سورية

تصريحات ترامب حول سيادة إسرائيل على الجولان تثير غضباً عربياً و تنديداً دولياً: الجولان المحتل سوري

غنوة السمرة|مرايا الدولية

في إطار مساعيه لرسم خريطة الشرق الأوسط وبعد منحه صك القدس لإسرائيل؛ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن وقت الجولان قد حان حيث كتب أمس الخميس عبر حسابه على موقع “تويتر”: “بعد 52 عاماً حان الوقت لتعترف الولايات المتحدة اعترافاً كاملاً بـ “سيادة إسرائيل” على مرتفعات الجولان (السوري المحتل) التي تتميز بأهمية استراتيجية  وأمنية حيوية بالنسبة لـ “دولة إسرائيل” واستقرار المنطقة”.

وفي تعقيب فوري، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شكره لترامب عبر حسابه على موقع “تويتر”: “في الوقت الذي تسعى فيه إيران إلى استخدام سوريا كموطئ قدم لتدمير “إسرائيل” يعترف الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب بشجاعة بـ “سيادة إسرائيل” على مرتفعات الجولان (السوري المحتل). شكراً لك السيد الرئيس!”.

يذكر أنه في عام1981 قرر الكنيست الإسرائيلي في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، قرر ما يسمى ب”قانون الجولان” وهو “فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على هضبة الجولان”

وأقر مجلس الأمن حينها أن الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة واعتبر قرار إسرائيل ملغيًا وباطلًا ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولي؛ وطالبها باعتبارها قوة محتلة، أن تلغي قرارها فوراً
مع ذلك لم يفرض مجلس الأمن العقوبات على إسرائيل بسبب قرار ضم الجولان، من الناحية العملية أدى “قانون الجولان” إلى إلغاء الحكم العسكري في الجولان ونقل صلاحيته للسلطات المدنية العادية. لم يتغير الوضع القائم في المنطقة بشكل ملموس بعد 1981 إذ أقر “قانون الجولان” السياسة التي طبقتها إسرائيل منذ 1967.

 

كان الرد السوري على القرار مباشر وشديد اللهجة حيث اعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري قرار ترامب لا قيمة له والجولان كان وسيبقى سورياً وعربياً، وأكد أن موقف الولايات المتحدة من تبعية الجولان المحتل لن يغير الحقيقة التي تكمن في أنها سورية وعربية.
وأشار الجعفري، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة، إلى أن الحكومة السورية تدين بشدة تصريح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، “غير المسؤول” حول الجولان السوري المحتل والذي قال فيه إن الوقت حان للاعتراف بسيادة إسرائيل على هذه المنطقة.
وقال الجعفري إن تصريحات ترامب “لن تغير من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا”، مضيفا أن “الإدارة الأمريكية لا تملك أي حق أو ولاية في أن تقرر مصير الجولان السوري المحتل”.
وشدد الجعفري على أن “أي اعتراف أو إجراء من قبل الولايات المتحدة حول الجولان السوري المحتل لا قيمة له”.
واتهم الجعفري الولايات المتحدة بأنها “باتت تمثل بسياستها الرعناء العامل الأساس في توتير الأوضاع على الساحة الدولية وتهديد السلم والاستقرار الدوليين”.
وطالب الدبلوماسي السوري الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها بإدانة تصريحات ترامب واتخاذ خطوات فعلية للحفاظ على المبادئ الأممية والقرارات الدولية.
وأعلن الرئيس الأمريكي، مساء الخميس، أنه “حان الوقت” للاعتراف بسيادة إسرائيل الكاملة على هضبة الجولان السورية المحتلة إسرائيليا منذ العام 1967، في موقف رفضه كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

 

توالت ردود الفعل العربية والدولية الرافضة والمنددة بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن سيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا عام 1967.

ولقي موقف ترامب -الذي ورد بتغريدة له مساء أمس الخميس قال فيها “بعد 52 عاماً، حان الوقت لكي تعترف الولايات المتحدة بالكامل، بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان”- إدانات واسعة كما حذرت تركيا وروسيا من تداعياته.

اعتبرت جامعة الدول العربية أن تصريحات ترامب خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي، ولا يحق لدولة، مهما كان شأنها، أن تأخذ مثل هذا الموقف.
وقال الأمين العام أحمد ابو الغيط أن الاعتراف، إن حصل، لا ينشئ حقوقاً أو يرتب التزامات، ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع”.
وأكد الأمين العام أن “الجولان هو أرضٌ سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدو ومجلس الأمن  وباعتراف المجتمع الدولي..”، مضيفاً ان ” عنصر مرور الوقت على الاحتلال الاسرائيلي لا يشرعنه أو يجعله مقبولاً دولياً”.

كما أكدت وزارة الخارجية المصرية على موقفها الثابت، باعتبار #الجولان السوري، أرضا عربية محتلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذي اتخذته “إسرائيل”، بفرض قوانينها وولايتها القضائيّـة وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغياً وليست له أيّة شرعيّة دولية.
وأكدت الخارجية في بيان صحفي، على ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.

أما عن الأردن فقد  أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي موقف الأردن الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة وفقاً لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.
وقال الصفدي في تصريح لوكالة “بترا” الأردنية إن السلام الشامل والدائم يتطلب انسحاب “إسرائيل” من جميع الأراضي العربية المحتلة وإن الجولان السوري جزء لا يتجزأ من هذه الأراضي المحتلة.

التعاون الخليجي 
أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني عن أسفه للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مرتفعات الجولان السورية.
وقال إن تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن الاعتراف بـ “سيادة إسرائيل” على مرتفعات الجولان السورية لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها اسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من حزيران 1967م.
وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون أن تصريحات الرئيس الأمريكي تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، والذي لن يتحقق إلا بانسحاب “إسرائيل” من كافة الأراضي العربية التي احتلتها في العام 1976م، بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.

اليمن

أدان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أكد فيها أن الوقت قد حان لاعتراف أمريكا بـ “سيادة إسرائيل” على مرتفعات الجولان.
وأكد المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ” موقف الجمهورية اليمنية الثابت تجاه الجولان باعتبارها أراض سورية احتلتها “إسرائيل” في 5 حزيران 1967.
واعتبر المصدر تصريحات الرئيس الأمريكي انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ولاسيما قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1967 الذي اعتبر قرار “إسرائيل” ضم مرتفعات الجولان السوري لاغي وباطل ودعاها لإلغائه.

لبنان

أكد المكتب السياسي لحركة أمل اللبنانية في بيان له، أنه “بعد القرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب المحتلة الى القدس المحتلة في ضرب واضح لمشاعر ملايين العرب والمسلمين، واطاحة بكل ما سوق له في عقود مديدة عن حلول للقضية الفلسطينية، يأتي اليوم الموقف الأميركي الذي يشرع الاحتلال والاغتصاب الإسرائيلي لمرتفعات الجولان العربية السورية

فلسطين
ومن جانبها أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ “سيادة” الكيان الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل
وبين الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم في تصريح صحفي أن هذا الاعتراف يفرض وقائع على الأرض من شأنها صناعة أزمات جديدة لا تخدم مطلقا الأمن والاستقرار في المنطقة.

روسيا

قال متحدث الرئاسة الروسية “الكرملين” دميتري بيسكوف، الجمعة، إن دعوة ترامب للاعتراف بـ “سيادة” إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية تزيد من زعزعة أوضاع الشرق الأوسط.

وأضاف بيسكوف في تصريح أدلى به للصحفيين من العاصمة موسكو، وأوضح فيه أن “الدعوات المشابهة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الأوضاع المتوترة حاليا في الشرق الأوسط”

ألمانيا
قالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية “أولريكه ديمر” رداً على سؤال يتعلق بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي دعا فيها للاعتراف بـ “سيادة إسرائيل” على الجولان: إن هضبة الجولان أرض سورية تحتلها “إسرائيل”، مشيرةً الى أن ألمانيا ترفض الخطوات الأحادية.
وأضافت المتحدثة، “تغيير الحدود الوطنية لا بد أن يكون عبر وسائل سلمية بين جميع الأطراف المعنية”.

إيران 

اعتبرت إيران أن تصريح ترامب غير مقبول، وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي إن “هذا الاعتراف غير المشروع وغير المقبول لا يغير حقيقة أنها تنتمي لسوريا”.
وحذر قاسمي من أن قرارات ترامب “الشخصية المتهورة” قد تؤدي إلى سلسلة أزمات في منطقة الشرق الأوسط ذات الوضع الحرج، قائلا إن إسرائيل كقوة احتلال لا سيادة لها على أي أراض عربية وإسلامية، وينبغي وضع حد لاحتلالاتها واعتداءاتها فورا.
كما ذكّر قاسمي بأن قرار مجلس الأمن الدولي ينص على تبعية الجولان للأراضي السورية، مؤكدا أنه “لا حل في المنطقة إلا عبر إنهاء الاحتلال”.
وأشار المتحدث إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتهك فيها ترامب قرارات مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي، مضيفا أن سياسات الرئيس الأميركي تشكل خطرا على العالم كله، لا سيما منطقة الشرق الأوسط.

ولفت قاسمي الى أن إيران ستتابع عن كثب التطورات المستقبلية في الموضوع وستنتهج السياسات المناسبة بالتنسيق والتشاور مع الحكومة السورية ودول أخرى.

فرنسا

اعتبرت فرنسا أن الاعتراف بـ “سيادة إسرائيل” على الجولان السوري المحتل يعد أمرا منافيا للقانون الدولي.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آنييس فان دور مول في بيان: “فرنسا لا تعترف بضم “إسرائيل” للجولان عام 1981 وتعتبر بأن الجولان أرض محتلة منذ عام 1967″.
وأضافت أن، “الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل يعد أمرا منافيا للقانون الدولي الذي يجبر الدول على عدم الاعتراف بوضع غير قانوني”

تركيا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة في افتتاح اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، “الإعلان المؤسف للرئيس ترامب بشأن مرتفعات الجولان، يضع المنطقة على حافة أزمة جديدة وتوترات جديدة”.
وأضاف “من المستحيل بالنسبة إلى تركيا ومنظمة التعاون الإسلامي البقاء صامتتين بشأن موضوع بهذه الحساسية”. وقال “لن نوافق أبدا على شرعنة احتلال مرتفعات الجولان”.
الاتحاد الأوروبي لا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان
ونقلت رويترز عن المتحدثة باسم الاتحاد “موقف الاتحاد الأوروبي لم يتغير.. الاتحاد لا يعترف، كما يتماشى مع القانون الدولي، بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ يونيو/حزيران 1967 بما فيها هضبة الجولان، ولا يعتبرها جزءاً من السيادة الإسرائيلية”.

فيما بيّن مدير مكتب شؤون الجولان لمرايا الدولية أ. مدحت الصالح أن الجولان أرض سورية بالطبع والقرارات تؤكد ذلك وإن كل الخيارات مفتوحة بما في ذلك الخيار المقاوم أي الحرب لأن القوة هي اللغة التي تفهمها إسرائيل لكي تنسحب من الجولان حتى حدود الرابع من حزيران
كما أضاف صالح إن التصريحات الأمريكية تأتي لخدمة إسرائيل واليمين الإسرائيلي لنجاحه في الانتخابات وتمكينه من مشروعه الاستيطاني والاحتلالي والسيطرة على الجولان لفرض قوانين الاحتلال والسيطرة على الجولان بحجة حماية أمن إسرائيل والموقف اللي الرافض لقرار ترامب يعبر عن التزام المجتمع اللي بالقرارات الدولية على اعتبارالجولان أرض محتلة من قبل إسرائيل لكن إدارة ترامب ذاهبة في الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان وهذا يجب أن يقابل بعمل دبلوماسي وجماهيري ومقاوم لهذا المشروع وتبقى كل الخيارات متاحة أمام سوريا لاسترجاع الجولان

يذكرأن الرئيس ترامب  قد وقع في ديسمبر/كانون الأول عام 2017 قراراً اعتبر فيه القدس عاصمة لإسرائيل، متحدياً الإجماع الدولي في هذا الشأن، فهل حان الوقت لشرعنة احتلال الجولان؟ وهل سيؤدي الضجيج و الاستنكارات الدولية نتائج واقعية وفعلية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى