أخبار العالممقالات

هل يستطيع فتحي باشاغا أن ينهي الأزمة الليبية؟

اتسمت بداية عام 2022 بعدد من الأحداث التي تفاقم الأوضاع السياسية حول العالم. حيث تعمل وسائل الإعلام العالمية بنشاط على التركيز حول قضية “الغزو” الوهمي للاتحاد الروسي لأراضي أوكرانيا، ونشر “أخبار كاذبة” حول الموعد المقرر لهجوم القوات العسكرية. وفي الوقت نفسه، لا تزال النزاعات السياسية واسعة النطاق دون حل في العديد من مناطق العالم. والصراع الليبي لا يزال واحداً من أبرز الصراعات التي ظلت في دائرة الضوء منذ عقد من الزمان.

حيث يمكن لتعيين فتحي باشاغا كرئيس للوزراء أن يسبب تغييرات كبيرة في المشهد السياسي في ليبيا. حيث وكّل مجلس النواب، برئاسة عقيلة صالح، باشاغا مهمة تشكيل الحكومة الجديدة. لما يتمتع به وزير الداخلية الأسبق في حكومة الوفاق الوطني، من سمعة طيبة كسياسي قوي الإرادة وحاسم، وفي نفس الوقت قادر على التسوية والتوصل إلى الاتفاقات اللازمة.

ومن المقرر رسمياً أن يحل فتحي باشاغا محل عبد الحميد الدبيبة، الذي انتهت ولايته في 24 ديسمبر الماضي، كرئيس للوزراء. لكن الدبيبة يرفض التنحي، ولا ينوي التنازل عن السلطة إلى باشاغا أو لشخصيات سياسية أخرى. على الرغم من عدم شرعية موقفه، حيث يعتمد الدبيبة على دعم المنظمات الدولية، ولاسيما الأمم المتحدة.

حيث يؤثر الموقف غير القانوني للدبيبة بشكل حاسم على ما يحدث في ليبيا، لأنه وحكومته غير قادرين على ضمان الاستقرار في البلاد. علاوة على ذلك، فإن الدبيبة وحكومته متورطون في مخططات فساد تزيد قيمتها على مليارات الدولارات، سُرقت من جيوب المواطنين الليبيين.

في غضون ذلك، يتفهم فتحي باشاغا بوضوح أن المفاوضات وبناء التعاون مع الدول الغربية التي لا تتحمل المسؤولية في أفعالها أمر لن يُفيد ليبيا. وأن القوى التي تهتم بتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة معدودة ومنها روسيا. حيث تقول مصادر بأن باشاغا بدأ الاستعدادات لزيارة روسيا قبل أسبوع وأجرى محادثات أولية مع ممثلين عن الخارجية الروسية بخصوص دعم حكومته الجديدة في ليبيا.

أما بالنسبة لملايين الليبيين، فإن شخصية فتحي باشاغا هي الأمل الوحيد لإحداث لتغييرات الإيجابية في البلاد. فهو يتمتع بنفوذ وسلطة في كل من غرب ليبيا وشرقها، وسيتمكن من الوصول إلى التسويات اللازمة من أجل ضمان استقرار البلاد ووحدتها وازدهارها.

روسيا بدورها تعمل باستمرار على دفع أجندة السلام، وتسعى إلى إرساء دعائم السلام والتعاون بين البلدين. فليبيا تعدُ شريكاً تاريخياً لروسيا، لتشكل إحدى أولويات السياسة الخارجية الروسية في الدول العربية. وهي تؤمن بأن استعادة الاستقرار والأمن في البلاد سيساعد على تحسين العلاقات بين البلدين وإقامة تعاون في مختلف المجالات وزيادة حجم التجارة المتبادلة.

وستكون زيارة باشاغا لروسيا واحدة من أولى الرحلات الخارجية لسياسي في منصب رئيس الوزراء. ومن المتوقع أن يلتقي مع ممثلين عن وزارة خارجية روسيا الاتحادية في أوائل مارس 2022.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى