سورية

رامي الشاعر: ضغوط أوروبية وأمريكية.. والأسد إلى الانتخابات الرئاسية السورية

الشاعر: روسيا تتعامل مع الأسد باعتباره الرئيس الشرعي لسوريا

رامي الشاعر
كاتب ومحلل سياسي

1. يتقدم سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد إلى الانتخابات الرئاسية السورية في ظل تزايد الضغوط الاوروبية والاميركية لمنع وجوده في سدة الرئاسة “

هل تستطيع سورية بقيادة الرئيس الأسد ان تكسر العقوبات والحصار الدولي؟؟ وما الدور الذي تلعبه روسيا في هذا الإطار باعتبارها عنصرا اساسيا على الساحة السورية”؟؟

بتاريخ ٢٠٢١/٢/٢٠ نشرت قناة روسيا اليوم مقالي تحت عنوان “هل تلجأ دمشق للتطبيع مع اسرائيل؟”
وقد جاء في مقالي أن إجراء الانتخابات السورية وفقًا للدستور الحالي، يعني أنها ستجري وفق موعدها لعدم وجود مخرج آخر، وإذا لم يحدث ذلك فسوف يفقد النظام شرعيته، لمخالفته الدستور الحالي، وذلك في ظل ثقته التامة في إعادة انتخابه في ظل الظروف الراهنة، ووفقًا لمعطيات الوضع الحالي حتى لو شارك في الانتخابات جميع السوريين في مخيمات اللجوء أو المواطنون في الخارج.

 

2. كما نعلم ان وزير الخارجية* *الروسي لافروف قام بجولة خليجية “هل بسورية نصيب من هذه الجولة؟ وماذا يمكن أن ينتظر سورية في المرحلة القادمة”؟

روسيا ساعدت وتساعد سوريا في الحفاظ على سيادتها الكاملة ووحدة أراضيها، وتقف إلى جانبها حتى تحرير أراضيها بالكامل بما في ذلك الجولان المحتل، وجميع البيانات والتصريحات التي تصدر سواء أثناء اللقاءات الثنائية الروسية السورية أو أثناء اجتماعات مجموعة أستانا أو فعاليات هيئة الأمم المتحدة وسائر المحافل الدولية تؤكد على ذلك بما لا يدع مجالاً للشك.

روسيا كذلك، تحترم القوانين الدولية الخاصة بمفاهيم السيادة، لذلك تتعامل مع الرئيس السوري، بشار الأسد، باعتباره الرئيس الشرعي لسوريا، والذي جاء لسدة الحكم بناءً على انتخابات جرت في إطار الدستور الحالي.

من المهم أيضاً التأكيد على أن روسيا ليست عنصراً أساسياً على الساحة السورية، بل تواجدها مؤقت بناءً على طلب رسمي من السلطات الشرعية السورية، وساعدت في القضاء على المنظمات الإرهابية الدولية.

أما الآن فتساهم بالاشتراك مع إيران وتركيا في الحفاظ على نظام وقف إطلاق النار، ونظام التهدئة، وتدعم جهود هيئة الأمم المتحدة الخاصة بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 للتوصل إلى توافق بين جميع القوى السياسية وممثلي المجتمع السوري والاتفاق على تعديل دستوري أو دستور جديد. ولكن، إلى أن يحدث أي تقدم أو اتفاق على ذلك، تبقى السيادة السورية مجسّدة في الدستور الحالي وهذا لا يخالف أبدًا قرار مجلس الأمن 2254 .

3. البعض يقول بنظرية ان روسيا وامريكا متخاصمان في العلن ومتفاهمان في الخفاء “هل روسيا متمسكة بشخص الرئيس الأسد؟ أم أن البديل غير موجود”؟

روسيا تعتبر أن العقوبات الاقتصادية على سوريا من قبل واشنطن وبعض الدول الغربية تلحق ضرراً كبيراً في الاقتصاد السوري، والذي تنعكس آثاره السلبية على عامة الشعب السوري.

كذلك تعتبر روسيا أنه، وبعد أن تم القضاء على الإرهابيين في سوريا، والتوصل إلى اتفاق التهدئة، يجب على المجتمع الدولي أن يساهم في مساعدة سوريا كي تتجاوز الآثار السلبية التي لحقت بها وبالشعب السوري. ومن الصعب أن تستطيع سوريا بمفردها تجاوز آثار الحرب، ومشكلات اللاجئين بدون المساعدات الخارجية، وسوف يطيل عدم تقديم هذه المساعدات أمد معاناة ملايين السوريين، ممن أصبحوا ضحية للتدخلات الخارجية في سوريا، سواء من أرسل وموّل ودرّب الإرهابيين، وساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تدمير البنية التحتية في سوريا، وشرّد وهجّر الملايين. تواصل روسيا وإيران، على مدار سنوات الأزمة السورية، تقديم المساعدات الإنسانية وخاصة الوقود والقمح والدواء. لكن هذا لا يكفي، خاصة وأن هذا يواجه من أطراف أخرى بتشديد العقوبات، ومنع المؤسسات الدولية من القيام بواجباتها الإنسانية. وللوضوح، فإن كل الإجراءات الأمريكية من عقوبات وغيرها ضد سوريا، تعيق عمل ومهام هيئة الأمم المتحدة في التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، على النحو الذي يريد السوريون التوصل إليه.

4. الكل يستحضر الان اللجنة الدستورية وتضمين الحكومة شخصيات معارضة “ما هي قراءتكم لمثل هذه التغييرات؟ وهل تسعى روسيا على رعاية حل يعطي للمعارضة نصيب من الحكومة”؟

ليس هناك أي تنسيق بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن سوريا نهائياً، بل على العكس، تسعى روسيا إلى مساعدة سوريا بينما تبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها في إعاقة هذه العملية، كما تفعل في ملفات النووي الإيراني أو حل القضية الفلسطينية بشكل شامل وعادل.

موقف روسيا بشأن الحوار بين النظام في دمشق والمعارضة السورية واضح جداً ومعلن، ويعرفه جميع من يشاركون في لقاءات جنيف، ومن شاركوا في مؤتمر سوتشي للحوار السوري السوري، وفي لقاءات موسكو أو القاهرة. روسيا لا تتدخل نهائياً في تشكيلة الوفود التفاوضية السورية، ولا بعمل اللجنة الدستورية، وتجري لقاءات مع الجميع على قدم المساواة، دون تمييز بين أي من الأطراف أو الشخصيات من المعارضة أو من دمشق. ومن المعروف مسبقاً أن السعودية هي بمثابة وسيط، تجتمع لديه المعارضة في الرياض، لترتيب أوضاعها، بينما ترك تنظيم اللجنة الدستورية لهيئة الأمم المتحدة. أما بخصوص تأثير روسيا لتأمين حصة للمعارضة في الحكومة السورية، فهذا أمر غير صحيح نهائياً، لأن روسيا تعتبره شأناً سورياً داخلياً، يجب أن يتوصل إليه السوريون أنفسهم.

5. يحكى الكثير عن دور روسي لترتيب العلاقة بين سورية والكيان الصهيوني في الإمارات “إلى مدى هذا الكلام دقيقا؟ وهل تعتقدون ان سورية يمكن أن تتخلى ان عمقها العربي وهويتها المتاهضة لإسرائيل”؟

كذلك فإن روسيا لا تقوم بدور الوسيط بين سوريا وإسرائيل، ولا تنسّق مع دولة الإمارات العربية المتحدة بخصوص ذلك. نعم، حاولت بعض الشخصيات القيام بدور الوسيط، وأعرف أنها زارت موسكو والإمارات، لكنني لا أستطيع التأكيد على هوية من تمثله هذه الشخصيات، مع اعتقادي أنها تمثل أجهزة أمنية استطلاعية.

موقف روسيا بخصوص القضية الفلسطينية هو الآخر واضح ومعلن، وقد عبّرت روسيا أكثر من مرة عن استعدادها لاستضافة حوار فلسطيني إسرائيلي في موسكو. أما بخصوص العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية، فموسكو تعتبر ذلك شأناً داخلياً لكل دولة على حدة، ولها الحق في تحديد مسار سياستها الخارجية، ونطاق علاقاتها مع الآخرين.

أعتقد أن سوريا لن تتخلى نهائياً عن موقفها المبدئي بخصوص دعم حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، ولن ترضى بأي تنازلات تخص استعادة كامل الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلّة.

وفيما يخص ذلك، فإنها تجسّد العمق العربي الحقيقي والصادق لمشاعر وطموحات الجماهير العربية، وتتعرض نتيجة لذلك لأعنف المواجهات العدائية.

6. هل ستعود سورية إلى جامعة الدول العربية في ظل تقدم المفاوضات السعودية الإيرانية؟

 

عن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. فأنا على يقين أن ذلك سيتحقق، ولكنه ليس مرتبط بتحسّن العلاقات السعودية الإيرانية، بقدر ما لذلك من أهمية كبيرة لإعادة العمق العربي وهويته الأصلية، وعودة المياه لمجاريها، وما لذلك من تأثير إيجابي في خدمة العالم والشعوب العربية وتوحيد الجهود لإنهاء الأزمات كافة، في اليمن وليبيا ولبنان وفلسطين وسوريا.

#سورية_لا_يقودها_إلا_الأسد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى