لبنان

السيد نصرالله: على العدو أن يحسب ألف حساب

نصر الله: أي خطأ في التقدير قد يؤدي إلى حربٍ كبرى

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء الخميس

أن “من يفترض أن المعركة مع الاحتلال الصهيوني قد انتهت فهو مشتبه لأن العدو يومياً يحاول الاعتداء على أرضنا”.

وفي كلمة بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، قال السيد حسن نصرالله: “أبارك لكم جميعاً هذه الذكرى الجميلة والعزيزة على قلوبنا جميعاً عيد المقاومة والتحرير، والشكر دائماً وأبداً لله أولاً ولكل الذين صنعوا وساهموا في تحقيق هذا النصر ثانياً، كما الشكر للناس الذين صمدوا في الشريط الحدودي ولكل الناس الذين حضنوا هذه المقاومة وقدموا فلاذات أكبادهم”، كذلك توجه السيد نصر الله بـ”الشكر لكل من ساهم في النصر من مضحّين وفي مقدمهم الشهداء والجرحى والأسرى المحررون والمجاهدون وعائلاتهم جميعاً، كذلك للدولتين اللتين دعمتا المقاومة أعني الجمهورية الإيرانية الإسلامية والجمهورية العربية السورية، والشكر للجيش اللبناني والقوى الأمنية وللفصائل الفلسطينية ولكل الرؤساء والقوى السياسية وكل من دعم مقاومتنا”.

واعتبر الأمين العام لحزب الله أن “هذا الانتصار لم يأتِ بالمجان إنما جاء حصيلة سنوات طويلة من الصّبر والتّحمل والتّهجير والاثمان التي قدمت في هذا السبيل كانت كبيرة وعظيمة ومن الضروري إحياء مناسبة 25 ايار لأنها تجربة عظيمة يجب تعريف أجيالنا عليها فهناك من يسعى إلى التفريط بالانتصار الذي تحقق وعلينا منع ذلك”، وقال: “ما يحصل داخل الكيان له تأثير مباشر على امن وسلامة لبنان، فصراعنا يمتدّ بين 17 أيار الذي يعني الخيارات الخاطئة و15 أيار أي يوم النكبة إلى 25 أيار تاريخ الخيارات الصحيحة”

مضيفاً أنّه اليوم لا “إسرائيل كبرى” من النيل الى الفرات ولا “إسرائيل عظمى” هذه انتهت بـ 2006 مع لبنان و 2008 مع غزة، “إسرائيل” باتت اليوم تختبئ خلف الجدران والنيران وباتت تعجز عن فرض شروطها في أي مفاوضات مع الشعب الفلسطيني”، مشدّدًا على أنّه “ليس من مصلحة “إسرائيل” عالم متعدّد الأقطاب بل من مصلحتها بعالم أحادي تتزعمه امريكا”، لافتًا إلى أنّ “رهانات ما يسمى “الربيع العربي” سقطت للوصول إلى تسويات مذلة مع “إسرائيل” وأيضًا سقطت معها صفقة القرن. بالمقابل لم تعد هناك هيمنة أميركية على العالم وباتت الأمور تتجه نحو عالم متعدد الأقطاب وهو ما يقلق “إسرائيل””.

وأوضح السيد حسن نصرالله أن “من جملة أهداف الحرب الكونية على سوريا كان إخراجها من محور المقاومة لكنها صمدت بموقعها المقاوم وانتصرت”، مؤكدًا أنّ مواقف الرئيس الإيراني خلال زيارته لسورية بعد 12 سنة من الحرب الكونية عليها تؤكد تماسك محور المقاومة”.

وتابع “الإنقسام الداخلي الذي تشهده “إسرائيل” اليوم يقابله تماسك وثبات في محور المقاومة وعمدة المقاومة هي أولاً الإنسان المؤمن بقضيته وحقه والذي يمتلك الجرأة والشجاعة”. كما أوضح السيد نصر الله أنّ القدرة البشرية الممتازة في محور المقاومة يقابلها تراجع القوة البشرية الإسرائيلية وهروب الإسرائيليين من القتال”

ورداً على تهديدات نتنياهو قال السيد نصر الله: “لستم أنتم من تهددون بالحرب الكبرى وإنما نحن الذين نهددكم بها وأي حربٍ كبرى ستشمل كل الحدود وستضيق مساحاتها وميادينها بمئات آلاف المقاتلين، ولدينا تفوق هائل في البعد البشري”. مضيفًا “فجبهة العدو الداخلية ضعيفة وواهنة تعاني من قلق وجودي مقابل جبهة المقاومة مملوئة بالثقة وروح الامل أكثر من اي وقت مضى بتحرير فلسطين والصلاة في مسجد الأقصى”.

وكشف الأمين العام لحزب الله أن “من جملة التطورات فشل العدو الاسرائيلي وإلى جانبه الامريكي في ايجاد تحول في ثقافة شعوب هذه المنطقة خاصة في موضوع التطبيع مع العدو”، وتابع أنّه “من مجمل التحولات أيضًا فقدان القيادات المؤثرة في كيان العدو في مقابل الثقة العارمة بمحور المقاومة وقادته، ومن التحولات أيضاً “تطور القدرات المادية والعسكرية في قوى المقاومة كماً ونوعاً وهي في تطور دائم ومثال على ذلك ما نمتلكه في لبنان، وكيان الاحتلال أدرك أن الأنظمة العربية عاجزة عن فرض التطبيع على شعوبها”.

ولفت السيد نصرالله إلى أنّ “الجبهة الداخلية الإسرائيلية ضعيفة ووهنة والإسرائيليون مستعدون للهروب ويسعون إليه وهذا من التحولات المهمة”.

وأكد السيد حسن نصرالله أن “الأميركي والإسرائيلي يقارب معاركه بطريقة خاطئة عندما يصنف حركة او حزب في محور المقاومة بأنه تابع او مرتزقة، وأهم نقطة قوة هي أن قوى المقاومة في فلسطين “أصلاء” لأن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق والأرض والقضية، ورغم أن إيران تدعم الفلسطينيين لكنهم هم أصحاب القرار والحق والذين يقاومون وأصحاب الأرض الأصليون”.

وشدد الأمين العام لحزب الله على أن “التحول الآخر الذي يعيشه الكيان الصهيوني الآن هو في مسألة الردع، فمعركة غزة جاءت لترميم مسألة الردع لكن ما حصل هو انّ “إسرائيل” فشلت في هذه المهمة بل على العكس أصبحت أكثر خوفاً، وتنامي قوة الردع لدى المقاومة في مقابل تآكل قوة الردع الإسرائيلية هو ما أظهرته عملية “ثأر الاحرار” في غزة”، مؤكداً أنّ “الإسرائيليين فشلوا في تعزيز قوة الردع لديهم وأدركوا أنهم سيدفعون ثمن كل اعتداء، والتهديدات الإسرائيلية الأخيرة تأتي بعد فشل الاحتلال في مواجهة عملية “ثأر الأحرار”، كما أنّ الإسرائيليين تراجعوا عن تهديداتهم الأخيرة بسبب الهلع في المستوطنات وبعد مناورة حزب الله الأخيرة، كما تراجعوا كذلك عن تهديداتهم بسبب تراجع السياحة وانهيار عملة الشيكل لديهم مقابل الدولار”.

وقال السيد نصر الله: “على العدو أن يخاف هو وأن ينتبه وألا يخطئ في التقدير وألا يرتكب أي خطأ في أي بلد قد يؤدي إلى الحرب الكبرى، فالحرب الكبرى في المنطقة ستؤدي بكيان الاحتلال إلى الهاوية وإلى الزوال”.

وفي الشأن المحلي اللبناني، أشار السيد حسن نصرالله إلى أن “معادلة الجيش والشعب والمقاومة حمت لبنان والأمن والأمان شرط أساسي لأي معالجة اقتصادية وسياسية، فمعادلة الجيش والشعب والمقاومة مظلة حماية حقيقية يجب عدم التفريط بها ويجب إخراجها من “الجدل البيزنطي”، والمعادلات الإقليمية في المنطقة تدعو إلى التفاؤل”.

وتحدث السيد حسن نصرالله عن قضية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فقال “إما أن يتنحى بنفسه أو أن يتحمل القضاء مسؤوليته لأن حكومة تصريف الأعمال لا تملك صلاحية عزله”، ونوه إلى قضية اللاجئين السوريين أنّه “يمكن حلّها عبر قرار بإرسال وفد حكومي لبناني إلى سورية وإجراء محادثات حول المسألة”، وختم السيد نصرالله بالتهنئة بالعيد وبأنّ “إسرائيل” سقطت وإلى مزيد من السقوط.

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى