روسياسوريةمحليات

المقداد: اتهام سورية باستخدام الأسلحة الكيميائية يكثف بعد انتصارات الجيش السوري

مجلة مرايا الدولية _ رنده أحمد جمعه

حذر نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد من أن جهات معروفة تكثف اتهام سورية باستخدام الأسلحة الكيميائية على خلفية الإنجازات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب.

وأشار المقداد في مؤتمر صحفي عقده اليوم في مبنى الوزارة إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تستمر بتجاهل المعلومات التي تقدمها عن استخدام الإرهابيين للسلاح الكيميائي في حوادث عدة ما يثير الريبة والتساؤل مجددا للتأكيد على أن سورية نفذت قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الخاص بإتلاف البرنامج الكيميائي السوري رغم الظروف الصعبة والمعقدة للغاية.
وانضمت سورية إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013، ووفقا لهذا الانضمام قامت بتجميع كل المواد الكيميائية وتسليمها لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي دمرتها خارج الأراضي السورية.

ولفت المقداد إلى أن هدف الولايات المتحدة وحلفائها من هذه الحملة على سورية هو تقديم الدعم الكامل للإرهابيين الذين يستخدمون السلاح الكيميائي بل تشجيعهم على استخدامه مرات أخرى موضحا أنه منذ بداية هذا العام تم الكشف عن أربع حالات لاستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الإرهابيين في السروج بريف إدلب والمشيرفة، وأشار إلى وجود الكثير من الأدلة على استخدام الذخائر الكيميائية المجهزة بغاز الخردل من قبل المسلحين في السادس عشر من أيلول 2016 في أم حوش وللسارين في 2013 في خان العسل والغوطة الشرقية.
وبحسب المقداد فإن خبراء المنظمة تجاهلوا الأدلة على حصول المسلحين على مخزونات كبيرة من المواد الكيميائية السامة والتكنولوجيا لإنتاجها عن طريق بعض دول الجوار مبينا أنه تم اكتشاف كميات كبيرة من هذه الأسلحة في تشرين الثاني وكانون الأول 2017 في المناطق التي تم تحريرها من سيطرة الإرهابيين.
وأضاف أنه تم العثور في مستودعات للإرهابيين قرب الظاهرية والخفسة في محافظة حماة على حاويات تتضمن 20 طنا وأكثر من 50 قطعة ذخيرة محشوة بالمواد الكيميائية ووجد في تل عدلة 24 طنا من المواد الكيميائية السامة إضافة لمستودع بالمعضمية فيه ذخائر من عيار 240 مم و 160 مم وعلب بلاستيكية تحتوي على الفوسفور العضوي ومصنع في ضواحي السويطرة في ريف حماة لتصنيع مواد سامة مختلفة بالإضافة إلى 54 قطعة ذخيرة كيميائية و 44 برميلا فيه مواد كيميائية، وأكد أن هذه المعلومات لم تثر أي شهية لدى المنظمات التي تدعي أنها تريد عالما خاليا من الأسلحة الكيميائية على الإطلاق بل تفتش فيما يدعيه الإرهابيون من وجود مزعوم لمواد سامة في مناطق أخرى تستخدم من قبل الحكومة( كما يريدون).

ووصف المقداد استنتاجات لجان التحقيق الدولية بما في ذلك لجنة تقصى الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والتي تحمل الحكومة السورية المسؤولية عن استخدام السارين في خان شيخون بأنها تفتقد الموضوعية والمهنية والمصداقية مبينا أن مفتشي آلية التحقيق المشتركة رفضوا زيارة موقع الحدث المزعوم وطبقوا ما يسمى التفتيش عن بعد ومع ذلك تم استخدام هذه التحقيقات لتبرير العدوان الصاروخي الأمريكي على مطار الشعيرات.
وأوضح أن خبراء المنظمة قاموا بناء على طلب سوري دعمته جمهورية روسيا الاتحادية بزيارة المطار بعد ستة أشهر من تاريخ الاعتداء عليه لكن فريق الخبراء وصل دون إحضار التجهيزات اللازمة للتحقيق، ولم يرفع عينة واحدة من المطار وذات الأسلوب تكرر في التحقيق باستخدام غاز السارين في اللطامنة والكلور في الغوطة الشرقية.


وبين نائب وزير الخارجية والمغتربين أن سورية أبدت استعدادها لتأمين وصول فرق التحقيق إلى آخر نقطة للجيش العربي السوري وطلبت من الفرق التي زارت سورية أن تتصل بقطر والسعودية والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ليؤمنوا لهم وصولا آمنا إلى المناطق التي يسيطر عليها عملاؤهم الإرهابيون لكنهم رفضوا لأنهم يعرفون أن أي تحقيق موضوعي ذي مصداقية لن يوصلهم للنتيجة التي يريدونها، وبين أنه رغم الاتفاق مع بعض التنظيمات المسلحة على السماح لخبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالدخول إلى مناطق يسيطر عليها المسلحون مع ضمانات تتعلق بأمنهم فإن الخبراء لم يزوروا هذه المناطق لجمع الأدلة والعينات.

وردا على سؤال مجلة مرايا الدولية عن المعلومات المذكورة لدخول أطنان من المواد الكيماوية التي دخلت إلى الأراضي السورية من تركيا بهدف إعادة مسرحية الكيماوي، أنه هل ستبقى الانتهاكات التركية الأمريكية بحق الشعب السوري فيما المجتمع الدولي يحمل القيادة السورية المسؤولية، وإلى متى ستعولون على المجتمع الدولي المرتهن للإملاءات الأمريكية؟
أكد أنه لا يوجد صوت أعلى من صوت الشعب السوري الذي تحترم قيادته صوته وإرادته وتعبر عنهما في مختلف المحافل والمجالات فيما تتعلق بإدخال مواد كيماوية عن طريق تركيا ودفع أمريكي غربي للمسلحين، وأكد أنه يجب أن نكون والمجتمع الدولي ضد ذلك.

فإذا لم يكن هناك من رادع أخلاقي من قبل تركيا ولا رادع منطقي للإدارة الأمريكية والدول الغربية فأعتقد أنها ستستمر بذلك إلى أن تتحد دول العالم التي ترفض استخدام الأسلحة الكيمائية وتقول:” كفانا تلاعب و فبركات في هذا المجال” وسنبقى دائما نتابع هذا الملف والمؤامرات التي تحاك ضدنا وضد أي دولة ويسعون لاتهامها بمثل هذه الاستخدامات لتعرية أهداف و سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وتركيا و وحشيتها في التعامل مع الشعوب عندما لا تتردد بالدفع بالأسلحة الكيمائية لأيدي عملائها لاستخدامها ضد الأبرياء والمدنيين في سورية وغيرها.

أما عن مدى خطورة ما يبنى على التحقيقات التي تخص عينات أخرجت من سورية أكد المقداد أن المصدر الوحيد لهذه العينات هو التنظيمات الإرهابية المسلحة لأن سورية أنهت بشكل تام إخراج كل المواد الكيميائية السامة بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية متسائلا… “ماذا تتوقعون من أي تحقيق يجري في تركيا غير أن يكون الشهود مزورين والمعلومات مزورة والمواد التي تم تقديمها مزورة”.

و عن إمكانية استخدام موضوع السلاح الكيميائي ذريعة للاعتداء على سورية عسكريا قال المقداد: “لدينا الأسلحة التقليدية الكافية للدفاع عن سورية وليس هناك أي مبرر لقيام أي دولة في العالم بتهديد سورية أو توجيه أسلحتها لضربها سوى أنهم يريدون دعم الإرهابيين” مضيفا ننصح الكل بألا يغامر عسكريا لأن الوضع الدولي لم يعد قادرا على تحمل مثل هذه الممارسات العدوانية.

أما  الطرق القانونية المتاحة أمام سورية للدفاع عن نفسها في هذا الملف أوضح المقداد أن محكمة العدل الدولية غير مختصة بهذا الملف والمحكمة الجنائية الدولية يتم تسييسها ولجان التحقيق قدمت تقارير مزورة ومع ذلك نناضل لإيصال هذه المعلومات للمنظمات الدولية.

ونبه إلى أنه بتاريخ 7 آذار وردت معلومات بأن المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية تخطط لفبركة تمثيلية قصف كيميائي واتهام الجيش العربي السوري بها والمعلومات تفيد بأن التنفيذ سيكون غدا أي قبل انعقاد المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حتى يوضع الملف على جدول الأعمال تمهيدا لإدراجه ضمن الإحاطة التي ستقدم لمجلس الأمن حول الموضوع.
وشدد المقداد على أن سورية لم ترفض طلبا واحدا حتى اللحظة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لكنها لن تقبل بأي لجنة من مجلس حقوق الإنسان لأنه مسيس ومواقفه مبنية على الوقوف التام إلى جانب الإرهابيين .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى