دولي

في يوم القدس العالمي … “القدس لنا ولا لصفقة القرن”

غنوة السمرة_مرايا الدولية

نادته القدس أولى القبلتين وثالث الأراضي المقدسة فوضعها في قلبه وجعلها جوهر قضيته.

أغلق  مفجر الثورة الإسلامية الإيرانية السفارة الإسرائيلية وطرد سفيرها من بلاده وأحل  أصحاب الحق والأرض.

هو الإمام الخميني (قدس سره) اصطفى من شهر الغفران جمعته الأخيرة جمعة الوداع،  لتكون يوماً للقدس يوماً يتآلف فيه المسلمين من المشرق إلى المغرب نصرة للأقصى.

في السابع من شهر آب عام ١٩٧٩ المصادف للثالث عشر من شهر رمضان الكريم عام ١٣٩٩ دوّى نداء الإمام الخميني (قدس سره) العالم وصدح أعقاب الأرض:

«وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين. لسنوات عديدة، قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة والتي اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي هي، في جنوب لبنان على وجه الخصوص، مستمرة في قصف منازل الفلسطينيين على أمل سحق النضال الفلسطيني. وأطلب من جميع المسلمين في العالم والحكومات الإسلامية على العمل معا لقطع يد هذه الغاصبة ومؤيديها.

وإنني أدعو جميع المسلمين في العالم لتحديد واختيار يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة في شهر رمضان الكريم – الذي هو في حد ذاته فترة محددة يمكن أيضاً أن يكون العامل المحدد لمصير الشعب الفلسطيني – وخلال حفل يدل على تضامن المسلمين في جميع أنحاء العالم، تعلن تأييدها للحقوق المشروعة للشعب المسلم. أسأل الله العلي القدير أن ينصر المسلمين على الكافرين»

توالت السنون وعهد المسلمون وكل معاد للصهيونية إحياء ذكرى يوم القدس حتى يومنا هذا

الدول المشاركة في إحياء يوم القدس ٢٠١٩

إيران

وفي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان لهذا العام ٢٠١٩ كانت إيران ورغم الحصار الخانق والعقوبات العالمية التي تعاني منها من أولى الدول التي أحيت هذه الذكرى حيث شارك الملايين من أبناء الشعب الإيراني في مسيرات ضخمة  معلنين رفضهم لـ”صفقة ترامب” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.

حديث قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي عن يوم القدس

“قضية يوم القدس هذا العام أهم من أي عام مضى طبعاً فإن قضية فلسطين قضية أساسية لا تختص بالحكومات والبلدان الإسلامية قضية فلسطين قضية إنسانية طبعاً فإن هذا العمل يشكّل للمسلمين أهمية أكبر وأولوية أكثر وإضافة للجانب الإنساني ينطوي على جانب شرعي وديني أيضاً”
وأكّد آية الله خامنئي على أن مسيرات يوم القدس الشعبية دفاعاً عن فلسطين لطالما كانت مهمة وتابع سماحته قائلاً: مسيرات هذه السنة أهم من السنين السابقة بسبب هذه الخيانات التي يمارسها بعض أذناب أمريكا في المنطقة من أجل تثبيت “صفقة القرن”؛ لن يتم ذلك ولن يتحقق أيضاً وسوف تتلقى أمريكا وأذنابها الهزيمة حتماً في هذه القضية.
وأضاف سماحته في هذا الصدد قائلاً: فرق مسيرة هذا العام عن الأعوام السابقة هو أنهم يجاهرون اليوم بأننا نسعى للقضاء على قضية فلسطين ومحوها من قضايا العالم؛ طبعاً هم لن يستطيعوا فعل أمر كهذا وسوف يُمنون بالخيبة.

وشارك عدد من كبار المسؤولين الايرانيين في المسيرات المليونية التي شهدتها طهران الجمعة، بينهم الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني ورئيس السلطة القضائية ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.
وقال الرئيس حسن روحاني للصحفيين اثناء مشاركته في المسيرات الجماهيرية: “لا شك، صفقة القرن ستتحول الى إفلاس القرن”.
الرئيس روحاني أشار الى أن يوم القدس يتمتع بأهمية كبيرة في تاريخ الثورة الاسلامية، قائلاً، يوم القدس هو يوم مواجهة جميع المسلمين لمعتدي العالم ورسالة يوم القدس هي ان فلسطين ستبقى حية دائماً وان القدس للمسلمين.

لبنان

احيا “حزب الله”  يوم القدس العالمي في احتفال حاشد، تحدث فيه الأمين العام للحزب سماحة السيد حسن نصرالله، وذلك في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية، حضره ممثلان  للرئس العماد ميشال عون و رئيس مجلس النواب نبيه بري وشخصيات سياسية ونيابية وحزبية وعسكرية ودينية وديبلوماسية وحشد شعبي.

بداية آي من الذكر الحكيم تلاها المقرىء مهدي شمعوني، ثم عرض عسكري رمزي للواء القدس الاول، فالنشيد الوطني ونشيد حزب الله، فكلمة تقديم الشاعر علي عباس.

ثم اطل السيد حسن نصرالله عبر شاشة عملاقة، وصف في بدايتهاالمرحلة بأنها حساسة وصعبة، متوقفاً أمام اهتمام العالم وشعوب الامة بإحياء هذا اليوم الذي حاول البعض تصويره أنه يوم شيعي او إيراني، لكن صدق الإمام الخميني جعل من هذا اليوم أقوى من أي حصار.

ونوه بالتظاهرات التي شهدتها دول العالم لمناسبة يوم القدس، وخاصة تلك التي جرت في إيران وحملت رسالة إلى كل من يراهن على تعب الشعب الإيراني، لافتاً إلى “أنه على ترامب أن ينتظر كثيرا في رهاناته على تبدل الموقف الإيراني”، معدداً أسماء الدول التي جرت فيها تظاهرات ضخمة في مختلف أنحاء العالم.

واعتبر ان “التحدي الاساسي اليوم أمام فلسطين هي صفقة القرن، وأنها التهديد الذي يواجه القضية الفلسطينية”، مؤكداً أن “مواجهة هذه الصفقة هو واجب شرعي وديني وسياسي وأخلاقي وإنساني، لأنها صفقة الباطل وتضييع الحقوق العربية والاسلامية والمقدسات”، واصفا إياها “بصفقة عار تاريخي وجريمة تاريخية”، متسائلاً عما “إذا كان بالإمكان الوقوف بوجه هذه الصفقة وافشالها”. وقال “نعم يمكننا ذلك، مؤكداً أننا نمشي في هذا المسار”.

واشار نصرالله الى “المرحلة ما قبل العام 2011 حيث كانت محاولة اميركية لتصفية القضية الفلسطينية عبر اعطائها شيء من الفتات، ولكن بعد ظهور قوة المقاومة في المنطقة تبدلت الصورة، اذ عملت اميركا على استيعاب الثورات الشعبية العربية وحرفها عن مسارها، واراد الاميركي وكل من دخل على خط ما سمي بالربيع العربي ان يفرض على الشعوب العربية والاسلامية صفقة القرن”، شارحا “انها كانت البيئة المناسبة لترامب واسرائيل وبعض الانظمة العربية التابعة لهم”.

ورأى ان “التشخيص الاميركي لهذا الوضع انما هو خاطىء لأنهم يجهلون شعوب هذه المنطقة”، معلنا ان “محور المقاومة ومنذ الثمانينات هو اقوى من اي زمن مضى”، معددا الوقائع واولها المقاومة في فلسطين حيث باتت تل ابيب على مرمى صواريخ هذه المقاومة.

كما شدد على مستوى القوة والعدة والعديد والاستعداد والجهوزية للمقاومة في لبنان، وكذلك اجتياز سورية لما كان يخطط لها، كما انها تمكنت من البقاء في محور المقاومة، ومثلها في فشل اميركا السياسي في العراق واليمن حيث تشهد قوة صاعدة.

وشدد على أن أهم عنصر من عناصر قوتنا هي إيران صاحبة القوة الذاتية.

فلسطين

من جهتها أكدت الفصائل الفلسطينية على مركزية قضية القدس، ودعت إلى ضرورة توحد الأمة العربية والإسلامية لنصرة المدينة المقدسة، باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، ومواجهة كل مخططات الاحتلال لتهويدها وطرد سكانها.


وبدأت فعاليات غزة بكلمة ألقاها عن طريق البث المباشر لأول مرة، المسؤول الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمين المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة، والتي حذر فيها بعض الدول العربية الساعية لإجراء تطبيع مع إسرائيل.
هذا وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة تغريد واسعة النطاق شارك فيها الكثير من النشطاء على وسم «#قدسنا لا أورشليم»، وهو الاسم الإسرائيلي لمدينة القدس. وحملت التغريدات والتعليقات التأكيد على أن القدس هي مدينة إسلامية وفلسطينية، وأن المسجد الأقصى إرث كامل للمسلمين.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها بهذه المناسبة «ستتواصل المقاومة بإذن الله وستمضي مسيرتها حتى تحرير القدس»، مؤكدة على كامل حقوق الشعب الفلسطيني.
من جهته أكد القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، أن «يوم القدس العالمي» يمثل «إعلان نذير للأمة العربية والإسلامية بأن القدس محطة الصراع الحقيقي مع الاحتلال».

سوريا

انطلقت في دمشق مسيرة حاشدة من مدخل سوق الحميدية وصولا إلى الجامع الأموي إحياء ليوم القدس العالمي وأكد فيها المشاركون في مسيرة إحياء يوم القدس العالمي بمشاركة شعبية واسعة أن القدس عاصمة تاريخية لفلسطين وستبقى رغما عن كل المحاولات التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي.

كما أحيا أهالي حلب يوم القدس العالمي في ساحة سعد الله الجابري.

العراق

نُظمت في العاصمة بغداد مسيرات حاشدة تضامناً مع البلدان الإسلامية لإحياء يوم القدس العالمي حيث نظم مئات المتظاهرين مسيرة حاشدة في شارع فلسطين شرقي بغداد، لإعلان تضامنهم مع البلدان الإسلامية بمناسبة يوم القدس العالمي ورسم المشاركون في المسيرة علماً إسرائيلياً على الأرض تعبيراً عن رفض “الاعتداءات الصهيونية المتواصلة” على الشعب الفلسطيني.

اليمن

خرجت بالعاصمة صنعاء و12 محافظة يمنية، عصر اليوم الجمعة، مسيرات جماهيرية كبرى إحياء ليوم القدس العالمي تحت شعار “لا لصفقة ترامب”، بمشاركة جماهيرية حاشدة هي الأكبر على مستوى المنطقة العربية.

وانطلقت أولى مسيرات يوم القدس أيضاً من اندونيسيا وماليزيا  كما شاركت في المسيرات 19 مدينة هندية، و24 مدينة باكستانية، وأقيمت مراسم هذه الذكرى العالمية في 12 ولاية أميركية، وثمانية بلدان أوروبية، و11 دولة في أفريقيا، بالإضافة إلى سيدني ومالبون في أستراليا، كما ارتفع عدد المدن في العالم التي انضمت إلى إحياء يوم القدس إلى 150 مدينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى