سياسة

خاص مرايا.. هنية: التطبيع هو طعنة في ظهر الفلسطيني وخيانة للقدس

صفقة القرن لن تمرّ وسيكون ردنا من خلال وحدة البيت الفلسطيني..

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور اسماعيل هنية لمجلة مرايا الدولية :

◀️التطبيع هو طعنة في ظهر الفلسطيني وخيانة للقدس
◀️صفقة القرن لن تمرّ وسيكون ردنا من خلال وحدة البيت الفلسطيني..

بداية نرحب بحضرتك ضيفا عزيزا في بلدكم الثاني لبنان:

1. بداية كيف تقرأون اتفاقية السلام التي وقعتها كل من دولتي الإمارات والبحرين مع الكيان الغاصب؟ وما هو موقعكم كحركة فلسطينية جهادية مقاومة لا تساوم على قضية فلسطين من اتفاقية الذل والعار؟

– ما جرى في واشنطن من توقيع اتفاقيات تطبيع بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى برعاية أمريكية يأتي في سياق تطبيق وتنفيذ صفقة القرن الأمريكية وفق الرؤية الأمريكية لتصفية قضية فلسطين.

إن هذا التوقيع هو تجاوز للقضية الفلسطينية وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وتخلي من هذه الدول الموقعة عن قضية فلسطين وعن قضية القدس، خصوصا ان صفقة القرن الأمريكية، تصادر حقوق الشعب الفلسطيني منها حقه بالعودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتهود القدس، وتعتبرها عاصمة موحدة للكيان الصهيوني.

نحن في حركة حماس استنكرنا توقيع اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني وحذرنا بعض الدول
العربية التي تفكر في السير في هذا النهج، إن ذلك يخدم العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية فقط، وهو يشجع الكيان الصهيوني على المضي قدما في تصفية القضية الفلسطينية وفي تهويد القدس، وفي مصادرة اراضي الشعب الفلسطيني وكذلك في منع الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه
المشروعة بالتحرير والعودة والاستقلال، وكذلك يتناقض مع مواقف شعوب هذه الدول التاريخية في دعم قضية فلسطين وصمود شعبها.

2 . بالنسبة لصفقة القرن الأمريكية – الصهيونية هل ستعزز أمن اسرائيل الذي يعتبر الهم الوحيد والأبرز عند الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟

– نعم صفقة القرن تأتي خدمة للكيان الصهيوني وتسعى لتوفير الأمن لهذا الكيان الصهيوني الغاصب لسنوات عديدة, الآن صفقة القرن تشمل تشكيل تحالف إقليمي لمواجهة الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة بشكل عام, وصفقة القرن تعتبر ان عدو العرب هو الجمهورية
الإسلامية في إيران و ليس الكيان الصهيوني , لذلك صفقة القرن مرفوضة ومدانة وعلى جميع أبناء
الأمة العربية والإسلامية أن يرفضوا هذه الصفقة وأن لا يخضعوا للإملاءات والشروط الأمريكية
هذه الشروط التي تهدف إلى تأمين الكيان الصهيوني وجعله دولة طبيعية في المنطقة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

3. توقيع اتفاقية الذل والخيانة جاء بالتزامن مع الذكرى السابعة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا لماذا هذا التوقيت بالتحديد؟ علام يدل ذلك برأيكم؟

– ان توقيع اتفاقيات الهزيمة في واشنطن في 15 ايلول بالتزامن مع ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا
يؤكد أن مسار التسوية ومسلسل المؤامرات هو مسار واحد تقوده الإدارة الأمريكية وتنفذه حكومة الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني, مجزرة صبرا وشاتيلا استهدفت الأبرياء والمدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني والشعب السوري والعربي وكانت تهدف إلى كسر إرادة
الشعب الفلسطيني وضرب مقومات صموده في الشتات لمنعه من مواصلة نضاله من أجل التحرير والعودة والاستقلال, لذلك هذا التوقيت ليس بريئا هو يؤكد أن المؤامرة واحدة منذ وعد بلفور عام 1917‪إلى مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 إلى توقيع الاتفاقيات الأخيرة في واشنطن في 15 ايلول
عام 2020 ،لذلك فإننا ندعو لتشكيل تكتل وتحالف عربي إسلامي دولي لمواجهة صفقة القرن الأمريكية ومواجهة المشاريع الأمريكية الصهيونية التي تستهدف تصفية قضية فلسطين.

4 . ماذا عن لقائكم بأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله؟ وهل تجدون أن حزب الله يشكل
صمام أمان لكم كفلسطينيين لا سيما وأنه طرف اساسي في محور المقاومة والممانعة ويعتبر فلسطين قضيته الأساس؟

– إن اللقاء مع سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله يأتي في سياق طبيعي خصوصاً أننا حركة تحرر وطني وحركة مقاومة في فلسطين ومن الطبيعي أن ننسق مع إخوتنا في المقاومة اللبنانية وخصوصاً مع قيادة حزب الله الذي يقف دائماً إلى جانب الحق الفلسطيني وإلى جانب
المقاومة الفلسطينية، نحن نؤكد على ضرورة تحشيد طاقات الأمة من أجل دعم القضية الفلسطينية
وحماية القدس من التهويد وحماية حق العودة والدفاع عن الأرض الفلسطينية, وكما أن العدو الصهيوني ومن خلفه الإدارة الأمريكية يحاربوننا بشكل جماعي فينبغي على تيار المقاومة في المنطقة وأبناء الأمة الأحرار أن ينسقوا مواقفهم وان يوحدوا صفوفهم لمواجهة المخاطر المحدقة بقضية
فلسطين قضية الأمة العربية والإسلامية, فيأتي هذا اللقاء للتأكيد على رفع مستوى التنسيق والتشاور
والتعاون بين المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان.

5 . إسرائيل تمارس سياسة القضم والضم والاستيطان غير آبهة كموقفكم كشعب أولاً وكموقفكم المناهض لما تقوم به ثانياً؟

– نعم حكومة الاحتلال الصهيوني تمارس مشاريع الضم والاستيطان منذ قيام دولة الكيان
الصهيوني عام 1948 وحكومات الاحتلال المتعاقبة استغلت ما يسمى اتفاقية التسوية مع السلطة الفلسطينية عام 1993 وضاعفت الاستيطان في الضفة الغربية. 

منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية 160 ألف مستوطن يهودي اليوم ارتفع العدد إلى 750 ألف مستوطن يهودي أي ان تضاعف عدد المستوطنين خمسة أضعاف منذ 27 سنة إلى اليوم, إذا حكومة الاحتلال لا تراعي أي اتفاقيات مع منظمة التحرير ولا تحترم القرارات الدولية ولا تطبقها خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني, فالكيان الصهيوني هو كيان عنصري احتلالي, كيان ارهابي مجرم لا ينفع معه إلا لغة القوة, لذلك مسار التسوية انتهى لم يجلب شيئاً للشعب الفلسطيني وليس أمام الشعب الفلسطيني اليوم إلا الانخراط في
مربع الانتفاضة والمقاومة الشعبية وصولاً إلى المقاومة العسكرية لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

6 . ماذا عن توحيد الفصائل الفلسطينية وانضوائها تحت راية واحدة بعيدا عن الانقسامات؟
ألا ترون أن توحيد صفوفكم يشكل صفعة قوية للكيان المحتل ويجعله غير قادر على تحقيق أهدافه؟

– نعم إن توحيد الموقف الفلسطيني وتوحيد الصف الفلسطيني وإعادة ترتيب البيت الداخلي
الفلسطيني وصولاً إلى إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية،
هو الرد القوي على صفقة القرن الأمريكية وهو الموقف المطلوب اليوم فلسطينياً لمواجهة الصفقة
ومخطط الضم ومشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني, لذلك نحن شاركنا بقوة في لقاء الأمناء العاميين للفصائل الفلسطينية الذي انعقد في الثالث من شهر أيلول في بيروت ورام الله بالتزامن , وكذلك نحن نتابع مع الإخوة في حركة فتح تشكيل لجان مشتركة من أجل تفعيل المقاومة الشعبية في فلسطين
المحتلة, وإنجاز ملف المصالحة وإنهاء الانقسام, و ترتيب البيت الداخلي من خلال إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.

7 . برأيكم هل ستحذو السعودية حذو الإمارات والبحرين وتطبع مع إسرائيل ؟ وفي حال قامت
بذلك ألا تعتبرون أن ذلك يهدد أمنكم كفلسطينيين ؟

– نحن لا نتمنى للسعودية وغيرها من ألا تقع في فخ التطبيع مع الكيان الصهيوني وندعوها إلى
الصمود في مواجهة الضغوط الأمريكية الصهيونية, ونؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء, على أمتنا أن تراهن على الشعب الفلسطيني هذا الشعب الذي قاتل الاحتلال البريطاني في فلسطين منذ العام 1917 ثم قاتل الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948 إلى اليوم لا يزال شعبنا يقاتل الاحتلال الصهيوني ولن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء ولن يتخلى عن المقاومة ولن يعترف بالكيان الصهيوني الغاصب, لذلك نحن سنواصل طريق الجهاد والمقاومة طريق الانتفاضة سواء طبع العرب
أم لم يطبعوا ونعتبر أن تطبيع بعض الدول العربية لن يغير من الواقع شيئاً ستبقى فلسطين عربية إسلامية وسيبقى العدو الصهيوني والكيان الصهيوني كيان عنصري احتلالي إرهابي لن نعطيه الشرعية ولن نعترف به مهما حصل وسنواصل صمودنا ومقاومتنا حتى التحرير والعودة ان شاء الله.

إعداد الإعلامية / جومانا كرم عياد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى