو المشروع، كلهم سوريون.

وقد ترأس علبي عملية ترميم الجامع الكبير سابقا في الفترة ما بين 2001-2005، الأمر الذي يشكل عاملاً هاماً في الأعمال الحالية.

وتساعد الوثائق التفصيلية، التي تم إعدادها في ذلك الوقت، الخبراء في الحصول على أدق التفاصيل لاستعادة مظهر المسجد قبل الحرب.

وأوضح علبي مع كل الفوضى الحالية، تساعدنا المخططات على فهم كيف وأين كان كل شيء قبل التدمير.

ولجأ الخبراء إلى الأعمال المحلية والأجنبية السابقة حول المسجد ومدينة حلب القديمة، مثل الصور والمخططات والتسجيلات المتوفرة، من أجل تجنب أي أخطاء.

وبني أكبر وأحد أقدم المساجد في حلب في القرن الثامن، وقد تغير وأعيد بناؤه مرارا حتى اكتسب مظهره الحالي في القرن الثالث عشر، ووفقا للأسطورة، يقع هناك قبر زكريا، والد يوحنا المعمدان.

وبدأت آخر عملية ترميم ما قبل الحرب في عام 1999، وبعد عامين من عمل علماء الآثار و4 سنوات من عمل المعماريين، فتح المسجد أبوابه مرة أخرى في آذار/مارس من عام 2006، بمناسبة مهرجان حلب، عاصمة الثقافية الإسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى