مقابلات خاصة

رئيس اللجنة العليا لدعم الحشد الشعبي في ديوان الوقف الشيعي الشيخ طاهر الخيكاني لمجلة مرايا الدولية: • اللجنة العليا مهمتها دعم الحشد الشعبي بالأمور اللوجستية ومعالجة الجرحى وتكفّل بعائلات الشهداء

إن توفير مقومات الصمود هو الطريق إلى الانتصار والمحافظة عليه… ونشر الوعي الفكري بضرورة التوحد ومحاربة كل أشكال الفتنة والتمذهب… من هنا برزت اللجنة العليا لدعم الحشد الشعبي من ديوان الوقف الشيعي لتثبت للعالم أن العراق للعراقيين… كل العراقيين…

من هنا كان لقاؤنا مع رئيس اللجنة العليا لدعم الحشد في ديوان الوقف الشيعي الشيخ «طاهر الخيكاني»:

ما هي المهام التي تُعنى بها لجنة دعم الحشد الشعبي، وما هي الخدمات التي تقدمونها على المستوى الطبي واللوجستي؟

اللجنة العليا لدعم الحشد الشعبي تشكّلت بأمر ديواني من رئاسة ديوان الوقف الشيعي حرصاً من سماحة رئيس الديوان واحتراماً لعنوان الحشد المقدس والرجال الأبطال الذين يبرزون كما هو الحال في كل زمن دفاعاً عن الأرض والعرض.

هذه اللجنة كحال بعض الجهات الرسمية التي بذلت ما بذلت وقدمت الدعم بشكل متنوع للحشد وأخذت على عاتقها مهاماً عدة منها: التواجد الميداني في ساحات القتال لتقدم الدعم اللوجستي للأبطال، فكما تعلمون المعركة تحتاج إلى دعم وإطعام المقاتلين ومستلزمات كثيرة يصعب تعدادها بما يتمكن منه ديوان الوقف الشيعي، وهنا الديوان لا يعتمد على تخصيص مالي حكومي مخصص لهذه اللجنة، وإنما على أوقاف هذه اللجنة لتقديم الخدمات للحشد.

والمهمة الأخرى هي تلقي الجرحى ونقلهم من أرض المعركة، والتواصل المستمر مع الميدان، واستطعنا التنسيق بشكل عالٍ من الدقة مع وزارة الصحة حيث هيأت لنا أطباء ميدانيين يتواجدون في مفارغ ميدانية بالقرب من أرض الحدث ليتم نقل الجرحى لأقرب مستشفى في العراق كمستشفى الكتيبة التخصصي او إلى الخارج وحصرا الجمهورية الإسلامية في إيران، ويتكلف المستشفى بنسبة الثلث واللجنة بالباقي، واستقبلت اللجنة جميع الجرحى من الحشد الشعبي والدفاع بكل الفصائل والعناوين.

ما هي برامجكم في إدارة ملف رعاية الأيتام والجرحى؟

نحن نبدأ من النقطة الأولى حين يرتقي عندنا شهيد يكون لنا الحضور في تشييعه بالشكل اللائق، وإخبار بعض الجهات الرسمية لحضورها، حتى على مستويات المرجعية الدينية بالإضافة لتقديم دعم مادي وأخذ الأوراق الرسمية لكل يتيم وعائلة شهيد، ويتم تخصيص برنامج راتب شهري لكل عائلة، بالإضافة للمتابعة التي تضمن استمرارية راتب الشهيد لحفظ كرامة هذه العائلة، فاللجنة العليا تستلم الأوراق وتقدم الدعم أحياناً عبر المحسنين وتارة من أموال اللجنة، كما قمنا بتشكيل برنامج حديث في كل منطقة من مناطق العراق للاتصال بالمعتمدين للمراجع الدينية والعمل بالحصول على إحصائيات بعدد الشهداء لنتمكن من الوصول إلى عائلاتهم وتقديم المساعدات لهم.

هل هناك إحصائيات تقريبية عن عدد الشهداء حتى الآن؟

ليس لدينا إحصائية الآن على اعتبار الإحصائيات تتواجد لدى هيئة الحشد الشعبي، وحسب إحصائيات الحشد الشعبي تقول أنه يوجد أكثر من 6 آلاف شهيد، وأكثر ما يحتاجه عوائل الحشد الشعبي بهذه الفترة هو السكن حيث اعتمدنا على جزء من المبالغ التي يخصصها ديوان الوقف الشيعي وقمنا ببناء 93 بيتاً، وأسسنا مجمع لإيواء أيتام شهداء الحشد الشعبي وهذا البرنامج مستمر إن شاء الله.

تعددت الفصائل لماذا كل هذا التعدد، ولماذا لا تجتمع كل هذه الفصائل تحت فصيل واحد بإدارة واحدة أو مجلس شورى؟

يبقى العنوان واحد مهما تعددت فصائل الحشد الشعبي هو الحشد المقدس ولكل مجموعة اسم «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» فهو قانون الهي، وهذا حال المواكب الحسينية، العناوين متعددة ولكن الهدف واحد والغاية واحدة والقيادة واحدة، فالحشد الشعبي مساند للجيش العراقي بشكل واضح وهو الداعم الرئيسي، وتبقى الإدارة والأوامر وتلقي الأماكن من قبل القيادة تشرف عليها غرفة واحدة منذ بدء التشكيل حيث الحشد منضبط تحت لواء واحد وقيادة واحدة، ولا يوجد أي معركة دون التنسيق مع كل القيادات.

العراق بدأ في نهايات مراحل تحرير الأرض من الإرهاب التكفيري الداعشي، إقليمياً ودولياً وداخلياً، ماذا بعد التحرير من داعش، ما هي رؤيتكم لمستقبل الحشد الشعبي؟

كل من لديه رؤية واضحة واحترام لعناوين معينة أي العنوان الإنساني والأخلاقي والعنوان الديني، كل فرد مهما كان توجهه أو ينتسب إلى دين أو مذهب إذا كان لديه احترام العناوين سيتفاعل مع الحشد الشعبي ويعتبره حشداً مقدساً والعكس بالعكس، لأن الذي نقاتله اليوم لم يأت ليقاتل الدين والإنسان والأخلاق بل الإنسانية برمتها، والحشد أحيا هذه الإنسانية وطبعاً سيكون للحشد أعداء وأصدقاء، ولكن يبقى ما بعد داعش، الحشد عنوان محترم مقدس يحي الإنسانية ويحمي البلاد ويدافع عن الأرض والعرض.

والجيش العراقي يحتاج إلى مساندة، كما نعلم أنه حدثت انتكاسات كثيرة في العراق، وتعرض الجيش ما تعرض إليه من معارك باطلة استنفذت طاقته وقدراته العسكرية، فجاء الحشد ليساند الجيش، وسيبقى مسانداً له، ولا يتصرف إلا ضمن قوانين عسكرية، وجاء هذا القرار بعد مشاورات واجتماعات وجلسات تشريعية حصل القرار في إن الحشد برنامج قانوني ومؤسسة كباقي المؤسسات والأجهزة الأمنية الأخرى كمكافحة الإرهاب، وما قدمه الحشد دليل على أنه مؤسسة عسكرية محترمة.

على مستوى الحشد الشعبي، ما هي مشاريعكم المستقبلية، وما هو طموحكم لترسيخ هذا الحشد أكثر وأكثر؟

نتكلم عن اللجنة ماذا ستقدم بعد داعش، لقد خلفت لنا داعش وأنصارها مجموعة كبيرة من الأيتام والأرامل والجرحى حيث أننا نتلقى اتصالات كثيرة من جرحى الحشد المبتوري الأطراف الذين يحتاجون إلى تركيب أطراف صناعية ذكية، وبدأنا التنسيق مع جهات مختصة على رأسها مستشفى وارث العتبة الحسينية لعلاقاته مع الجهات الأوربية من أطباء أكفاء، وكيفية العمل على الآلية لشمل جميع الشباب الذين فقدوا أطرافهم، كيف سنتمكن من تأمين وتهيئة السكن اللائق لأيتام الشهداء، كيف سنحافظ على الأمهات اللاتي فقدن أولادهن ويحتاجون رعاية تامة.

أمامنا ملف كبير وتحديات كبيرة ما بعد داعش علينا الاهتمام بها، واللجنة ستقوم بتوجيه مباشر من رئيس ديوان الوقف الشيعي بفتح صفحات جديدة وتهيئة كل الطاقات، وللديوان علاقات وطيدة مع بعض المؤسسات التي تتفق مع مدارسه الفكرية والثقافية وبنفس برامجه، فبإمكاننا أن نحتوي أيتام الحشد ونسيطر عليهم فكرياً، بتقديم الفكر الصحيح الذي يحفظهم، وما كان يطمح إليه كل شهيد بإيصال أبنائه إلى مستوى راقٍ، وسنقدم دراسة مستقبلية كيف نسيطر على أفكار الايتام وكيفية تقديم الخدمة اللائقة لنوصلهم إلى دراسات عليا ليصبحوا من قادة العراق.

عبر مجلة مرايا لبنان الدولية، ما هي رسالتكم إلى العراقيين؟

واقعياً أبناء الشعب مروا في تجربة لا يحتاج أن يوضح لهم أحد أو يناديهم منادٍ، مروا بمصائب عصيبة على البلاد والحوادث خير شاهد ودليل، العراق يتكلم مع الجميع وليس مع فئة معينة أو جهة معينة نقول العراق بلد الجميع، بلد الخيرات وهو يحتوي مجموعة من الجهات السياسية والدينية والعرقية.

ما ينفع العراقيون هو أن يتكاتفوا جميعاً، لأن التفرقة والتشاحن لن تنفعهم بل تضعفهم وتولد طمع الأعداء والعدو، داعش ما هي إلا مجموعة جاءت إلى العراق وهي فكر صهيوني وعولمة غربية صنعت هذه المجموعة حتى تقضي على الدين وأتباعه، لأنها حاربت الجميع وقاتلت الجميع، لذلك كلنا في خطر، ونرجو أن تكون تجربة نافعة للعراقيين ليتوحدوا توحداً حقيقياً في صنع القرار وبناء البلد والفكر وصنع مستقبل البلد. لتعود ثمراته على أبناء العراقيين بشكل عام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى