سوريةمحليات

“سورية القلب الكبيرة” تحمل وعوداً هادفة لأهالي إدلب

انطلاق أعمال "سورية القلب الكبيرة" ضمن مبادرة "إدلب رح ترجع وتتعمر"

وفاء دريبي – مرايا الدولية

تحت رعاية “فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي” وبدعم ورعاية من “اتحاد غرف التجارة السورية” أقيم يوم أمس ملتقى رجال الأعمال تحت عنوان “سورية القلب الكبير” ضمن مبادرة “إدلب رح ترجع وتتعمر” التي أطلقها الدكتور فادي البر المنسق العام للمبادرة، وذلك بفندق الداما روز بدمشق.

وقد بدأ الملتقى بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء والنشيد العربي السوري، تلاه عرض فيلم وثائقي من إنتاج الهيئة العام للإذاعة والتلفزيون تحدث عن واقع ادلب ما قبل الحرب وخلال الحرب وعلى واقع ادلب الحالي.

و ناقش المُلتقى سُبُل التعاون بين أهالي دمشق وريفها وأهالي باقي المحافظات من خلال تقديم الدعم المعنوي والنفسي لأبناء هذه المحافظة، كما تم بحث مواضيع عديدة منها الاستثمارات المطروحة في إدلب وكيفية التعامل معها.

وفي كلمة لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “طلال البرازي”، أكد من خلالها أن محافظة إدلب من أكثر المحافظات التي دفعت ثمناً باهظاً بسبب تجمع كل اشكال الإرهاب فيها، لافتاً إلى أن العمل جاد ومستمر اليوم لإعادة جميع السوريين إلى مناطقهم، وأن الحكومة قامت بإعادة بعض المؤسسات الحكومية للعمل في المناطق المحررة، موضحاً أنه ومن خلال هذا الملتقى سوف نساهم مع اتحاد غرف التجارة بعودة المهجرين والأهم عودة الخدمات والمؤسسات الاقتصادية والمدارس لإعادة الحياة من جديد إلى المحافظة.

من جانبه توجّه الرفيق أسامة قدور فضل أمين فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي راعي المبادرة في كلمة له بالشكر للوزير البرازي والتجار والصناعيين الذين لبّوا النداء لدعم أهالي محافظة إدلب في ظل الظروف الراهنة، مؤكداً أن الهدف اليوم هو العمل على إعادة الحياة الاقتصادية والصناعية والتجارية لمناطق إدلب المحررة ودعم صمود المهجرين في المحافظات السورية من أبناء محافظة إدلب، مشيراً إلى مدى أهمية أن يلتمس المهجرين ثمار هذه المبادرة على أرض من خلال المشاريع والمنشآت التي سوف تحقق فرص عمل لهم وتحسن من مستوى معيشتهم في ظل الحصار الاقتصادي الذي تتعرض له سورية.

بدوره، لفت محافظ إدلب اللواء محمد نتوف في كلمة له، إلى مدى أهمية الوقوف على الواقع ومتابعة الأعمال الميدانية التي ستتم قريباً ومنها انتقال الدوائر الحكومية إلى مدينة خان شيخون مؤقتاً ريثما يتم تحرير ما تبقى من محافظة إدلب بما فيه مركز المحافظة، ولفت إلى أنهم مستمرون في العمل على إعادة تأهيل كافة المنشآت الخدمية في ريف إدلب حيث تم مؤخرا ربط الكهرباء بين حماة وريف إدلب الجنوبي وتأهيل عدد من آبار المياه وتأهيل عدد من الطرقات وافتتاح عشرات المدارس.

وأكد نتوف إلى أن مرحلة إعادة الإعمار تحتاج إلى دعم ومساندة من قبل الوحدات الإدارية لتمكينها من تقديم الخدمات للمواطنين عبر رفدها بالمعدات والوسائل اللازمة للقيام بفتح الطرقات وإصلاح البنى التحتية وتقديم مختلف الخدمات ضمن إطار عمل مجلس المدن والبلدات، مشيراً إلى أن عودة الأهالي إلى بلداتهم هي من يعيد حركة الإنتاج خصوصاً الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.

وصرّح المنسّق العام للمبادرة الدكتور فادي البر أن المبادرة انطلقت وفق منهج يهدف إلى توحيد الجهود بين القطاع الخاص والجهات الحكومية على كافة الاصعدة، وأهم رسائل المؤتمر في مجال قطاع الأعمال أن إدلب منهكة اقتصادياً وأن جميع تجارها وصناعييها ومزارعيها منهكون ويحتاجون إلى يد العون من رجال أعمال دمشق وغرف التجارة والصناعة باعتبارهم المعنيين بإعادة كل حبة تراب في سورية إلى أصحابها.

ونوّه البر إلى ضرورة تكاتف الجهود والتجهيز لعودة الأهالي إلى بيوتهم لأنهم هم من سيزرعون الأمل والحياة، مشيراً إلى أنه سيقام سوق للتسوق في خان شيخون وسيتم من خلاله توزيع السلل الغذائية من غرفة الصناعة وغيرها من المبادرات للأهالي بهدف إعادة الحياة لإدلب من جديد.

وفي سؤالنا الخاص لعضو مجلس الشعب وأحد أعضاء المبادرة الدكتور صفوان القُربي عن مدى أهمية هذه المبادرة وماذا سنلتمس منها، قال: “إدلب رح ترجع وتتعمر” تضيء على إدلب بكافة ملفاتها، وعملياً سيتم فتح المرحلة القادمة ما بعد التحرير، فنصف المحافظة حالياً محرر، ونحن أمام تحرير إضافي قريب لأجزاء مهمة من جغرافيا المحافظة، و يتم العمل حالياً على تنشيط عودة الأهالي إلى الجزء المحرر منها، فلا بد من أن نضع في الحسبان أنه لا خدمات ولا تنمية ولا استثمار دون عودة الأهالي لأن هذه العودة تعني التحفيز على القيام بخدمات أكثر..

وتابع القُربي، إن “شعب إدلب شعب نشيط يتقن الزراعة والعمل ومحب للحياة، لذلك لابد من تسهيل عودتهم وعندها سنرى الأمور تسير بأفضل ما يكون، وقد لمسنا وعود حكومية طيبة ووعود أهلية بالمساعدة ننتظر منها كل الخير للمرحلة القادمة”..

وأشار القُربي إلى أن إدلب ليست إرهاب وليست النصرة وداعش وأحرار الشام والإرهابيين كما حاول البعض تشويه صورتها، بل إدلب ثقافة وتاريخ وحضارة وزيتون وزراعة وغيرها، فهي كانت خط الدفاع الأول عن سورية، وتحملت الكثير من الجوار التركي القاسي ومن المجموعات التي تجمعت فيها كنقطة تصفية نهائية قبل التحرير..

وقد خرج الملتقى بمجموعة مخرجات أهمها، تشكيل وفد من رئاسة اتحاد غرفة التجارة السورية ورجال الاعمال لدمشق وريفها لزيارة المناطق المحررة والاطلاع على الاستثمارات على أرض الواقع، وإصدار تشريع خاص على الاستثمارات بمحافظة إدلب، والمطالبة بتشكيل فريق حكومي من عدة وزارت لخدمة قطاع الأعمال وإعادة الحياة إلى المدن المحررة، والعمل على نقل كافة الإدارات إلى محافظة إدلب في مدينة خان شيخون، ودعم العائدين من المناطق المحررة من أهالي المحافظة في ترميم بيوتهم وإصلاحها، ودعم المهجرين في المحافظات وخاصة حماة واللاذقية.

وحضر الملتقى وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك طلال برازي والسيد أكرم العجلاني نائب رئيس مجلس الشعب والرفيق أسامة قدور فضل أمين فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي ومحافظ دمشق الأستاذ عادل العلبي واللواء محمد نتوف محافظ إدلب ورئيس اتحاد غرف التجارة السورية أبو الهدى اللحام وبعض من أعضاء مجلس الشعب ورجال أعمال وأعضاء في السلك الدبلوماسي. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى